مازن الولائي ||
ياسر الشاب الذي تعلّق بالحياة المرفهه وهو صاحب شعار للشباب علينا حق! فهو دائم الحضور للملاعب وحريص على معرفة تفاصيل النوادي الأجنبية تعلّق أوصله إلى معرفة تفاصيل أسرهم وكيف يعيشون؟! وغير ذلك مما يعج به عمر الشباب بعد أن تم القضاء على روحانيتهم بطريق احترافي! يوما عنده صديق على نسق اهتمامه قد اشترى سيارة لابن أخيه سيارة متواضعة وأراد زيارة مالك السيارة ليتفق على موعد تقديم معاملة نقل الملكية، وفعلا أخذ موعد من الحاج ابو رحيم وتوجه له ولكن تأخر عن الموعد ساعة تقريبا! وحاول الإتصال ولم يرد الحاج، فقرر الذهاب له وعند وصوله وجد مجموعة من الناس يحضرون عنده وكانت الليلة ليلة جمعة وقد اعتاد الحاج ابو رحيم على قراءة دعاء كميل وزيارة الحسين عليه السلام من بيته، وصل وعرف الحاج أن الضيف المتأخر وصل! فقال تفضلوا حتى ينتهي المجلس دخل الضيوف تفاجأ الشخصان من الحضور الجميل من الشباب والقارئ يقرأ مستمر بفقرات دعاء كميل والقارئ له صوت شجي وحزين والبكاء يتعالى من الحاضرين أصبح الضيوف ملزمين بالاصغاء! أخذتم أجواء البكاء والحزن حتى وصل القارئ إلى عبارة 《 اللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِرا
وَلا لِقَبَائِحِي سَاتِرا وَلا لِشَيْء مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلا غَيْرَكَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ اللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبِيح سَتَرْتَهُ وَكَمْ مِنْ فَادِح مِنَ الْبَلاءِ أَقَلْتَهُ وَكَمْ مِنْ عِثَار وَقَيْتَهُ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوه دَفَعْتَهُ وَكَمْ مِنْ ثَنَاء جَمِيل لَسْتُ أَهْلا لَهُ نَشَرْتَهُ 》.. فجأة تحركت مشاعر ياسر وكأن شيء نزل عليه يوقظ ضميره وقلبه وهو يسمع تلك الكلمات أول مرة بهذا العمق والروحانية التي صنعها بكاء الشباب الذين بعضهم أقل عمرا من عمر ياسر! شعر بندم وحرج بينه وبين نفسه وأخذ شريط الحياة اللهوية يمر عليه مع كل فقرة دعاء كميل وهو ينظر الى الرؤوس منكوسة والأيدي مرفوعة والدموع لا تحتاج الى استأذن! صديقه يرى ياسر اندمج مع الدعاء وتحول الى شخص آخر حتى بلغ بمستوى البكاء والتأثر! ابو رحيم يرمق الضيفين وهو يرى من ملبسهم ليس طريق الدعاء طريقهم، انتهى الدعاء وكل جلس يستريح من نوبة البكاء جراء صوت سيد رشيد العذب ومنهم ياسر الذي احمر وجهه ومنديل الكيلنكس لم يفارق يده حالة لم يعهدها بطبعه الذي كان يظن أنها تلك الحياة وذا أجمل طعمها! وما علم أن مذاق الدعاء مذاق من أنسه لن يبارح مواطنه، رحب بهم مرة أخرى قال ابو رحيم فرصة سعيدة أهلا وسهلا بكم قال ياسر فعلا فرصة سعيدة اللقاء بكم وشكرا السيارة التي كانت أروع صدفة، فقال أبو رحيم نعم أشكر السيارة التي كانت تعود ملكيتها لشهيد جمع أموالها من الحلال فيبدو هكذا أمور تأثر لهذا الحد.. ياسر لم يترك ليلة جمعة إلا وهو أول الحاضرين ولم يعد غير طريق الله تبارك وتعالى يهتم له.. هكذا بعض الصدف المخططة تفعل فعلها..
v القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
مازن الولائي ، الحضور الجميل، الواح طينية
https://telegram.me/buratha