مازن الولائي ||
لو لم يكن الحب، أو الود، أو العشق، فلا شك سيكون نقيضه! وكل هذا الخزين من التربية الروحية ورسائل السماء إنما تريد رفع الإنسان الى مستوى من الحب الذي يحتوي كل تلك العثرات والكبوات حيث الحديث يقول؛ "هل الدين إلا الحب" نعم هو الحب والتسامح وضابط العودة من كل نقيضه وما لا يصلح للارتقاء به! فمتى كان الكره، والبغض، والحسد، والاستعلاء، والاهانة، واستصغار، واحتقار الناس، وكل ما لم يكن موطن للقلب الذي كأنه في أول خلقه إنما هو للعشق، والحب، والفناء فيهما وهذا ما روي عن المعصومين عليهم السلام وكل سفراء الله تعالى من الأنبياء والمرسلين ومن علت رتبتهم في التقوى والورع والدين 《 روي عن يزيد بن معاوية، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) في فسطاط له بمنى، فنظر إلى زياد الأسود منقلع الرجل، فرثا له، فقال له: ما لرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو، فكنت أمشي عند عامّة الطريق. فرثا له.
وقال له عند ذلك زياد: إنّي ألمّ بالذنوب حتّى إذا ظننت إنّي قد هلكت ذكرت حبّكم فرجوت النجاة وتجلى عنّي.
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : وهل الدين إلّا الحبّ. قال الله تعالى: ( حَبَّبَ إِلَيكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم ) الحجرات ٨ وقال: ( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ ) آل عمران ٣١، وقال: ( يُحِبُّونَ مَن هَاجَرَ إِلَيهِم ) الحشر ٩، إنّ رجلاً أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فقال: يا رسول الله! أحبّ المصلّين ولا أُصلّي، وأحبّ الصوّامين ولا أصوم؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت )، وقال: ( ما تبغون وما تريدون! أما أنّها لو كان فزعة من السماء فزع كلّ قوم إلى مأمنهم، وفزعنا إلى نبيّنا، وفزعتم إلينا ).
وورد عن سيد الشهداء في دعاء عرفة: ( أنت الذي أزلت الاغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجأوا الى غيرك ) وقال عليه السلام (يا من أذاق أحبائه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملقين).
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha