المقالات

الاردن الى اين ؟!


المحامي / عبد الحسين الظالمي ||

 

الموقع الجغرافي للدول قدر لا يمكن تغيره مهما عملت الدول المتجاورة سلما كان ذلك العمل او حربا  ، تبقى الجغرافية تحكم مصير العلاقة بين الدول ،  وغالبا ما تجد بين الدول المتجاورة روابط ومصالح كبيرة وكثيرة تصل الى حد التداخل في القومية او الدين او المذهب او مصادر المياه او الطاقة او الموقع التجاري وهلما جرى .

والعراق والاردن لا يخرجان عن هذه القاعدة  ، دولتنان  متجاورتان  منذ قديم الزمان شعب عربي واحد ومسلم وبينهم ترابط اجتماعي واقتصادي .

وكثير ما يحدثنا التاريخ عن مواقف مشرفه لآبناء العراق مع الاردن وفي النفس الوقت ايضا لا توجد فترات عداء ومشاكل بين الدولتين وعلى ضوء ذلك يثار السؤال التالي مالذي يجعل الاردن ما بعد 2003 توغل في ايذاء العراق بسياسات بعيده عن الحكمة  منها يمكن فهمها ومنها لا يمكن ان تجد له مبررا او سببا منطقيا

استضافة رموز النظام السابق قلنا ان تلك قضية ربما انسانية والتزام اخلاقي  ، رغم ان الالتزام الاخلاقي يوجب رعاية جوانبه الاخرى فلا يمكن ان يكون سببا  ايذاء  طرف اخر  وما جرى من احداث في العراق ما بعد 2003 كثير منها تشهد على ان ايدي بعض رموز النظام ملطخة بدماء الضحايا لتلك الاحداث  وما  دور  رغد بنت صدام وسعد البزاز الا مثال بسيط على ما نقول  وسعد البزاز يصرح علننا اننا نعمل لتدمير النظام  الجديد في العراق  وليس لبنائه   وعلى لسان رئيس السلطة التشريعية في العراق والحديث موثق ،  وما فعله الزرقاوي ليس ببعيد عن الذاكرة وفي نفس  الوقت  يشاهد ضحايا القاعدة والزرقاوي الاحتفالات التي تقام سنويا بذكرى هلاكه   وكذا يشاهد ضحايا نظام صدام يوميا ما يجري في الاردن  من احتفالات  يرقص فيها المحتفلون  على اهات واحزان اهالي الضحايا سنة وشيعة واكراد  وتركمان ، رغم ان العراق لم يكن محتاجا للارد ن  خصوصا بعد عام 2003 ولكن الجوار يحتم على العراق احترام اشقائه .

كل هذا يجري في بلد شقيق جار للعراق منذ مئات السنين والعراقيون  صابرون على ذلك على مضض  ولكن ان تصل الى الامور الى درجة ان الاردن تجيز تأسيس حزب هو سبب دمار جارك واخوك وابن عمك وهنا لابد ان نذكر الاردنين ان تأسيس حزب صح شأن داخلي  ولكن نذكركم بما فعل هذا الحزب بسوريا والعراق والى اين جر البلدين ، خصوصا وان الحزب قد اعلن عن برنامجه واهدافه وهذه البرامج والاهداف لا يسمح بها حتى بين الدول المتحاربة  والسؤال الاخر الذي على الاردنين الاجابة عليه ماذا لو احتضن العراق احد الامراء الاردنين الذي له موقف من الحكومة الاردنية واجاز له العمل

 ضد الاردن ؟ فما ذا سيكون موقف الاردنين

وحيث وصلت  الامور الى هذا الحد فحتما سوف  تساهم  في زيادة الشرخ بين الشعبين  وعليكم احترام وجود اشقاء لكم

في الجوار فاذا كانت مواقفكم  دافعها الاختلاف المذهبي  اعتقد ان ذلك سوف يعقد الامور ولا يحلها

وذا كان الدافع اقتصادي  فمراجعة بسيطة بين ما كان يحصل علية الاردن في زمن النظام السابق وما يحصل عليه الان يددل بشكل واضح ان هناك فارق كبير  بين الان والماضي ناهيك عن العراق هو عمق استراتيجي للاردن وليس العكس فماذا يريد الاردنين حكومة وشعبا من هذه السياسيات التي اقل ما يقال عنها انها تؤذي شريحة كبيرة من اشقاء لكم  وتضر بمستقبلكم

بشكل مباشر وغير مباشر .

 ما الذي حصلت عليه شعوب تمسكت بالانظمة اقل ما يقال عن سمعتها انها

غير انسانية فكيف با نظام مجرم  جريمته وصلت الى ابناء مذهبكم في الكويت بعد ان بطش  بالاخوة  السنة في العراق بشكل يعجز اللسان عن وصفة والحسنة الوحيدة للنظام انه وزع ظلمة وقتلة على كل ابناء الشعب العراقي  واخيرا اذا قلتم ان هذا حزب داخلي

وحق للمواطنين نقول لكم ماذا حصد اخوانكم من هذا الحزب في العراق حتى تعيدون التجربة في الاردن

وانني لناصح ان المشاكل والصراعات التي يخلقها لكم هذا الحزب سوف تتعدى قدرتكم  وانتم دولة تحتاج السلم والاستقرار اكثر من غيركم  وما سوريا 

ـــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك