المقالات

العراق لم يكن جزء من الصراعات بل فرضت عليه  


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

عانى شعب العراق من ظلم واستبداد الأنظمة القمعية التي حكمت العراق ومنذ نشوء العراق الحديث عام ١٩٢١، بعد ان رسم المستعمرون المحتلين حدود دول الشرق الأوسط الحالية على انقاض هزيمة الدولة العثمانية، قوى الاستعمار تعمدت على دمج مكونات غير متجانسة مع بعض، وبدون تشريع دساتير حاكمة تضمن مشاركة كل المكونات بالقرار السياسي والمساواة المجتمعية، وتقسطوا في تنصيب حكام خونة يعملون لصالح الاستعمار، بل دول الاستعمار أعتمدت أسلوب لزرع الصراعات الداخلية من خلال تنصيب أشخاص رؤساء وملوك  من أقليات على اكثريات قومية ومذهبية  لزرع الصراع القومي والمذهبي لتبقى دولنا فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية يسهل لقوى الاستعمار السيطرة عليها.

ان الصراع الإقليمي بالشرق الأوسط  له أبعاد مختلفة ومتعددة يستهدف غالبية الدول العربية بالشرق الاوسط بأشكال متعددة، لذلك مشاكل العراق الداخلية  مدعومة من الدول العربية المحيطة به، بعد تضحيات طويلة سقط نظام صدام المجرم، لكن من أسقط نظام صدام الجرذ هم اسياده الذين دعموه ومكنوه لقتل الشعب العراقي، لذلك القوات المحتلة أيضا لم تترك شعب العراق يختار حكومته، وإنما تم التدخل بالشؤون العراقية لفرض محاصصة طائفية وقومية، بل القوى الإقليمية وخاصة الطائفية ووجود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيضا جعل اللوبيات المؤيدة للصهيونية أيضا بجعل العراق ساحة لصراعاتها الإقليمية، بل الرئيس جورج بوش الابن في إحدى خطاباته قال جعلنا العراق ساحة ومكان  لمقاتلة العصابات التكفيرية الوهابية لتنظيم القاعدة.

بل أصبح الوضع العراقي مادة انتخابية دسمة مابين الحزب الجمهوري والحرب الديمقراطي، ترامب قال وجودنا بالعراق لمحاربة ايران، الديمقراطيين والجمهوريين خطابات مرشحيهم تنهك شعب العراق، المرشحة الجمهورية نيكي قالت شعاري الانتخابي اقطع المساعدات عن الشعب العراقي، ومتى عاش شعب العراق على مساعدات الاخرين، ثرواتنا تم سرقها بالعلن في اسم تعويض بسبب حماقات صدام الجرذ ضد الكويت تعويض إسرائيل عن صواريخه التي قصف بها مناطق صحراوية بصحراء النقب، كل صاروخ دفع عنه شعب العراق مليار دولار، المال السعودي وفتاوى التكفير توجهت ضد المكون الشيعي العراقي، تم تفجير آلاف الانتحاريين السعوديين والبهائم الوهابية الاخرى التي احضرتهم لنا المؤسسة الدينية الوهابية السعودية من كل بقاع  العالم، حتى من دول أوروبا هناك تقارير بذهاب المئات من شباب عرب ومسلمين خدعتهم المساجد المدعومة وهابيا للذهاب للعراق لتفجير أنفسهم وسط تجمعات المواطنين العراقيين الشيعة، الأجهزة الاستخبارية الأوروبية تعلم بشكل جيد في أعداد الإرهابيين العرب والمسلمين الذين ذهبوا للعراق وسوريا لتفجير انفسهم، ولازالت قضية أطفال ونساء الدواعش في مخيم الهول لجنسيات أوربية شاهد حي وصادق لصدق كلامي.

شعب العراق لم تكن له مصلحة في إشعال الصراعات الداخلية، هناك مصالح لدول عربية طائفية في دعم الإرهاب بالعراق في استهداف المكون الشيعي وافشال نجاح تجربة ديمقراطية يمكن أن تنتقل للدول العربية المجاورة للعراق.

هنآك سفهاء وامعات من بعض ابناء المكونات العراقية وبسبب الصراع القومي والمذهبي اصبحوا مطايا لتنفيذ جرائم القوى التكفيرية بالعراق، ونفس ابناء المكون العراقي السني عندما تسالهم اوضاعكم المالية بفترة حكم صدام افضل أم الآن، ياتيك الجواب بالقول( خيرنا مايملك دولار والان نمتلك بيوت وسيارات فاخرة) هذا الكلام سمعته من اصدقائي عرب سنة في سفراتي للعراق تم استضافتي في بيوتهم، وجلست في مجلسهم الخاصة والعامة،  ليس كل سني عراقي يقبل بحقارة البعثيين والتكفيريين، بل هناك خطأ من ساسة العراق بالذات ساسة المكونيين الشيعي والسني كان واجبهم الاصرار على دعم قوى سياسية سنية تبغض البعث والوهابية، العراق يحتاج شجاعة من المسؤولين وبالذات ساسة المكون الشيعي في مصارحة الجماهير بكل صغيرة وكبيرة.

الآن هناك صراعات مابين الدول العظمى النووية الخمسة، هناك عقوبات متبادلة، هناك عرض قواتهم النووية، بلا شك صراع النفوذ يلقي ظلاله على الساحة العراقية يؤدي الى عدم الاستقرار السياسي في العراق ودول المنطقة مثل سوريا وليبيا واليمن، هناك تنافس غير شريف بين الدول العظمى  على التواجد في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان، هناك أطماع خليجية بدوية وهابية وهناك أطماع تركية بالعراق، وهناك عقلية صهيونية متطرفة تريد تدمير العراق واي دولة عربية شعوبهم يرفضون التطبيع المجاني بدون منح الفلسطينيين في دولة مستقلة حسب قرارات الأمم المتحدة ضمن أراضي عام ١٩٦٧.

هناك أسباب لتدخل القوى الكبرى بالشؤون العراقية والسورية والليبية واليمنية، وذلك لوجود صراعات قومية ومذهبية وقبلية بين شعوب تلك الدول، لذلك تكون الجبهة الداخلية ضعيفة وأرض خصبة إلى  الدول الطامعة والمستعمرة من خلال دعم مكونات قومية ومذهبية، لولا وجود صراعات قومية ومذهبية لما سالت دماء ملايين الضحايا، عندما تقرأ المقالات اليومية للكتاب العراقيين على سبيل المثال، تجد ثمة كتاب يكنون حقد طائفي وايدولوجي ضد الشيعة تحت شعارات ظاهرها شعارات وطنية في اسم محاربة الميليشيات، وفي الحقيقة هؤلاء اراذل فاقدي الشرف، يصمت عن جرائم فلول البعث وهابي بحق المواطنين الشيعة وتراه يهاجم القوى الشيعية التي تصدت للقوى البعثية وافشلت إقامة إمارة البعث الداعشي، أحد النافقين يتقدم اسمه حرف بروفيسور بياناته ليل نهار ضد كل من هو شيعي، ودائما مقالاته يكرر إلى الرفيقات والرفاق، تجلت الحقارة به للنخاع، محرض ضد شيعة العراق رغم انه مستفيد، عن طريق برهم صالح منحوه راتب تقاعد برتبة وزير، هلك قبل سنة او اكثر، كل انتقاداته ضد الشيعة، وبقي ذليل جبان لايجرأ أن ينتقد اي سياسي كوردي، شخص آخر يعاني من عقدة نفسية وأعور وعنده عقدة قومية وينتمي إلى أيدولوجيا شمولية استئصالي ليل نهار يلغي ماعنده وشغل أحزاب الشيعة وميليشيات، مشكلة هذا التافه دائما يهاجمنا بسبب قولنا كلمة الحق، واعرف عنه اشياء لا اريد اقولها لأنها قضية خاصة والأخلاق والقيم التي اؤمن بها تمنعي أن أتطرق لقضاياه الشخصية، ولولا لغوته الزائدة اصلا لم نضطر للتطرق إليه بالاشارة.

العراق يحتاج دستور يقبل به كل أبناء المكونات وبدون إقصاء وتهميش أحد، من حق كل عراقي أن يعيش بأمن وأمان ومحترم بوطنه، لولا الصراعات الداخلية بالعراق لما تفشت  ظاهرة الإرهاب والقتل والفساد الإداري، والتضخم الوظيفي في أجهزة الدولة الإدارية.

العراق يدفع ثمن غالي كلفه ملايين الشهداء من خيرة ابنائه، لذلك مانراه من الصراعات مابين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ليس طارىء ووليد  لهذه اللحظة،  إنما هو صراع له جذور وثوابت تاريخية حيث تسعى كل تلك الدولة الكبرى واذنابهم  إلى تحقيق مصالحهم وفرض إراداتهم  على  العراق وبقية الدول التي تعاني صراعات داخلية، راينا بالربيع العربي  ظاهرة انتشار التنظيمات الإرهابية في المنطقة وكانت مدعومة غربيا وممولة من دول البداوة الخليجية الوهابية في نشر الفوضى والحروب والصراعات  الداخلية لتدمير شعوب معينة، في ساحتنا الشيعية العراقية، هناك أطراف حاقدة على الشيعة وتكفرهم تدعم الصراعات الداخلية بطرق مخابراتية محترفة لاضعاف الشيعة والانقضاض عليهم، لأنهم يعلمون لا يمكن مواجهة الشيعة بشكل مباشر، ولنا بتجربة مؤامرة داعش، افشلتها المرجعية الشيعية بفتوى الجهاد الكفائي والتعاون ما بين جميع الفصائل والاحزاب الشيعية لمواجهة الدواعش وتم هزيمتهم، لذلك تعمل  الأجهزة المخابراتية الدولية على خلق مشاكل ما بين الأحزاب الشيعية وما بين جماهيرهم وبتمويل مالي كبير، وبدعم اعلامي كبير.

يوم أمس الأمين العام للأمم المتحدة    

 غو تيريش واجتمع مع السيد رئيس الحكومة الاستاذ محمد شياع السوداني، السيد السوداني قال إلى الأمين العام للأمم المتحدة، العراق لم يعد جزءاً من مشكلات المنطقة، بل العراق عامل وسطي  لحل مشاكل المنطقة، وفعلا مشاكل العراق جميعها خارجية، بل الدول الكبرى  التي أسقطت نظام صدام الجرذ واحتلت العراق بسبب طائفية واجرام صدام الجرذ، جعلت العراق ساحة لصراعاتها مع الدول الأخرى، لذلك كلام السيد محمد شياع السوداني  مع غوتيريش كان كلام واقعي  كلام السيد رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقول  أن العراق لم يعد جزءاً من مشكلات المنطقة بل «أصبح مفتاحاً لحل كثير من أزماتها ويقوم بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية».

كلام واقعي، جهود الحكومة العراقية واضحة في أن تكون حلقة وصل مابين كل الدول الكبرى والاقليمية المتصارعة بساحتنا وفي الشرق الأوسط بات الأمر واضح وجلي، لكن هل الدول الطامعة تكف عن جعل ساحتنا لصراعاتها مع الدول الاخرى، بالتأكيد يبقون مواصلة التدخل بشؤننا، لذلك يحتاج تعاون حقيقي مابين ساسة المكون الشيعي، اذا تم إيجاد مصالحات شيعية شيعية عندها تضطر القوى الطامعة أن تطلب ود الحكومة العراقية وود ساسة وأبناء المكون الشيعي العراقي. 

الآن اي شخص يذهب بزيارة للعراق يجد الأوضاع مختلفة عما يصورة الإعلام البعثي الوهابي الداعشي، 

العراق اصبح لديه دولة وجيش وقوات حشد قادرة على ردع القوى الارهابية، هناك وجود عمليات بناء وزراعة ومعامل للقطاع الخاص وعمليات تنظيم المدن واكساء الشوارع بشكل واضح، رأيت في الكوت والحي والناصرية والديوانية وبابل والنجف زراعة مئات آلاف فسائل النخيل من خلال المواطنين أو من خلال مشاريع العتبة الحسينية، انا على يقين رأيت عدد الفسائل المزروعة خلال السنوات الأخيرة بتلك المناطق التي ذكرتها تصل إلى أكثر من مليونين فسيلة نخيل.

على ساسة العراق وبالذات ساسة المكون الشيعي الاعتماد على أنفسهم بالدرجة الاولى ويجب إيجاد حالة تعاون وحل دائمي للخلافات الشيعية الشيعية عندها كل الأطراف تضطر مرغمة ورغم انوفهم يكفون عن عقلية التآمر على الشيعة لأسباب مذهبية، ويعم الأمن والسلام، أما بقاء الصراعات الداخلية والشخصية فهو عامل ضعف للشيعة والعراق، إذا وجدت صراعات مابين ساسة المكون الشيعي فهي أيضا تكون عامل سلبي على المكونات الأخرى، وإذا وجد تعاون بين ساسة المكون الشيعي ينقلب ايجابيا على ساسة المكونات الأخرى ويعم الأمن والاستقرار والأعمار.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك