نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تابعنا زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا واجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين، ونقلت محطات التلفزة الروسية حديث الأسد مع بوتين، كلام الأسد تحدث في لغة المنتصر وليس زعيم مهزوم يستجدي عطف تركيا، نعم الأسد حدد شروط واضحة لإعادة العلاقات مع أردوغان أولها الانسحاب الكامل لقوات أردوغان المحتلة للشمال السوري، عندما تدخلت روسيا عسكريا بسوريا بطلب من الحكومة السورية انتهت صفحة إسقاط النظام وتسليم الدولة السورية لعصابات ارهابية تفتك في بلاد الشام خدمة للمصالح الاستعمارية.
انا لست بصدد الدفاع عن الدولة السورية، يوجد ملايين السوريين يدافعون عن دولتهم وعن نظام حكمهم، لكن انا بصدد الكلام عن موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي قاد معارك كبرى ضد عصابات ارهابية مدعومة من الناتو وتم احضارهم من مائة دولة من دول العالم، وبدعم مباشر من تركيا والتمويل من دول الخليج الوهابية، بشهادة رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم قال دفعت دول الخليج ٢٠٠٠ مليار دولار لتمويل دعم العصابات الارهابية، وتحدث بصراحة انه التقى مع الملك السعودي عبدالله، وقال له علينا المال ولكن لانريد نظهر بالعلن، سهلت الحكومة السعودية ذهاب آلاف الانتحاريين الوهابيين ومئات من شيوخ الوهابية لقيادة العمليات الإرهابية في سوريا، الإرهابي المحَسني شيخ وهابي سعودي هو من قاد عمليات تدمير وقتل ابناء مدينة حلب بالصورة والصوت، زيارة الأسد إلى روسيا وقبلها زيارة الأسد إلى سلطنة عمان، وزيارة وفود عربية ومنها خليجية إلى دمشق لم تكن زيارات عادية، وإنما الغاية منها إعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي قبل مؤامرة تحطيم سوريا باسم نشر الديمقراطية.
كلمة الرئيس السوري الأسد مع الرئيس فلاديمير بوتين، الأسد تكلم بشكل واضح عندما شكر القوات الروسية في دعم الدولة السورية في تقويض واضعاف وهزيمة الإرهاب الذي كان محاصر العاصمة السورية دمشق، زيارة الأسد لموسكو لم تكن زيارة عادية وإنما زيارة حليف روسيا الأول من الدول العربية في الشرق الأوسط، عندما اندلعت الأحداث بسوريا، دول الخليج أرسلت وفد من واجهات ارهابية في سوريا لزيارة موسكو والتقوا وزير الخارجية الروسي وقالوا له نحن نضمن مصالح سوريا بعد سقوط نظام الأسد، رد وزير الخارجية لافروف يبقى شريكنا هو نظام الأسد ونحن مستعدين أن نعمل لكم حوار مع الحكومة السورية للعودة إلى دمشق والحكومة السورية تنظر في تنفيذ مطالبكم ضمن معارضة سورية داخل سوريا.
الموقف الروسي ثابت في دعم الدولة السورية واحترام السيادة، ووحدة الأراضي السورية، وضرورة خروج كل القوات الأجنبية الغير الشرعية التي استغلت الإرهاب لدخول الأراضي السورية لتحقيق مآرب استعمارية في نهب ثروات الشعب السوري وتحطيم سوريا واضعافها وارجاعها إلى العصر الحجري.
ماحدث في سوريا صراع مابين الدول النووية الخمسة من خلال دعم أدوات سورية لتحقيق اهدافهم، روسيا والصين يعون أن الغاية من أحداث سوريا إسقاط النظام ودعم مجاميع وساسة معادين إلى روسيا والصين، لذلك ماحدث من تدخل روسيا عسكريا لدعم حليفها السوري كانت في الواقع مواجهة الحرب العالمية الجديدة.
بعد أحداث أوكرانيا اتضحت حقيقة وجود صراع مابين الدول النووية الخمسة، ثلاثة ضد اثنين، الرئيس السوري الأسد طلب من روسيا إقامة قواعد عسكرية روسية جديدة في سوريا، زيارة الأسد إلى روسيا نتج عنها توقيع اتفاقات على تعاون اقتصادي وتجاري كبير.
الرئيس السوري الأسد مدعوم من جزء كبير من الشعب السوري ومدعوم عسكريا من روسيا الدولة العظمى النووية، لذلك لم يتوسل في السوريين الرافضين لحكمه، بل أصدرت الحكومة السورية قرار عفو بعودة السوريين إلى الدولة السورية لتسوية اوضاعهم، لذلك لم تتوسل سوريا بالسوريين الخارجين على الدولة السورية، لأن الحكومة السورية تشعر انها طرف قوي وليس طرف ضعيف، في مفاوضاتهم دائما السوريين يضعون النقاط على الحروف ولم يقبلوا بالتفاوض بدون اتضاح الصورة بشكل جيد وبدون تأويل، نذكر قصة، نقلا عن عبدالحليم خدام وزير خارجية سوريا السابق، ان الرئيس حافظ الأسد طلب منه المجيء للمطار في تاريخ ١٧نوفمبر (تشرين الثاني) ١٩٧٧لأن أنور السادات سيصل لمشاورات مهمة، وصل السادات وحسب قول خدام كان السادات مضطرباً بعكس الأسد الذي بدا هادئاً ومستمعاً معظم الوقت، وحسب قول خدام أن السادات قال، إن ما حققه الجيشان المصري والسوري في أكتوبر (تشرين الأول) ١٩٧٣لا يمكن إنجاز أكثر منه لأن المواجهة ستكون مع الولايات المتحدة، وتكلم عن ضخامة الجسر الجوي الذي أمر به الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وأقيم في مدة خمسة أيام، كلام السادات لتخويف حافظ الأسد ومقدمة لما جاء به حيث قال السادات، إنه لديه مبادرة ينهي الصراع ويحرج إسرائيل وسوف يسترد سيناء واذا شارك الأسد بالمبادرة يحرج الاسراىيليين ويعيد الجولان، وحسب قول خدام، أن الأسد حدّق طويلاً في عيني السادات وبعد دقائق
عدة من الصمت الرهيب انتظر فيها الجميع الرد، وقف الرئيس السوري وقال للسادات بازدراء اذهب وحدك إلى القدس، أنا سأخوض معركة الصمود والتصدي التي وحدها تعيد حقوق الفلسطينيين والعرب.
وغادر مكان الاجتماع من دون مصافحة الرئيس المصري الذي توجّه إلى الطائرة بلا مرافقة وأدنى المراسم البروتوكولية.
القادة السوريين معروفين يريدون التفاوض وفق منطق سلم بَلم وفق المثل الشعبي العراقي، لايذهبون مثل ماذهب عرفات بنفسه والنتيجة لم يعطوه الدولة التي وعدوه بها مقابل السلام، السوريين دائما مواقفهم الحصول على الحقوق بشكل علني قبل الدخول بمفاوضات.
موضوع التطبيع مع تركيا، جدد الرئيس الأسد شروطه للقاء الرئيس التركي. أولها انسحاب القوات التركية المحتلة للشمال السوري، بل سخر الرئيس الأسد من تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، حول أن الوجود التركي في سوريا ليس احتلالاً. ورأى فيه «لهجة من القرون الماضية عندما كانت القوة العسكرية تحدد مساحة نفوذ الدولة».
في الختام الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قال إن الرئيسين ناقشا خلال 3 ساعات رزمة من الملفات، بينها قضايا التعاون في المجال العسكري التقني، وتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة. وفقاً للناطق الرئاسي، فإنه «بشكل عام، بنتيجة المحادثات، تم اتخاذ قرار من المحتمل أن يسمح في الأسابيع أو الأشهر المقبلة بالتوقيع على وثيقة مهمة للغاية بشأن زيادة تطوير التعاون التجاري والاقتصادي. أما بالنسبة للتعاون في المجالات الحساسة، مثل التعاون العسكري التقني، فقد نوقش هذا بالطبع أيضاً».
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
19/3/2023
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha