مازن الولائي ||
في تلك الإعدادية كثيرة الشجر ومساحتها الشاسعة الكبيرة، تتحرك طالبات وطلبة بغلت الإعداد أكثر من ألف طالب لأنها كانت مجمع لثلاث اختصاصات، مقداد الطالب في قسم الزراعة شاب حرك ويلبس السفاري الذي اشتهر به البعثيون ومؤيدي البعث وصدام الكافر! مشرف على ١٤ مدرسة في قاطع الثائر العربي في بغداد وهي مسؤولية كبيرة لأتحاد طلبة العراق! الكل يعرف تحزبه ووقت الاجتماعات تراه ذا منطق صلب وكأنه مشيل عفلق! هذا ما عرف عنه! لكن بذات الوقت كثير ما شاهدته يتكلم مع نساء شابات مكشوفات الشعر من بغداد الجديدة يوم كانت تلك المنطقة باريس بغداد في خلع الحجاب! ومع الكادر التدريسي رجال ونساء، ولم يثير شيء ذلك الحزبي الذي يظهر الولاء بشكل ظاهري.
حتى يوما طلب مني وقال أخي لي معك كلام وهنا دب الخوف في نفسي ماذا يريد رفيق مقداد؟! وفعلا ذهبت معه إلى سدّة ترابية تستخدم للمشي للكثير من الطلبة، فقال بعد مجاملة بسيطة أخي مازن ماذا تعرف عن الخُميني؟! وهنا كأنما صعقني بتيار كهرباء عالي الضغط! وهو ينظر لي بوجهه الباسم ينتظر الجواب، تلعثمت خوفا وارتبكت والزمن عام ٨٩ تقريبا والكل يعرف ما تلك الفترة والموت يلاحق الجميع على مجرد تقرير فيه قام فلان بالصلاة على محمد وآل محمد فقط! فكيف مسؤولا في حزب البعث يسأل فقيرا معدما مثلي!؟ لكنه فهم مني البساطة والصفاء ثم أردف وقال طيب من هو أمام العصر؟! وهنا لم أفهم أصل السؤال فضلا عن الجواب المنتظر مني! وهنا بدأ ذلك الرفيق بأسلوب رقيق لا يشبه كلامه في كل إجتماع رسمي، وأخذ لسانه يقطر شهد وعسل مصفى، وهو يبدد في قلبي الخوف منه، بل وعلقني به بطريقة ساحرة ليتضح بعد ذلك أن مقداد هو وراء كل فتات لبست حجاب ومن قبل هي مكشوفة الشعر، واقنع الكثير من البنات والبنين ليكونوا على قناعته بالثورة الخمينية المباركة.. وقد وفقت وكتبت كامل القصة بذات العنوان "خُميني في زمن البعث" ..
نال الشهادة على يد البعث بعد أن أدى ادوارا رسالية كثيرة عام ١٩٩٩م
· القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha