نعيم الهاشمي الخفاجي ||
سؤال يطرحه الكثير من الكتاب والصحفيين والمثقفين هل حل الصراع السعودي الإيراني انتصار للجميع، تابعنا ردود الكتاب والمثقفين والاعلاميين والساسة بالدول العربية والاقليمية والعالمية حول نجاح الوسيط الصيني في النجاح إلى إعادة العلاقات السعودية الإيرانية، كانت ردود الأفعال متعددة، الغالبية الساحقة من العرب مع إعادة العلاقات وحل المشاكل والصراعات والعمل على إيجاد علاقات تعاون اقتصادي وثقافي لجمع الشعوب العربية والاسلامية، الغالبية الساحقة من المغردين العرب والمسلمين اعتبروا إعادة العلاقات السعودية الإيرانية انتصار لجميع الدول العربية والإسلامية.
بالمقابل رأينا ردود الساسة والاعلاميين الاسرائيليين حول الاتفاق كانت ردود فعل غاضبة وهستيرية، بحيث تبادل قادة الصهاينة الاتهامات المتبادلة، وكل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية ذلك، كان حلم قادة الصهاينة توريط السعودية والخليج ومصر لمحاربة ايران خدمة للمشروع الصهيوني القائم على تركيع العرب وتجريعهم كأس المرارة والذل والهوان، مصر عندما ذهبت إلى اتفاق كامب ديفيد اعتبروا ذلك انجاز، وأن مصر تصبح دولة ذات مدخول اقتصادي ممتاز، لكن لم يحدث ذلك أبدا، عندما تم فرض التطبيع على دول الخليج قالوا سوف تنتعش دول الخليج ويتم حل قضية الشعب الفلسطيني، لكن الذي حدث مزيدا من استهداف الفلسطينيين المدنيين والعمل على حصارهم والسخرية والإهانة إلى ساسة الدولة الفلسطينية المتمثلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ذهب عرفات للسلام النتيجة قام شارون في محاضرته ومنعه المياه وتخريب مقره على راسه في الجرافات، وعندما ايقن شارون أن عرفات باقي بمقره تم قتله بطريقة دس السم ومات في فرنسا دون إصدار قرار طبي عن سبب الوفاة.
من مصلحة السعودية وإيران ودول الخليج حل الصراعات سلميا والعمل على شراكات اقتصادية وخاصة نحن في مرحلة نهاية اعتماد الطاقة على البترول والاعتماد على الطاقة البديلة من الطاقة الشمسية، إذا أرادت السعودية البقاء كدولة مهمة، عليها ترك نشر الوهابية والكراهية، والاهتمام في التنمية بكل المجالات الاقتصادية، وتصبح دولة مؤثرة بالمنطقة والعالم وترك مواصلة تمويل الحروب خدمة لمصالح دول الاستعمار، أصبح واقع حال وجود دول عربية بالعالم العربي، موجودة السعودية واليمن والعراق وقطر وووو الخ، ولا بأس في إعادة النظر في السياسات السابقة، وترك الوقوف مع دول الاستعمارالمتوحشة والظالمة، والتي سرقت أموال العرب وبددت ثرواتهم واذلتهم أمام شعوب العالم الأخرى، وأصبح العرب أضحوكة لساسة الغرب أمام جماهيرهم وانصارهم.
العقل والمنطق يقول التنمية والتطوير والازدهار في المنطقة لا يمكن أن تقوم من دون سلامٍ واستقرارٍ، والكف عن إرغام الآخرين أن يكونون مثل تفكيرك وتوجهك المذهبي، الصراعات المذهبية والدينية قديمة وكل الأديان والمذاهب موجودة لا يمكن إبادتها، فمن الأفضل تغليب الحوار والتعاون الاقتصادي، المشكلة العرب بغالبيتهم يعتقدون أنهم متخلفين وأن الدول الاستعمارية تتحكم بهم، وانهم غير قادرين على تصحيح الأخطاء، لذلك يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، إن كنت تريد السيطرة على الشعب اجعله يعتقد بأنه هو سبب تخلفه.
دول الاستعمار روجت لكذبة عندما اجتاحت القوات السوفيتية أفغانستان أن السوفيت يريدون الوصول للمياه الدافئة بالخليج، ما أن سمع حكام الخليج بذلك، حتى أصابهم إسهال شديد وخوف، في اليوم التالي، قاموا في تمويل الحرب نيابة عن الناتو وتمويل المجاهدين الأفغان وقيام المدرسة الوهابية السعودية في تكفل جمع الوهابية من كل اسقاع العالم لمقاتلة السوفيت عبر أراضي باكستان، النتيجة ربح الناتو، كذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية، كان موقف الإمام رض استبدل السفارة الصهيونية في سفير دولة فلسطين، قامت دول الاستعمار في توريط غلامهم صدام الجرذ في شن حرب غير مبررة، أيضا تم الترويج لفهم غير صحيح حول شعار تصدير الثورة، روجوا لدول الخليج أن إيران تريد تصدير المذهب الشيعي وفرضه عليكم، ثارت ثائرة دول البداوة في تجيش فيالق إعلامية لتشويه سمعة الشيعة وتكفيرهم بدون اي وازع اخلاقي وانساني.
قيام الغرب في تخويف دول الخليج من إيران الغاية حلب دول الخليج، مضت أكثر من ٤٣ سنة على انتصار الثورة الإسلامية، لم تقوم إيران في مهاجمة أي دولة من دول الخليج، دول الناتو أكثر من قرن هم يحلبون بدول الخليج، ومنذ انتصار الثورة أي قبل ٤٣ سنة ودول الغرب صديقة لدول الخليج، لم تصنع الدول الغربية شيئاً، بل عمدت إدارة ترامب على اشتعال خلاف سعودي قطري وبقي ترامب يسخر من الصراع السعودي القطري إلى أن خسر الانتخابات أرسل زوج بنته إيفانكا للإشراف على المصالحة الخليجية مع قطر بالعلا، وأمير الكويت الراحل قال نشكر كوشنر زوج بنت ترامب لحضورة المصالحة السعودية القطرية، من مصالح دول الاستعمار وجود صراعات خليجية خليجية أو سعودية إيرانية حتى يتم حلب دول الخليج.
بعد بيع بترول الخليج إلى الصين، لعبت الصين دور فعال في عمل مصالحات ما بين السعودية وإيران لضمان مصالحها الاقتصادية بالخليج والشرق الاوسط،
على دول الخليج والعرب أن يعلموا العراق لا يمكن فرض نظام طائفي عليه مجددا، لذلك على السعودية ودول الخليج الكف عن التحريض الطائفي وبدء صفحة جديدة من التعاون والشراكة الاقتصادية، سوريا فشلت محاولات إيجاد نظام عميل، صمد السوريين ومعهم الداعم الرئيسي لهم وهم الروس، لذلك على دول الخليج العودة إلى سوريا، سوريا والعراق لم يخرجوا من العرب، بل العرب هم من خرجوا، لذلك عليهم العودة إلى بناء علاقات أخوية مع العراقيين والسوريين، بل شعب العراق وشعب سوريا هم العمق العربي للأنظمة والشعوب العربية، ما نراه من زيارات خليجية إلى سوريا هي محاولة دعم الحكومة السورية والعمل على تثبيت استقرار الدولة السورية، إن استقرار سوريا سوف يجبر القوى المحتلة إلى الشمال والشرق السوري على مغادرة الأراضي السورية وعودة الأراضي المحتلة إلى السيادة السورية، في لبنان كانت السعودية تدفع مليارات لحلفائها، لكن توصل ولي العهد السعودي لحقيقة أن المليارات تذهب لجيوب حلفائه اللبنانيين الشخصية وهؤلاء منبوذين شعبيا، وقطعت السعودية المساعدات المليارية إلى الغلمان، وحسب قول كاتب سعودي( فاضطرب لبنان واضطر بعض فرقائه السياسيين للتسوّل علناً من السعودية أن تعيد الدعم للبنان).
نعم كلام الكاتب السعودي بات ينطبق على جعجع والحريري والسنيورة،
رغم التآمر على ساسة شيعة العراق، لكن لعب ساسة المكون الشيعي العراقي دور مهم في جعل العراق حلقة وصل لحل مشاكل الدول من خلال العراق، وعدم جعل العراق ساحة للصراعات.
العراق والسعودية وإيران وقعوا على شراكات استراتيجية كبرى مع الصين، وايضا نفس هذه الدول لديها تعاون مع روسيا، رغم التفاوت، لكن من المتوقع السعودية ربما توقع تعاون استراتيجي مع روسيا، هذا غير مستبعد، والصين هي أكبر حلفاء إيران، ولديها مصالح كبرى مع السعودية والخليج والعراق، لذلك هذه العلاقات مع الصين تجعلها في وضع تؤهلها للعب دور الضامن والوسيط النزيه لكي يعم الاستقرار بالمنطقة وبالذات بالخليج.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/3/2023
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha