مازن الولائي ||
مرضية ابنت الحاج ترابي الذي قضى عمره عاملا في سكك القطار ومشرفا على مسجد المحطة التي تربط بين محافظات عدة، الحاج المشبع بالتدين وعشق العترة المطهرة عليهم السلام، لاسيما في شهر محرم الحرام حيث يجعل من مسجد المحطة البهي والقديم بنائه حلة فاخرة وهو يزينه باعلام الحزن والعبارات المعبرة والرايات..
وعلى هذه الخصال نشأت أسرته العفيفة، ومرضية تسلسلها الثالثة من أخواتها وهي زوجة الشهيد صادق الذي استشهد في الدفاع عن حرم السيدة زينب الكبرى عليها السلام، ولها بنت صغيرة، حيث عاشت أجمل أيام حياتها مع زوجها الشهيد وأدت كل ما عليها من خدمة بيتها وزوجها، وتفتخر أنها كانت جزء في تهيئته للشهادة عبر إيمانها منقطع النظير بها. مرضية لها جمال ملفت وحجاب ملفت، حيث كانت في مؤسسة ثقافية مع مجموعة من نساء مدينتها، وبعد مرور عام ونصف العام وبما أنها لازالت شابة قررت إكمال دراسة الجامعة بتخصص إدارة أعمال، ولكن هناك من بدأ يلمح لها بالزواج المؤقت باعتبارها جاهزة شرعا! وهناك من صديقاتها من عرضن عليها فكرة الزواج الدائم، لكنها لم تفتح الباب لأحد من الزواجين رغم شرعيتهم! وفي جلسة مع صديقة جدا مقربة لقلبها، سألتها لماذا ترفضين الزواج وعن طريق الملاطفة ماذا به الزواج المؤقت؟! ردت وبكل هدوء وقناعة، قالت لا أنكره وهو تشريع تقر به عقيدتي ولكن لي قناعة قد تعتبر عندك غريبة! قالت: وما هي؟! قالت: أنا من حيث المبدأ موافقة بالزواج من شخص ما سيكون بإذن الله تعالى هو نصيبي الذي أرجو تدخل لطف الله تعالى ثم لطف ولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، لكن الوقت الآن غير مناسب وما مقتنعة به أنني احمل أمانة كما كنت احملها لزوجي الشهيد وهي عفتي وحجابي وطهارتي الروحية رغم أن الحلال حلال ولا قدح فيه، لكنني هكذا اعيش هاجس الحفاظ على تلك الأمانة التي هي عبارة عن جسدي ومشاعري وجوانحي التي قررت لأجل ذلك القادم يوما لاكون حلاله وملكه الاعتباري! صديقتها تنظر لها بدهشة ومن باب الإعجاب بمنطق أول مرة تسمعه عن فلسفة الأمانة التي تحملها كل امرأة! لكن ليس الكل على قدر فهم مرضية التي تحمل أمانة لمجهول قد يأتي وقد لا يأتي! أنها مسؤولية الوعي والإدراك للخط العقائدي العميق، مع ألف عذر ومناسبة للتخلص من القيود التي وضعتها على نفسها مرضية!
ليتك يا مرضية في زماننا الحاضر للتعلم منك أم فهد أو نجلاء أو تلك المتسكعة في نوادي الليل على مرأى ومسمع من زوج ديوث وحارس امن في باب الملهى!!!
القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha