مازن الولائي ||
في محطة القطار تفاجأة عائلة الزائر العراقي في مشهد بأن حافظة الأموال غير موجودة وفيها كل مؤنة السفر! وجدا اضطربت العائلة وصارت تفتش بشكل جنوني والبعض يلوم البعض ثلاثة بنات وولد عمره ١٧ عام تقريبا والأم والأب، من يجلس معهم أغلبهم لا يعرفون اللغة العربية ولكن الحركة والصوت والهمس يقول هناك شيء! حاولت بنت تتكلم مع واحدة من البنات وقالت لها بالفارسي ( چی شد که یهو حالتون پریشان شد؟ ماذا حدث لكم فجأة اضطربت احوالكم؟! ) أشرت لها على حقيبتها وقالت لها بإشارة ضربت يديها كناية عن غير موجودة وفيها بإشارة أموال والبنت اخذت تبكي العراقية. تأثرت جدا تلك المرأة التي يجلس بعد كم كرسي زوجها الناظر لها! وعند مشاهدة الوضع جاء من فوره وقال لزوجته سوف اتصل بصديق مترجم وفعلا اتصل وطلب منه يفهم ما يجري؟! فقال له هذه العائلة أضاعت مؤنة سفرها وهم زائري من العراق! فقال الشاب قول لهم لا أريد منهم إلا أن يكونوا براحة تامة أن شاء الله تعالى ترجع أموالهم وبعد قليل نركب القطار لاصفهان وأنا سأقوم بكل ما يجب على مديون مثلي! تعجبت البنت وقالت لأبيها أبي هذا الشخص هكذا يقول وعاد واتصل بالمترجم وقال قل له أنا مطلوب دين أحتاج أنفق له كل ما املك وهناك عند وصولنا أصفهان سوف اروي لكم ماذا جرى معي في أربعينية أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
سلم الرجل امره والبنات وركبوا القطار والرجل كل ساعة أو أكثر يطل على العائلة ويحاول الاطمأنان على حالهم.. وقبل ذلك سألهم عن الفندق الذي كانوا فيه بمشهد ورب العائلة يحمل له كارت تعريفي.
وصلوا هناك وفورا استأجر سيارة أكثر من عشرة راكب الى بيت هذا الشاب الذي يقول أنا مديون! وصلوا بيته الجميل والواسع وتبين هو تاجر كل عام يأخذ أسرته إلى مسير الأربعين وهناك تمرض عنده ولد عمره ستت سنوات في موكب أحد خدم الحسين عليه السلام في الكوفة وهو مع مجموعة لها برامج محددة فلم يستطع مواكبتهم وحال ولده تدهورت بشكل مخيف فقام صاحب الكوكب ككل صاحب موكب يشعر أنه مسؤول عن كل زائر بتفريغ غرفة ومكان للعائلة التي تخلفت عن القافلة لمدة أربعة أيام مع مراجعة للطبيب حتى تحسنت حال الولد وهذا الموقف لن انساه وكل مجلس أتذكره واقوم بروايته.. بكت العائلة وهي تسمع القصة من المترجم الذي كان يتكلم بصوت السماعة الخارجية.. فقال هذا وقت سداد الدين الذي لا سداد له مهما فعلنا أيها الخدم النشامى..
وبعد يومين من السياحة في أصفهان على نفقة التاجر وصلت الحيقبة التي وجدها صاحب الفندق ساقطة خلف كرسي الجلوس الطويل..فرحت العائلة وقرروا أخذ عنوان صاحب ذلك الموكب في الكوفة لشراء هدية له وشكره على موقفه الذي أثر وأشاع الإخوة الحسينية بالضبط كما نطقت زيارة عاشوراء 《 يا أبا عبد الله انا سلم لمن سالكم وحرب لمن حاربكم 》 ..
القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha