المحامي / عبد الحسين الظالمي ||
صراحة كثير ما اقف عند هذا السؤال وبالتأكيد ان هذا التساؤل يعني جميع الائمة عليهم السلام حضرت مجلس حسيني في مكان ما التقيت به اصدقاء لم اراهم منذ فترة ، استمعت فيه الى كلام الخطيب كان غاية في الدقة والعلمية والنصح استمعت ايضا الى قصيدة من شاعر و راد ود تداعب الاحساس من الاعماق تطير بك الى فضاء الروحانية والثقافة وتجلد امامك التاريخ المزيف ، قبل ان ينتهي المجلس اجاد اصحاب المجلس بالنعم في سفرة عامره اجتمع على اكتافها العامل والفلاح والطبيب والمحامي وبعض الصبية وكبار السن ، الكل اكل من تلك السفرة بدون منه او فضل من احد انتهى المجلس ليبدئ اخر ربما في مكان اخر . مرت ايام وذهبت الى الزيارة بدء ا بالنجف التي حط رحالي بها وحين دخلت المرقد زالت جبال من الهم من على اكتافي ليس انا وحدي بل الالف من البشر الكل جاء وعنده الف حاجة وحاجة وبعد وطر من الروحانية والاطمئنان غادرت وكل ما في داخلي يأمل العود ، طوت العجلة بي الطريق صوب قبلة العشق الحسين وبين الروضتين شعرت ليلا بهدوء غريب ومنظر ربما يكون من رياض الجنة عجزت عن تدوين المشاعر والأحاسيس وانا اتذكر قصيدة الجواهري ( كأن يدا حمراء من وراء الضريح مبتورة الاصبعي تمد الى عالم الخنوع والذل ........) والا اعلم كيف خرجت لا كون عند صاحب الفضل واتذوق الماء الزلال من احد اماكن الخدمة وعيوني شابحة نحو فضاء القباب وخيالي سارح الى تلك اللحظات التي
يحاور فيها ابو الفضل ماء الفرات وعشت لحظات مع حوار زينب من على التل وهي تخاطب الحسين وامامها الاهل والابناء والاصحاب مجزرين ، ضاق الصدر تفجر الدمع ثم زالت الهموم شكرت الله كثيرا على نعمة نخاف زوالها ، نمت تلك الليلة بهدوء تمام لأنني ضيف عند اكرم خلق الله بعد جده وابيه واخاه الحسن عليهم السلام .
صباحا دارت اطارات العجلة نحو دار السلام الى باب الحوائج كاظم الغيظ وابنه الجواد وحين الوصول عرفت ان الامان الحقيقي لا يكون حقا امان و اطمئنان الا حين تكون في حضرة الامام وعندها تخيلت ذلك السرداب والعابد في وسطة ، وتلك الجنازة والمنادي ينادي على جسر الائمة
هذا امام الرافضة . مضت الساعات وانا جالس في تلك الاجواء التي طار بي الخيال منها الى مرقد بطوس تأنس النفس حين تطئى الاقدام اسوار حرمة حتى ولو كانت تحمل جبال من الهموم وتخيلت المشهد والامام يدافع به عن شيعته وتذكرت سفر المعصومة الى لقاء اخاها الغريب وشهادتها غريبة في مدينة قم ، عشت مع الجموع
والناس زرافات ودموع المحبين تعانق الضريح ، افقت وانا في حرم الاب موسى الكاظم هممت متباطئا نحو الغرب من بغداد حيث سامراء ومنارة النورين الهادي والعسكري
ونور الله في الارض الامام المهدي عجل الله فرجه ، انزويت في مكان من الضريح
وعندها تنفست رحيق الضريح فوجدت الهواء فيه عطر من عطر الجنة ، تصورت دخولي وكأني دخلت واحة امان لا يمسك فيها غم او هم دخلت وكأني ادخل مكان افر اليه من شيء ما خلفي وكأني طريدة تفر من قسورة تريد لروحها الخلاص . جلست
تفكرت تساءلت عن كل هذه النعم تذكرت امي وابي وجار لي مريض وابن يطلب الشفاعة وابنه تريد قضاء حاجة وزوجة تريد ان تحافظ على بيتها ، ومثلهم ملاين في كل انحاء المعمورة قلوبهم وعقولهم كلها ترموا الى هذه البقاع . ثم توقفت عن الخيال وبدءت افكر والناس امامي قيام وقعود ماذا فعل هؤلاء من اجلنا لنحصل على كل هذه النعم ؟ ماذا فعل هؤلاء ليصل الينا كل هذا العطاء ؟ ماذا فعلوا من اجل ان تفتح لنا كل ابواب الرحمة هذه ؟ ماذا لو لم يكن الامام المهدي موجود فهل تسيح بنا الارض ؟ ماذا لو لم تكن هذه الاوتاد قبب شامخه تحدث السماء وتحاور الملائكة وتطرد الجن وتنادي هونوا على احباب اهل البيت ؟ ماذا لو لم تجد امي عليا فمن تندب بعد الله كل صباح مساء ؟ كيف تحل مشكلة بيني وبين اخر عندما لا نجد من يقول (احلف بالعباس وبرء) .
تذكرت المجلس الاول الذي انطلقت بكم منه وتذكرت ما تفضل به الخطيب عن علم جعفر الصادق وتذكرت قول النعمان ( لو لا السنتان لهلك النعمان ) عندها عرفت اننا نعيش الاسلام المحمدي بفضل هؤلاء بدون مقابل ولا ثمن ولا منه بل بكل حب منهم ورحمة وحنان على الاتباع وهنا وقفت وقلت في نفسي ماذا لو لم يكن الحسين ؟ ومجرد ان فكرت وتذكرة زيارة الاربعين ومشاهدها ا تفجرت الدموع وخفت صراحة خفت ان لا اجد مجلسا اخر يدلني على نهر الكوثر في الدنيا لآ بحر فيه الى كوثر الاخرة ولقاء الاحبة يوم الورود .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha