نعيم الهاشمي الخفاجي ||
التضليل الإعلامي الذي تمارسه الغالبية الساحقة من فيالق الإعلاميين العاملين في صحف البداوة ومواقع التواصل الاجتماعي وقنواتهم الإعلامية، لم يكن عمل فردي بل عمل منظم والغرض من هذه الاكاذيب، تزييف الحقائق لأهداف سياسية، وهؤلاء الإعلاميين ليسوا جهلة بل مدربين بشكل جيد، بحيث تم توزيعهم للعمل في القنوات الفضائية أو يكتبون مقالات في الصحف أو العمل كمذيعين ومقدمي برامج في وسائل الإعلام، لديهم قدرة فائقة بالكذب، لكن المراقب الواعي يكتشف انعدام المهنية وافتقارهم لأبسط القيم الاخلاقية الصحفية.
الفيالق الإعلامية المدربة في التضليل الاعلامي، معلوماتهم جميعها خاطئة من الأساس، غايتهم نشر الاشاعات والاكاذيب، بل ويذهبون إلى نشر معلومات شكلها صحيحة، لكنهم يساقون هذه المعلومات عنوة بعيداً عن المعنى المراد منه خدمةً لأغراضهم السياسية والمذهبية، في كلتا الحالتين يكون مضمون ماتكتبه هذه الفيالق الإعلامية الكذب والتضليل وخداع الناس البسطاء ونشر الكراهية.
الكذب لدى العربان ليس وليد اليوم بل هو ثقافة اجتماعية متوارثة، حتى وصلت إلى نسب آلاف الأحاديث المكذوبة على رسول الله ص كثيرة، بل نفسه رسول الله ص حذر أمة الإسلام من الكذابين، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا تكذبوا عليَّ فإنه من كذب عليُ فليلج النار، رواه البخاري بصحيحه.
لذلك كل أحاديث القتل والسبي وتشويه سمعة الآخرين تتعارض مع أخلاق رسول الله ص وتتعارض مع آيات القرآن الكريم، الله عز وجل أمر أمة الإسلام في سؤال أُلي العلم وأهل الذكر وهم محمد ص وال بيته الأئمة عليهم السلام، كل كتب التاريخ السني والشيعي أثبتت أن أئمة ال البيت ع هم اعلم الناس بعد رسول الله ص في معرفة وفهم الشريعة.
وورد حديث عن الإمام علي ع وقد كُذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عهده حتى قام خطيباً فقال:( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) خطبة ٢١٠ نهج البلاغة.
عندما تقرأ مقال إلى كاتب وصحفي خليجي يمتهن مهنة التدليس بنقل اخبار عن اشخاص مجهولين في مواقع التواصل الاجتماعي ويعتبرها حقيقة عجزت عن كشفها مخابرات الدول العظمى، فهذا دليل على حيوانية هذا المخلوق الكذاب، من دمر أفغانستان تنظيمات الفصائل الوهابية، تنظيم القاعدة الوهابي بزعامة المواطن السعودي أسامة بن لادن هو من نفذ غزوة ١١ سبتمبر وتسبب بغزو أمريكا إلى افغانستان، القوات الامريكية البرية دخلت إلى أفغانستان من جمهورية تركمستان وشاهدنا ذلك بالصورة والصوت، واحتلال العراق تم من خلال الجيش الأمريكي عبر أراضي الكويت والسعودية والاردن، ودارت قيادة المعركة من قاعدة السيلية والعيديد بقطر ومن قواعد امريكية بالبحرين والإمارات والسعودية وقاعدة علي السالم الصباح الكويتية، ومن قتل الشعب العراقي هم فلول دولة البعث مع آلاف الانتحاريين من السعودية بشكل خاص، من قتل الشيعة والسنة بالعراق هم عصابات البعث قاعدي داعشي وهابي.
في أحداث الربيع تم استهداف بعض الدول العربية ذات النظام الجمهوري والتي هي محسوبة على المعسكر الشرقي السوفياتي السابق، ماحدث في سوريا صراع نفوذ دولي بأدوات سورية محلية وبدعم وهابي بدوي طائفي لتدمير سوريا وتحطيمها، وأرسلت السعودية آلاف الانتحاريين والقادة لقيادة العصابات الوهابية التكفيرية، المحيسني شيخ سعودي وهابي هو من دمر حلب وتوعد أهلها سبي وقتل وذبح حسب الدين والمذهب.
الوضع اللبناني صراع نفوذ دولي بأموال ودعم وتحريض خليجي وهابي، سبق لحزب الكتائب حرق لبنان لابعاد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس خدمة إلى اسرائيل، جعجع كان أحد قادة ميليشيات قتلت الفلسطينيين أطفال ونساء، وقتل اللبنانيين على الدين، ومايحدث الان في لبنان استمرار لنفس مسلسل ابعاد القوات الفلسطينية المسلحة من لبنان إلى تونس، لكن هذه المرة تستهدف سلاح القوى اللبنانية المقاومة.
أما اليمن فشلت مؤامرة الربيع في سيطرة ابناء اليمن الاصلاء على اليمن الشمالي، ومن شن الحرب على اليمن جارة السوء مملكة الوهابية
مستكتب وهابي مقرب من العائلة المالكة السعودية كتب،(إن كنت ضد الشرك فإيران قد شرعنته واتخذت من قبور ومراقد أوليائها معابد).
للأسف عقلية وهابية تكفيرية مترسخة حتى عند كتابهم ومثقيهم الذين يدعون الوسطية والاعتدال، عقلية معفنة، لدينا بالعراق مراقد إلى اىمة آل البيت ع والى اضرحة إلى علماء سنة، عقلية بدوية تستهدف الكل للأسف.
ويضيف هذا الاحمق( إن كنت ضد السرقة وأكل أموال الناس بالباطل، فإيران قد شرعنت سلب أموال الناس تحت الخمس).
الخمس تشريع من الله سبحانه وتعالى واذا كان الشيعة يعطون الزكاة والخمس من أموالهم فهذا ليس مخالف للشريعة، بل هذه الاموال عاش ويعيش عليها ملايين الفقراء، والخمس يدفعه الشيعة بكل اصقاع العالم فهو ليس مخصوص في ايران، وإنما كان على عهد رسول الله ص والائمة عليهم السلام، ولازال ليومنا الوهابية، حتى السنة
ومنهم الوهابية يعطون الخمس من الغنائم والسعودية والإمارات وقطر يدفعون خمس أموال عاىدات البترول إلى المؤسسة الدينية الوهابية، وهذه الأموال ساهمت بنشر التطرف والارهاب، بينما الشيعة لايرون في إعطاء خمس عائدات البترول والمعادن وعائدات منافذ الحدود وإنما تعطى الأموال لخزينة الدولة لأنها أموال الشعب وغير خاضعة لملكة شخص واحد حتى يتم إعطاء خمسها وزكاتها، الفكر الشيعي بعيد كل البعد عن السرقة، لدى المدرسة الشيعية فقهاء يعرفون تكليفهم، لدى الشيعة فتاوى تخص الحدود وتطبيقها، لكن لاتطبق إلا تحت ظل سلطة أمام معصوم، لايوجد أمام معصوم ظاهر الآن، لذلك كل فتاوى تطبيق الحدود الشرعية معطلة وهذه نعمة كبيرة من الله عز وجل، على عكس المدرسة السنية بشكل عام والمدرسة الوهابية بشكل خاص، كل شخص يطيل لحيته ويقصر اثوابه يطبق فتاوى حدود القتل والذبح، لذلك ممارسات القاعدة وداعش وبوكو حرام وبقية الفصائل الوهابية التكفيرية يطبقون الفتاوى الخاصة في إقامة الحدود بطرق شخصية لذلك عم وانتشر الذبح والقتل في كل اصقاع العالم.
في الختام القاء كل حروب الدول الكبرى وصراع النفوذ على فلان دولة وعلى الشيعة هذه كذبة كبرى، هذه الفرية صادرة من شخص فاقد الضمير والأخلاق والانسانية.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
22/1/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha