نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المتابع إلى إعلام دول الرجعية العربية المنبطح لقوى الاستعمار، يجد فيالق إعلامية ومنهم من يقدمون برامج حواريه مثل قناة الجزيرة، وقنوات فلول البعث مثل الرافدين ودجلة والشرقية والبغدادية، ومن على شاكلتهم مثل العربية والحدث وأم بي سي، هذه القنوات ومقدمي برامجهم يتبعون أساليب مبتذلة لتزييف الحقائق، يفترض يكون الإعلام وسيلة تنويرية الغاية والهدف تبليغ الحقيقة، ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك للمساهمة في إيجاد حياة هائة ومحترمة ومستمرة إلى الشعوب.
لكن من المؤسف مانراه في إعلام دول الرجعية العربية، فهو إعلام كاذب ومنافق يقوم على نقل أكاذيب وشائعات للتدليس وأصبح الخبر الصادق وبيان الحقيقة، في خبر كان، الكذب ممقوت بكل الديانات السماوية والوضعية، وبما إننا من أمة الاسلام، توجد نصوص قرانية تحرم الكذب، والتأكيد على تبيان الحقيقة، قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً، الآية ٩٤من النساء}.
توجد اية قرانية أخرى في سورة الحجرات الآية رقم ٦، يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
لكن الواقع العملي على الأرض أن قول الحقيقة أصبحت من النادر بل ولاوجود له في إعلام دول الرجعية العربية، ومن المؤسف تجد غالبية عظمى من الجمهور العربي الساذج يصدق في أبواق إعلام البداوة اعتقادا منهم أن اعلامهم صادق، السبب البيئة العربية مصابة في أمراض طائفية وقومية، مضاف لذلك أنظمة ومعهم مؤسسات دينية وهابية تعتبر تزوير الحقائق والكذب من أعظم الأعمال المستحبة لرضا الله عز وجل، للاسف يشرعنون الأكاذيب بطرق شرعية حسب معتقدات الفكر الوهابي البدوي المتخلف.
من أكبر مصائب العرب عندما تجد الغالبية الساحقة من مايسمى في النخب المثقفة والكتاب والإعلاميين والساسة ورجال دين الفكر الوهابي الإخواني يمتهنون الكذب ويضعون العقل جانبا، هؤلاء يمتهنون ثقافة الكذب وصناعة المغالطات وغايتهم خداع عامة الناس والوصول على رغباتهم في خدمة مشاريع الاستعمار للسيطرة على رقاب أبناء العرب من خلال الدخول عليهم من خلال تزييف الحقائق وتحجير عقولهم، عندما يكون الساسة والحكام ومشايخ الدين الوهابي والصحفيين والكتاب يمتهنون الكذب عن قصد، فكيف يكون حال الأمة عندمآ تجد المؤسسات الدينية والثقافية والساسة والكتاب والصحفيين يمتهنون الكذب كوسيلة لخداع الناس وكسب المال من الأنظمة العربية البدوية أو من المنظمات الدولية المرتبطة بدول الاستعمار، الان الساحة الإعلامية العربية تضج بفيالق من الكذابين الذين يمتهنون الكذب بطرق متمرسة، تم تدريبهم ورعايتهم من قبل مؤسسات متخصصة في صناعة الكذب.
مانراه في ساحتنا الإعلامية العراقية والخليجية نشاهد أجيال تم تربيتهم بمدارس البعث وفيالق اشترتها دول البداوة الوهابية، ورؤوس محترفة تتلقى اوامرها من جهات خارجية مرتبطة في دول الاستعمار.
العرب أمة تحكمها الأمم الاخرى، وإن حكم العرب انفسهم فيبقى حكامهم عملاء وأدوات بيد القوى العظمى، تاريخنا اسود، كان لدى العرب دولتين هما دولة الغساسنة ودولة المناذرة، الغساسنة بالشام حوران، والمناذرة بالقرب من النجف الاشرف في الفرات الأوسط في الحيرة بالعراق، المناذرون عملاء لدى الرومان، والغساسانيون أدوات عند الفرس، إذا ساءت علاقة الرومان والفرس، يتقاتل عبيدهم العرب من أحفاد عدنان وقحطان الغسانيون والمناذريون فيما بينهم، وأن تصالح الرومان والفرس في اليوم الثاني يتصالح الغساسانيون و المناذريون، ما أشبه اليوم بالبارحة.
المنتصرون بالحرب العالمية الأولى رسموا لنا دول الشرق الأوسط الحالية، والمنتصرون بالحرب العالمية الثانية رسموا لنا النظام العالمي الحالي والذي تعرض إلى تفكك السوفيت، لكن الحروب الحالية سواء التجارية والعسكرية مابين الناتو ومابين روسيا والصين الغاية إيجاد نظام عالمي جديد يتقاسم به الكبار مناطق النفوذ، اذا كان العرب مابيهم حظ عليهم الصمت بالقليل، لكن عندما تجد اعلامي يعمل بقناة فضائية خليجية يشاهده عشرات الملايين ويكتب ليل نهار في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي منها تويتر ولديه مليون متابع، ذكي في التدليس، يعرف كيف ينفذ لعقول الناس السذج، يوم أمس كتب انه يعمل حلقة عن ذكرى سقوط صدام الجرذ، ضج المغردين العربان للتمجيد في نظام صدام الجرذ، تصوروا لم نجد سوى ثلاثة أشخاص قالوا صدام مجرم ودكتاتور ظالم بينما آلاف التعليقات تمجد في
صدام الجرذ الهالك، وبما انه محترف بالكذب، كتب تغريدة لكي يوصل رسالة أن على العرب عدم التفكير في دعم القوى العظمى التي تريد إيجاد نظام عالمي متعدد الاقطاب، هذا الرذيل المرتبط بدول الاستعمار كتب هذه الكلمات، من الأفضل لنا نحن العرب ألا ننشغل كثيراً بهذا الصراع بين القوى العظمى على قيادة العالم، فهذا ليس شأننا، وسواء بقي النظام الدولي بقيادة أمريكا والغرب، أم دخلت عليه الصين وروسيا، فنحن نبقى مجرد توابع، ننتقل من يد إلى يد، ونقول، إللي يتجوز أمي أقوله يا عمي.
انتهى كلامه، أقول إلى هذا العميل الخائن الذي يتقصد في زرع روح اليأس، انك واسيادك من مشغيلك في قنوات البداوة اصبحتم مثل العاهرات، نقولها وبصراحة أن دول العرب المنبطحة وفيالقهم الإعلامية التي تمتهن الكذب أصبح حالهم مثل العاهرات عملهن ممارسة الرذيلة أو لنقل شغلتهم ينكحوهم، أقول إلى هذا الرذيل فعلا وصف دقيق، للظاهر أنتم منكوحين تبقى الأمم الأخرى من دول الاستعمار تنكحكم وبطرق مذلة، وياليت باقية الشغلة على نكح هؤلاء، بل يأخذون ثروات الشعوب العربية من هؤلاء المنكوحين الأراذل، نعتذر من قرائنا الأفاضل من استخدام هذه الكلمات، لكن انا ارى ان هذه الكلمات تلائم هؤلاء الأراذل عملاء الاستعمار.
في الختام وإلى متى سيظل العرب توابع وأدوات رخيصة ينفذون مشاريع دول الاستعمار، لا بد للتوابع أن تعرف مصيرها، لابد أن يأتي اليوم ويسقطون ويتم وضعهم في قمامة النفايات، ولابد أن ينتصر أصحاب الحق إن طال الزمان أم قصر.
نعيم الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/4/2023
ــــــــ
https://telegram.me/buratha
