مازن الولائي ||
شاهدي جريح من مدافعي الحرم بعمر ٢٦ عام وكان مضرب المثل لجماله ومحياه النقي وذوقه الجميل، ومسبحته التي يحتفظ بها لأنها هدية الحاج قاسم سليماني قدس سره..
بُترت رجله اليمنى ويده اليسرى من الكف وأصبح يتحرك على كرسي الإعاقة، رغم أنه لم يترك العمل الثقافي وهو شديد الحرص على التثقيف للثورة الإسلامية الايرانية المباركة وخصوصا شخص الولي الخامنائي المفدى حتى أن بعض من أصحابه أطلقوا عليه "شاهدي الخامنائي" لأنه يقول سمعتها من فم لا اكذبه أبدأ وهو فم الحاج قاسم سليماني وهو يقول؛ 《ان اهم مسائل حسن العاقبة هو موقفكم من الجمهورية الإسلامية والثوره والدفاع عنها والله ثم والله ثم والله ان اهم مؤشرات وأسباب حسن العاقبه هو هذا
والله ثم والله ثم والله ان اهم اسباب حسن العاقبه هو علاقتنا القلبيه والنفسيه والحقيقية مع هذا الحكيم ( الإمام خامنئي ) الذي بيده سكان سفينة الثورة وسنرى يوم القيامه ان اهم ما نحاسب عليه هو هذا 》هذه الكلمات لم تفارقني وكل يوم أعرف عنها وعن مضامينها الكثير..
قرر بعض أصدقاءه الذهاب الى زيارة المراقد المقدسة في العراق، وتنادى بعضهم لبعض وكان هو من ضمن المدعوين في تلك الرحلة، فقام كل منهم بتحضير حاله وأخذ ما يلزم لهذه السفرة وسط فرح وسرور كيف لا وسوف ترى عيونهم قباب الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، وهناك تقليد في مدينتهم، عندما يعزم احدهم الذهاب الى المراقد المقدسة خاصة في العراق تجتمع عليه شباب وشيوخ المدينة قبل كم ليلة تهنيهم قبل يوم الانطلاق فيأخذوا بتوديعهم بالورود والدموع ويمسك شخص القرآن والكل يقبل القرآن ويمضي من تحته لتحل البركة ..
وفعلا جاء يوم الرحيل وحشدٌ من عوائلهم تودعهم بين فرحة ودموع، ركب الجميع تقريبا وبقي شاهدي يحاول النهوض من كرسيه اذا بشاب لم يزِن كلامه لعدم بصيرته قائلا: ما حاجتنا بمعاق فقد يعطلنا ونحن نبتلي به! وكان يمزح لكن كأن خنجرا تركز في قلب شاهدي وتغيرت ملامحه وشعر الجميع بأنه تأثر! والكل وجّهَ الملامة لذلك الشخص فصار يتعذّر دون جدوى من عودة وجه شاهدي الجميل الباسم بطبيعته! تحركت السيارة بينما بعض ممن يعرفون إحساس ومشاعر شاهدي علموا أنه تأثر جدا من كلام ذلك الشاب المتهور!!!
واخذته لحظة خيال وهو يتذكر خطاب للسيد الخامنئي المفدى وهو يقول حذاري من توجيه الإساءة للجرحى أو السماح للأعلام بأهانتهم حتى لا تقتل شعلة الثورة والهمة في قلوبهم! وقال: كم انت نعمة أيها الخامنائي كل شيء ملتفت له بشكل تفصيلي.. ورغم هذا إلا أنه أخذ منه الأمر مأخذ وعند صلاة المغرب نزلوا بالطريق عند مسجد العارف صادقي وهناك تمت صلاة المغرب وكانت ليلة الجمعة حيث دعاء كميل طبيب الأرواح وبعدها استعدوا للرحيل وكانت صورة جميلة كبيرة بنصف حائط لأبي الفضل العباس عليه السلام والسهم نابت بأحد عينيه، نظر إليها وأخذته لحظة خشوع غير طبيعية وعيونه دامعة، تقرب من الصورة ومسها وهو يشعر بحزن تعدى موضوع الكلمة.. وسارت السيارة وبعد مسافة هوّمت عيناه وإذا به يرى جواد يرافقهم وكأنهم يسيرون مشيا وهو متأخر عن جماعته نظر للفارس يعرفه لكن لا يعرفه مَن يكون! توقف ونزل الراكب من على جواده وهو معصوب العين ويداه كأنهن مقطوعات ثم قال: شاهدي، أنا ارسلني الجريح لتكون عنده الآن! قلت: وجماعتي كيف ؟ قال: الجريح يقول حزنه لم يجعلني اهنأ بليلي، احضره معك ولن يشعر أحد به لأن جرحه مقيد بسجل بطلة كربلاء، وبعد ذلك لا شيء يستحق! وإذا به يجتمع عليه جماعته والسيارة توقفت وهو بنوبة بكاء وبتوسل بشخص لا أحد يراه إلا هو! عاد لوعيه وهو يبكي ويحتضن صديق قريب منه روحيا قال: ما بك قال: سيد الجرحى أراني إسمي بسجل بطلة كربلاء .. قال أسكت ولا تفشي رؤياك تلك التي عوضتك تلك الكلمة النابية..
القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha