حسام الحاج حسين ||
تطبيع العلاقات بين أكبر دولتين أسلاميتين في الشرق الأوسط ( إيران والسعودية ) يدفع بالمزيد نحو الأستقرار الأقليمي لدول المنطقة.
فالتقاطعات بين الدولتين كانت ومازالت تلقي بظلالها على معظم الدول في المنطقة ،،!
اختارت السعودية الأتجاه الصحيح في خطواتها نحو تصفير المشاكل مع إيران ،، وهي تعلم ان الصين وروسيا حلفاء للجمهورية الإسلامية وان استمرار الصراع بين طهران والرياض يمكن ان تفسر على انها تسير في الأتجاه الأمريكي ،،!
تتشكل ملامح التحالفات الدولية يوما بعد يوم ،،!وتصطف الدول خلف مصالحها بقيادة الدول العظمى ،،!
ويبدو ان السعودية اختارت الشرق لأن زواجها الكاثوليكي مع الولايات المتحدة وصل الى طريق اللاعوده لحد الأن على الأقل ،،!
من جانب أخر شكل الاتفاق السعودي الإيراني، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقطوعة منذ سبعة أعوام صفعة دبلوماسية قوية لإسرائيل ، كونه أحبط مساعي "إسرائيلية" استمرت لأعوام من أجل بناء تحالف إقليمي ضد إيران وتبلورة الفكرة في عهد ترامب برعاية كوشنير ونتنياهو ،،!!
حيث من المنطقي ان لاتنجح المساعي لإسرائيلية وذلك لأفتقار بنيتها الأستراتيجية لشروط التحالفات الإستراتيجية مع الدول العربية وهي القيم المشتركة فالدولة العبرية لاتتطابق من حيث القيم مع الدول العربية و الإسلامية ،،! وحيث لاتوجد مصالح مشتركة في ظل الأستيطان والأشتباك والأحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية وتهويد المقدسات ،،!
يمكن ان يكون العداء لإيران هو الهدف الوحيد الذي يستظل بعض الدول العربية بظلاله مع إسرائيل ،،!
لكن جهود المصالحة بين إيران والسعودية قوضت المساعي الحثيثة لإسرائيل طوال سنوات من بناء تحالف اقليمي معادي لإيران بقيادة إسرائيل ،،!
وعبر نفتالي بينت قائلا ((أنّ "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران، كما أنه ضربة قاتلة لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران".
وذكر بينت في تغريدة عبر حسابه بتويتر، أنّ الاتفاق "فشل ذريع لحكومة نتنياهو ناجم عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي".
قد لايمكن ان ترتقي العلاقات بين ايران والسعودية الى مستوى الطموح لكنها في نفس ستعمل على عزل إسرائيل اكثر والضرر الهائل الذي سببته هذه المصالحة للبنية الدبلوماسية الإسرائيلية ، ستستغرق سنوات لإصلاحه ،،،!
تستشعر النخبة السياسية في تل ابيب مدى خطورة هذه المصالحة وسيكون لتجديد العلاقات عواقب وخيمة على ساحة الشرق الأوسط بأكملها وبالخصوص على أمن الدولة العبرية ،،!
اعادة العلاقات بين إيران والسعودية هو صفعة شرقية لإسرائيل التي فشلت في بناء تحالف اقليمي تكون منطلق لشن عمليات عسكرية ضد إيران ،،!
كما انها تلقت صفعة غربية ايضا من خلال فشلها طوال سنوات في إقناع الولايات المتحدة والدول الأوربية بالتلويح فقط بالخيار العسكري أمام إيران في اطار كبح جماحها النووي ،،!!!!
يبدو ان هناك المزيد من جولات الهزيمة الدبلوماسية تنتظر تل ابيب في ظل التقارب السعودي - الإيراني
وهناك دول تصطف خلف المملكة العربية لمد جسور المصالحة مع طهران ومنها مصر والأردن والبحرين ولا عزاء لنتنياهو وكوشنر ،،!!!
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha