مازن الولائي ||
نادري ابن الحاج ابو الفضل الخادم في حسينية الطفوف والذي قضى دهرا منذ شبابه في هذه الحسينية، والتي تعاقب عليها منذ الستينات وحتى زمان الشاب نادري ما يقرب خمسة فضلاء وعرفاء، لأنها تلك الحسينية كان لها دورا في التثقيف والترويج لأهل البيت عليهم السلام، ونادري الذي تتلمذ على يدي عارف الكل يشهد له بصدق الحديث وجميل اللهجة وهو يتخذ من فضائل وأخلاق أهل البيت عليهم السلام صيدلية فيها من الدواء ما لا تعجز عن محتاج إليها قط!
فصار نادري منذ نعومة أظفاره وصباه يعشق طرح الشيخ الذي يمثل نموذج في الصدق والإيمان والثورية، فهو له كل ليلة جمعة درس يخص به رجالات الثورة الإسلامية المباركة معرّجا في كل محاضرة على المؤسس روح الله الخُميني العزيز، وكل يوم يكثر الإتباع وتزداد شهرة الشيخ العارف وتشد له الرحال من أطراف المدينة، لأنه واقعا يمارس دورا خطيرا كأنه رئيس وزراء تلك المدينة، حيث له اجتماع دوري مع أئمة المساجد والحسينيات والوجهاء وطلبة العلم يتدارس بها شؤون كثيرة وقضايا مهمة على الصعيد الإجتماعي والسياسي..
نادري يحضر عنده درس في الاخلاق وذلك الدرس يعتمد فيه الشيخ العارف على نظرية جوهرية وهي غض البصر وتجنب حرام العين الذي هو خطر وكارثي وصعب تجنبه! قال تعالى: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور ٣٠. روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، 《 من ملأ عينه حراماً يحشوهما الله تعالى يوم القيامة مسامير من نار، ثم حشوهما ناراً إلى أن تقوم الناس، ثم يؤمر به إلى النار 》 لكنه أوصل طلبته إلى مقام أن يكون الواحد منهم أعمى إذا ما سار في الطريق! حتى عرفت نساء المدينة حينما تصادف الواحدة منهن نادري في الطريق وتبدأ احداهن بالحذر والتنبيه تقول من تعّرفه أنه الأعمى الذي فقد بصرة طواعية كناية عن عدم رؤياه يوما ينظر للنساء! الخصلة التي كثيرا ما يؤكد عليها العارف ويقول أعلم أيها السالك أن إلكترونيات العين لها عمر معين وهي كمية معدودة عند الخالق العظيم وكل نظرة إلى أي شيء تحتاج أن تأخذ من رصيد الألكترونات وتقضي على عدد منها! فهل من المنطق والبصيرة أن تصرف تلك النظرات على الحرام الذي يهدم حصون من الرصيد ويعجّل بأنقضاء عمر العيون المعنوي!؟ لذا الهروب من نظرات الحرام إنما هو عبادة مركبة مضاعفة لمن تركها تطبيقا للشريعة وابتعادا عن الحرام.. حتى أصبحت تلك الثقافة في المدينة التي كثر فيها الحديث عن عفة العين وطهارة البصر ثقافة يتحلى بها كل بنات وشباب تلك المدينة لدرجة لمن ينظر إلى المارين في الطرقات كأنهم فاقدي البصر والرؤوس مطأطأ على الأرض.. والسؤال هل هو اعمى؟!
· القصة هي أحد أنواع الفن الذي يؤكد عليه القائد الولي الخامنائي المفدى، لما لها من تأثير وسحر آخاذ على روح وقلب الإنسان وهي أحد وأهم أنواع جهاد التبيين..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha