المقالات

عالم على كف عفريت وكيسنجر يحذر..  


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

مايشهده العالم من أحداث سواء حرب مباشرة بالوكالة، أو من خلال الحرب الاقتصادية، صراع من أجل الهيمنة على العالم، وسيطرة دول الاستعمار واحفاد الذين احتلوا آسيا وأفريقيا، واستعبدوا الأمم الضعيفة، بقواتهم العسكرية، ومن خلال اتباع سياسات فرق تسد، أو الاستفادة من الصراعات الدينية والقومية والقبلية، في أفريقيا دول اوروبية استعمارية، أحتلت دول أفريقية من خلال دعم الصراعات القبلية والعرقية، يدعمون طرف ضد طرف آخر مقابل أموال زهيدة، سجلت كتب التاريخ قيام قوات الاستعمار الغربي في بيع ملايين الأفارقة إلى الأمريكيتين، كانت الطريقة الاستعمارية تتم، دعم الصراعات القبلية، يدعمون قبيلة بالسلاح ضد قبيلة أفريقية اخرى، الغبي زعيم القبيلة الذي ينتصر على القبيلة الاخرى، يقوم في تسليم الأسرى من الشباب والرجال والنساء إلى القوات الأوروبية الاستعمارية، وهؤلاء يقومون في بيعهم كعبيد للعمل في أراضي مستعمرات الدول الأوروبية الاستعمارية في الأمريكيتين، بريطانيا كان تعداد شعبها عشرة ملايين فقط، وتجد القوات البريطانية تحتل الهند وباكستان وبنغلاديش وأفغانستان وإندونيسيا ومصر والجزيرة العربية والعراق، من خلال تجنيد فيالق من الجنود الهنود والأفارقة، تجد القادة والضباط بريطانيين فقط، لو كان وعي وليس شعور بعقدة العبودية، كان ببساطة الجنود الهنود يعتقلون بضع عشرات من الضباط الذين يقودوهم وينهون كل شيء.

كيسنجر شخصية رسمت السياسة الغربية، فهو مفكر فريد من نوعه، وهو لم يأتي من السماء، وإنما بشر لديه رؤية ويؤمن بمعتقدات دينية وروحية، فهو بالتأكيد يفكر لصالح القوى التي ينتمي اليها، كذلك الحال عند العرب والمسلمين، روات الحديث مثل البخاري ومسلم فهم يتبعون مذاهب سنية، عندما جمعوا الأحاديث عن النبي محمد ص لم يقوموا بنقل  أحاديث الرسول محمد ص حول قضية خلافة الإمام علي بن أبي طالب ع بشكل محايد، ولم يذكروا حادثة سلب الخلافة من ال البيت ع ومهاجمة دار حبيبة  رسول الله ص فاطمة الزهراء عليها السلام وتهديد القوى الانقلابية في حرق بيت الزهراء عليها السلام  إن لم يبايع الإمام علي ع الانقلابيين على تولي منصب الخلافة التي حدثت في انقلاب سقيفة بني ساعدة، بل حتى رزية يوم الخميس، لم ينقلوها بشكل واضح،  حيث تجرأ صحابي على رسول الله ص عندما طلب دواة وقلم اي ورقة وقلم ليكتب رسول الله ص وصية مكتوبة إلى أمة الاسلام وضمن رسول الله ص للأمة بعدم وقوع خلاف بعده، لكن زعماء حركة الانقلاب رفضوا واحدهم قال حسبنا كتاب الله، وأن محمد ص غلبه الوجع، هذا الكلام خطير، كان يفترض في رواة الحديث نقل تلك الحادثة بشكل جلي وعلني، لكن المحدثين والمؤرخين عندما كتبوا الصحاح الستة كانوا ينتمون إلى مذاهب اسستها حكومات معادية إلى ال البيت ع لذلك طمسوا الحقائق بسبب انتمائهم المذهبي، كذلك الحال مع الاستاذ المستر المفكر كيسنجر، فهو لم يأتي من السماء، وإنما بشر وعنصر سياسي مؤثر في الادارات الأمريكية وشغل منصب وزير خارجية أمريكا بحقبة الصراع مع السوفيت والمعسكرالشرقي. 

خلال الشهر الماضي، عملت صحيفة اسبانية حوار مع هنري كيسنجر والذي بلغ من العمر ٩٧ سنة، في الحوار مع مراسل الصحيفة الاسبانية، الرفيق الاستاذ المستر كيسنجر حذر من 

اندلاع حرب عالمية باردة بين واشنطن وبكين، وقال  ستكون عواقبها أبشع من الحرب العالمية الأولى.

كيسنجر رأى أن القوتين الاقتصاديتين الضخمتين تحولتا في الوقت الراهن إلى خصمين، معتبراً أنه لا يجوز انتظار أن تتحول الصين نحو الغرب، بحسب ما نقلت وكالة نوفوستي الروسية.

مانراه من صراعات مسلحة وحروب اقتصادية الغاية الاستحواذ والسيطرة على العالم من قبل القوى الخمسة النووية العظمى، هناك ثلاثة دول عظمى ضد دولتين نوويتين عظماويتين، الصين أصبحت قوة اقتصادية عظيمة، وحتى محاولة الغرب كسب الهند فلاتغير من الواقع شيء، الهند اليوم ليست هند قبل مائتين سنة، وإنما لديها طموح في أن تصبح دولة اقتصادية مؤثرة بالعالم، أنتهى  زمن الهنود يتم يسوقهم المستعمر الإنجليزي للانضمام لقواته الغازية ليحتل ممرات المحيطات ويحتل العراق والجزيرة العربية بجنود هنود،  الدول الغربية رغم محاربتهم للكنيسة  لكنهم يستخدمون الكنيسة في حروبهم، عندما العثمانيين ابادوا الشيعة وانتقلوا إلى ابادة المسيح، قوات فرنسا العلمانية احتلت جبل عامل لحماية المسيح وبفضل ذلك تم حماية ما تبقى من الأقليات المذهبية والعرقية في سوريا ولبنان،  الله عز وجل أيضا يسخر الظالمين لحماية الفقراء والمساكين، وقد وردت هذه الآية القرآنية المباركة {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} (البقرة ٢٥١).

لذلك الله يسخر البشر للقضاء على العتاة ولنا بقضية قيام جورج بوش الإبن في غزو العراق ومسخ صدام وحوله إلى جرذ قذر، رغم أن صدام وهب لهم كل خيرات العراق مقابل أن يبقى يحكم فقراء الشعب العراقي، لذلك الله عز وجل أيضا لديه مشاريع لخدمة الإنسانية، لكن المشروع الإلهي يسير وغالبية الناس تعيش في تيهة.

وهناك حقيقة حتى  المستعمرين من أتباع الكنيسة البروتستانتية من المهاجرين إلى الأمريكيتين استقلوا من بريطانيا وتم هزيمة بريطانيا عسكريا في الأمريكيتين، وسطع نجم الولايات المتحدة في عهد جورج واشنطن. 

نعم تم الإعلان عن استقلال الولايات المتحدة الأميركية عن بريطانيا العظمى في عام  ١٧٧٦ م،  مايقارب  أقل من ثلاثة قرون، سطع نجم امريكا،  بزيارتي إلى ولاية أريزونا قرأت انها اخر ولاية انضمت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حدثت حرب أهلية أمريكية لكن بعهد الرئيس  أبراهام لينكون انتهت الحرب وأصبح أبراهام المؤسس الثاني للولايات المتحدة، بعد جورج واشنطن.

امريكا هي التي جنت نتائج النصر بالحرب العالمية الأولى والثانية، القوات العسكرية الأمريكية حطمت اليابان وعبرت النورماندي لتجتاج أوروبا الغربية قبل دخول قوات صانع النصر الرفيق الاستاذ ستالين، لولا ستالين  لسيطرهتلر على كل أوروبا والعالم. 

هناك حرب اقتصادية وعسكرية دائرة ما بين الدول العظمى الخمسة النووية، وصلت الحروب استهداف حتى تطبيق تاك توك الصيني، لذلك العالم اليوم على كف عفريت، صراعات وحروب بالوكالة وهناك تهديدات في استخدام الأسلحة النووية، بكل الاحوال العرب خارج مجال رسم النظام العالمي الجديد، غالبية قادة العرب نكحتهم قوى الاستعمار وهم لا يملكون الجرأة للنظر في وجوه .

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5/4/2023

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك