المقالات

الله يلعن العسكر..!


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

اللعنة بالمفهوم القرآني الصحيح هو الدعاء السلبي بالقول اللهم لاترحم فلان، ويبقي الأمر بيد الله عز وجل أن يرحمه أو لايرحمه، على عكس المفهوم في المدرسة السنية التي بالغت في الصراخ والعويل وتضخيم اللعنة بمحاولة يائسة للدفاع عن أصنام بشرية ارتكبوا أخطاء بحق رسول الله صلى الله عليه وعلى ال بيته الأطهار الكرام.  

أين ماوجد العسكر وجدت المشاكل والاعتداء على حريات المواطنين وخاصة في البلدان العربية التي لاتحكمها دساتير،  وإنما يحكمها عملاء الاستعمار، وقام العسكر في عمل انقلابات عسكرية تحت كذبة إقامة دول ديمقراطية، النتيجة حكم قادة العسكر بنفس عقلية الملك العميل الذي نصبه الاستعمار، وربما زاد ظلم العسكر على ظلم الملك العميل بآلاف المرات.

الإنسان عندما يكون طالب جامعي أو موظف كمعلم أو مدرس أو عامل بسيط أو بقال أو قصاب، تجد بهؤلاء الناس كل القيم الانسانية والاخلاق النبيلة، لكن ياسبحان الله حال أن يرتدي ملابس العسكر، ترى  الكثير يفقد الأخلاق ويصبح الكثير منهم لغتهم لغة أبناء شوارع، ذات مرة كنت في المحاويل، دوام طلاب الكلية يبدأ الساعة السابعة صباحا يعني اذا تأخرت دقيقة عريف الفصيل ورئيس عرفاء الوحدة يطردك ويقدمك مذنب إلى آمر الدورة والأمر بيده إن شاء وضعك بالسجن، السجن غرفة متهالكة يتم بها إذلال السجين بكل الطرق، ضرب بالبساطيل والاهانات، لذلك نضطر نخرج من بيوتنا قيل ليلة، وإذا كنا في بغداد، نخرج  بعد منتصف الليل، وياليتنا كنا نخاف من الله عز وجل مثل مانخاف من سلطات جيش صدام الجرذ الهالك، ونذكر الله بصلاة الليل، أتذكر ذات يوم ذهبت إلى كراج العلاوي، وكنت اريد الذهاب للمحاويل، شاهدت شابة بالكراج ترتدي بنطال بدون حجاب ربما من بنات الاخوة العراقيين المسيح، رأيت الجنود الملتحقين إلى وحداتهم العسكرية يضايقونها بطرق جدا بشعة، اعتقد جسمها حصل ألف قرصة وقليل، نفس هؤلاء العسكر لو كانوا يلبسون ملابس مدنية لما فعلوا ذلك.

حتى أتذكر نكات يطلقها الضباط آمري  السرايا والفصائل يرددون مقولة إلى جنودهم، يقولون لهم عندما يلبسون الملابس العسكرية تسقط الأخلاق.

رغم أن إعلام حكومات العسكر وخاصة إعلام حكومة صدام الجرذ الهالك كانوا يروجون ان العسكر خير البشر من ابناء شعب العراق، وحتى في المدارس الابتدائية يلبسون الطلاب ملابس عسكر في اسم الفتوة والطلائع، للقول أن العسكر  أبطال بالحروب ونبلاء بحالة السلم، لكن عسكر صدام الجرذ  العكس هو صحيح.

في الحروب  العبثية التي عاصرناها بالعراق برزت أسماء قتلة ومجرمين تجلى بالكثير منهم كل روح الخسة والنذالة وخاصة في قضية قمع ابناء الشعب سواء استهداف المدنيين الأكراد والشيعة في الوسط والجنوب وحرق وتجفيف الاهوار، وتنفيذ عمليات إعدام جماعي في أحداث الانتفاضة في الجنوب والفرات الاوسط، من الذي اعتقل شباب كربلاء والنجف وبابل والديوانية والسماوة وقضاء الحي وتم اعدامهم بشكل مباشر ودفنهم في حفر جماعية، بعد سقوط نظام البعث تم العثور على جثة طبيب من أهالي الحي اسمه فيروز عالج جرحى بالانتفاضة، تم معرفته من خلال نظاراته، تم اعدامه ودفنه للظاهر وهو حي وكان يلبس نظارته، من الذي قتل هذه الاعداد الكبيرة من الناس،  ألم يرتكب تلك الجريمة هم العسكر، واعني بالعسكر القادة والضباط المحسوبين على نظام صدام الجرذ الهالك، نقل الأخ العميد الركن نجيب الصالحي قول عن قائد فرقة تكريتي قمع الانتفاضة في العمارة، تم مسك طفل، قال لهم اعدموه، قالوا له سيدي هذا طفل صغير، قال لهم هذا شيعي يكبر ويصبح غوغائي.

العالم خلد أصحاب الابتكارات العلمية، بالدنمارك عندما تذهب إلى المستشفيات تجد تماثيل إلى علماء دنماركيين أطباء منهم مكتشف الأنسولين ومنهم مكتشف البنسلين، يخلدون أصحاب الإنجازات الإنسانية.

لو كانت دولنا تحكمها الدساتير، لما رأينا ظلم العسكر للمواطنين،  لو كان الدستور حاكم، لما استطاع اي مخلوق التجاوز، والانسان المهذب الملتزم بالقيم الانسانية هو المحترم، والاحترام لا يبنى على أساس البدلة العسكرية التي يرتديها العسكر، أو الاحترام على قدر عدد  النجوم العسكرية التي يرتديها ضباط الجيش  أو الشرطة التي توضع على الأكتاف، الاحترام يتم من خلال ما تقدمه انت للناس والمجتمع من تعامل جيد، أو ابتكار علمي.

شعوبنا العربية تعرضت الظلم، وأصبحت لهم خبرة، في معرفة الطالح من الصالح، أبناء الشعب العراقي أصبح لدى الكثير منهم، خبرة ومعرفة من كثرة المصائب والتجارب العملية التي عشناها سواء بالحياة المدنية أو بالعسكر، عشنا تحت نظام صدام  العسكري القمعي، العجيب أن القائد العام المهيب الركن صدام الجرذ كان هاربا من الخدمة العسكرية، ولم يلبس يوم واحد كجندي أو ضابط، والعجيب أصبح مهيب ركن ههههه.

كنا نسمع عن البطولات ونسمع في فلان وعلان حسب إعلام البعث القذر أنهم ابطال في أحداث الشمال مع البارزاني، بعد أن كبرنا وجدنا ان هؤلاء مجرمين قتلة يفترض نلعنهم صباح مساء، قتلوا عشرات آلاف الأطفال والنساء الأكراد، عاصرنا حجم الكوارث  والهزائم العسكرية التي سببها قادة العسكر بكل معارك صدام العبثية.

العسكر مكانهم في الثكنات وليس في قيادة البلدان، وقوع هزائم عسكرية ليست تخص بلد بعينة دون البلدان الأخرى، والظلم  ليس مخصص إلى أمة من دون الأمم الاخرى، لكن هناك فرق بين دول تحكمها دساتير وليس أشخاص، وبين دول مثل دول العرب يحكمهم شخص تافه أوصلته الظروف لسدة الحكم، ومنح نفسه كل الرتب العسكرية والألقاب، النتيجة يظلم شعبه مثل ما فعل صدام الجرذ بالعراقيين، قاد العراقيين  بقوة الحديد والنار، واستعبد القادة المحيطين به واغتصب قسم من نسائهم وأذلهم ليكونوا عبيد لديه، واتبع أسلوب فرعون عندما قال  قال فرعون { مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى }.

استعمال القوة العسكرية في اخضاع الشعوب لا تجدي نفعا، الإمام علي بن أبي طالب ع قال، من صارع الحق صرعه، لننظر إلى القائد العسكري نابليون  سيطر على أوروبا برمّتها، وسيطر على ممرات الملاحة ومنها مصر لكن نابليون رغم انتصاراته الساحقة تعرض إلى هزيمة نكراء في آخر معاركه بسبب أطماعه في التفكير بالانفراد في العالم، وهاجم بلجيكا للقضاء على القوات البريطانية، ورغم تفوق نابليون، لكن حدثت ظروف جوية سيئة مع سوء حظ، النتيجة  هزموه شر هزيمة ودفعوه الثمن غاليا، حتى معركته أصبحت عار عليه، وعرفت المعركة في معركة واترلو، والتي وقعت في ١٨يونيو عام ١٨١٥م في قرية واترلو قرب بروكسل عاصمة بلجيكا، وهي آخر معارك الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت وهُزِم بها هزيمة كبيرة غير متوقعة لقائد بخبرته، وهذا ما جعل الإنجليز يصفون فيما بعد الشخص الذي يعاني من حظ سيءٍ جدًا بأنه صادف واترلو، قتل خير قواته العسكرية وكان نابليون يقود المعركة بنفسه، بل امتطى جواده والتحم مع العدو بسيف رغم أن المعركة استخدمت بها المدفعية، بعد أن أيقن الهزيمة، قال خسرنا كل شيء إلا الشرف.

 العسكر بالدول العربية ومنهم العراق وصلوا للحكم وأساءوا إدارة الحكم المدني واستخدام القانون، وفشلوا فشلاً رهيباً  في الاقتصاد، والتعليم، والتنمية، وتسبب صدام الجرذ بقتل واعاقة وتشريد أكثر من عشرة ملايين عراقي وعراقية، بل سلم بغداد لدبابتين امريكيتين وخسر حتى شرفه وإن كان هو اصلا مهتوك بصغره، صدام المجرم دمر مسيرة شعب ودمر أجيال من الأجيال الناشئة بعهده الاسود، قتل العراقيين في  الشعارات الفارغة والمصطلحات الكاذبة، لم يترك موبقة إلا وفعلها هو وعبيده، لم يترك لنا تجربة واحدة  بها  خير أو عمل صالح أفاد به كل ابناء الشعب العراقي لكي ندافع عنها، بدد إمكانيات العراق البشرية والثروات وقام في توزيع الثروات والمقدّرات إلى أنصاره من فيالق الإعلاميين والبعثيين العربان، ومن المؤسف الحثالات أمثال صدام الجرذ وعبيده يتكلمون في اسم كل أبناء الشعب، بل بات كل عراقي شريف وعربي نزيه لايثق بهؤلاء، بل تعلمنا من صدام الجرذ وحزبه الفاشي علمونا ألا نثق بكل وعد ووعد  يقطعونه، أو كلمة يقولونها، ولانثق حتى في أي  قسم يؤدّونه أو يعطونه. 

المؤسف أن تاريخ انقلابات  العسكر في الدول العربية تاريخ اسود ودموي، في اي بلد يثور به الشعب، تحدث تدخلان دولية من ضباع العالم ويتم فرض العسكر ضمن الحكومات الانتقالية نتيجتها تكون محسومة مدمرة ، رأينا كيف تم تشكيل حكومة في السودان بعد عزل عمر البشير، قالوا إن العسكر والمدنيين سوف يتقاسمون السلطة،الواقع العملي ليس من عادات العسكر  أن يتقاسموا شيئاً مع أحد، ولا أن يعطوا المدنيين أي حق من حقوقهم، ما داموا يخاطبونهم بقوة السلاح، قادة العسكر بغالبيتهم عندما يتكلمون مع الناس يعتقدون أن الناس أشبه بجنودهم، يريدون فرض ارائهم على الجميع، من سوء حظ الشاب الذي يقع في غرام ابنة قائد بالعسكر، اذا تزوج بنت هذا الضابط يجب على زوج البنت يتعامل مع عمه كأنه جندي، وياويله اذا عارضه بالنقاش، يدمره ويصبح عدوه، هذه الايام نشاهد قناة الجزيرة ليل نهار تنقل كيف يتقاتل العسكر بالسودان للسيطرة على كرسي الحكم، لأن الجزيرة مع الاخوان والإخوان مصطفين خلف الجنرال البرهان، وهذا سر دعم الجزيرة إلى قائد الجيش السوداني الجنرال البرهان.

بالعراق لولا وجود الحشد الشعبي ووجود شعب مسلح بالوسط والجنوب لتم تدبير انقلاب، وجربوا فعل ذلك في مؤامرة تأسيس داعش وهيكلة الجيش العراقي بسبب هروب ابناء المكون البعثي وانسحاب الاكراد، في قضية تسليم الموصل وتكريت، لكن مرجعية السيد علي السيستاني أفشلت المؤامرة بفتوى الجهاد الكفائي، المطلوب منا جميعا حماية الحشد ودعمه، ولنجعل من الحشد فيلق عسكري يقوم في زراعة الصحاري في النخيل والخضار والحبوب، ليوفر للدولة العراقية وللخزينة مليارات الدولارات، إضافة الى تمويل الحشد والجيش العراقي تمويل

ذاتي بعيدا عن الاعتماد على عائدات البترول من ميزانية العراق الريعية.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

1/5/2023

 

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك