حسام الحاج حسين ||
اولا يجب ان نعطي نبذة مختصرة عن دول مجلس التعاون الخليجي .
ما هو ،،!؟؟؟
مجلس التعاون الخليجي هو منظمة إقليمية سياسية، اقتصادية، عسكرية وأمنية عربية مكونة من ست دول عربية ،،! تطل على الخليج الفارسي وتشكل أغلبية مساحة شبه الجزيرة العربية هي ،،! المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين.
وتم التوصل في 25 مايو 1981 بين حكام البلاد الستة في اجتماع عقد في ابوظبي إلى صيغة تعاونية تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة ،،!!!!
لماذا لاتقبل دول مجلس التعاون انضمام العراق الى المجلس ،،؟ رغم المشتركات العديدة بينها وبينهم وهي من الدول العربية المطلة على الخليج ،،؟؟
ترى بعض الدول ومنها السعودية ان العراق ذات الأغلبية الشيعية لايمكنها ان تندمج مع دول سنية وكانت هذه القناعة مترسخة عند حكام السعودية والخليجية عندما كان الجميع تحت ظل كثيف للمؤسسة الوهابية ،،!
اضافة الى ان هناك احتقانا طائفيا في بعض الدول الخليجية ومنها السعودية والكويت وهي ليست راغبة في زيادة هذا الاحتقان بإضافة مشكلات طائفية جديدة، (( إن انتقال العدوى الطائفية إلى دول المنطقة سيؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في هذه الدول )) كما يقول بندر بن سلطان في معرض جواب على سؤال حول انضمام العراق الى المجلس الخليجي ،،!!
ولا شك أن دول الخليج لا تريد أن تكون طرفا في هذه الحالة الأمنية المقلقة. كما لا تريد أن تكون ساحة لنقل هذه الصراعات إلى أرضها. أما الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية، فهو الصراع الطائفي السائد في العراق كما يقول الخليجيون ،،!!!
يمكن ايضا ان يدحض هذا الرأي ببساطة لو تم اعادة تاريخ الأحداث لنجد ان
من الصعب جداً ان يوافق مجلس التعاون الخليجي على انضمام العراق اليه، فالعراق قدم طلباً سابقا ورفض وكان في اوج علاقاته مع دول الخليج في الثمانينات، وهناك مستوى من العلاقات ما بين دول الخليج تختلف عن العلاقات مع العراق، ومستوى الثقة فيما بينهم يختلف عن ما موجود مع العراق ،،!!!
حتى الجهود الأمريكية لأقناع دول مجلس التعاون بضم العراق ايضا بائت بالفشل الذريع ،،!
فالدعوة التي وجهها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال حوار المنامة لضم العراق إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، تلقت رفضا من دول المنطقة، وقد جاء الرفض السريع من الأمين العام للمجلس السيد عبد الرحمن بن حمد العطية، مؤكدا أن الدول الخليجية اتخذت خطوات تجاه التقارب مع العراق. وقد جاءت معظم التعليقات الصادرة من المسؤولين والباحثين والصحافيين في المنطقة رافضة هذه الدعوة التي تحمل في طياتها أهدافا غير معلنة تنطوي على حسابات أمريكية قد ترهق كاهل الدول الخليجية الغنية وربما منها اعادة اعمار العراق الذي تضرر بسبب الغزو الأمريكي ،،!
ولمح الوزير الى مسئلة مهمة لطال ما كانت دول المجلس تخشى منها وهو هاجس النفوذ الإيراني وطموحاتها التي لاتعرف الحدود ،،!! وقال الوزير أمام كبار مسؤولي الدفاع في عدد من دول الخليج والشرق الاوسط أن "دعم دول الخليج للعراق سيساعد على احتواء طموحات إيران"
لكن بعض دول الخليج ترى ان التقارب مع إيران سيعود بالفائدة الف مرة على دول الخليج من ضم العراق الى مجلس التعاون والكويت وقطر وعمان ترى هذا الرأي وتذهب الى تبنيه ،،!!!
الحاجز الطائفي بين العراق ودول مجلس التعاون لايمكن القفز عليه ابدا ،،!
وان محاولات العراق لأستعطاف دول مجلس التعاون بانه قد تغير ويمكن ان يحمل مشعل القومية العربية ماهو الا ( حب من طرف واحد ) ،،،!!!!
وما لايخفى ايضا من ان الشعوب الخليجية لاتمتلك الأرادة ولاتشارك في صناعة القرار وهي تتبع انظمتها الرجعية والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالحلقة الأمريكية في المنطقة والتي تقودها إسرائيل ،،،!!!
يمكن ان تقبل دول الخليج انضمام العراق اليها بشرط واحد وهو التطبيع وان تكون رأس الحربة في مواجهة إيران ومحور المقاومة ..!
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha