نعيم الهاشمي الخفاجي ||
دول الاستعمار هي التي رسمت حدود الدول العربية، ودعمت أنظمة عربية جائزة ظالمة حكمت بعقلية بدوية متخلفة، ينظرون للشعوب ملك لهم، وأن كل أبناء الشعوب ماهم سوى حاجات يملكها الحاكم، أسوة في حاجيات المطبخ، أو الاحذية التي يلبسها الحاكم.
لذلك الحديث عن مشاركة المواطن العربي في حكم بلاده اشبه في الخيال، بظل وجود ضغوطات من منظمات حقوقية، انتقدت أساليب الحكام العرب مع شعوبهم، قامت الأنظمة البدوية الوهابية في نشر ثقافة الانحلال والعهر الأخلاقي في اسم إعطاء الحرية لشعوبهم، الغاية مسخ الناس، وإلهائهم عن المطالبة في حرية المساواة والعدالة والرأي، خلال الأيام الماضية تم قطع رؤوس مواطنين سعوديين في المنطقة الشرقية، بسبب تغريدات كتبوها على مواقع التواصل الاجتماعي، المال الخليجي وصل لساسة العالم من القطب الشمالي إلى الجنوبي، لذلك الدول الكبرى مستفيدة من الأنظمة البدوية الوهابية ماديا وكذلك بنشر ثقافة الكراهية والتكفير خدمة للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف دول الشرق الأوسط بشكل خاص.
مانراه هو نشر ثقافة التعري والرذيلة وليس تحرر اجتماعي، وواهم وساذج من يعتقد أن نشر ثقافة الغناء والرقص يعطي للشعوب العربية إمكانية بالتحرر السياسي، لأن ثقافة نشر الرذيلة تمت من خلال الأنظمة الحاكمة.
التحرر الاجتماعي بالدول الديمقراطية الغربية نتاج بيئة وثقافة مجتمعية، أما حديث الصحفيين والمثقفين العرب عن التحرر الاجتماعي، فهؤلاء يبنون تصوراتهم للموضوع من خلال بيئتهم المجتمعية الساذجة والجاهلة في الثقافة العربية التي مسخت نتيجة قرون طويلة من الظلم والاضطهاد، ونتيجة ظلم وتجبر الأنظمة العربية الظالمة التي صنعتها دول الاستعمار.
المشكلة الحقيقية بالدول العربية أن البيئة العربية ساذجة تنتج كوادر ثقافية وسياسية غبية لا تملك أي مشروع للتحرر السياسي، أنا عشت بالسعودية رأيت العجب العجاب، غالبية المواطنين لا يعرف أنه له حق المواطنة ببلده، واتذكر سألت شرطي سجان عن ذلك، قال لي انا بخير الأرض إلى ابن سعود، وسامح لي أن أعيش في هذه البلاد.
لن تستطيع الشعوب المطالبة بحقها ما لم تكن متحررة من عبودية تسلط الأنظمة الحاكمة الجائرة عليهم، هناك حقيقة، إنّ الله لا يأمر أمراء البلاد بالفساد، بل أمر بالعدل والإحسان وعدم الفساد في البلاد، فخالفوا أمر ربهم فطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فأتبعهم قومهم وخالفوا أمر ربهم واتّبعوا أمر المُفسدين، فصبّ عليهم ربك سوط عذاب لمُخالفة أمر الله إليهم. وقال الله تعالى ، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} سورة [الفجر].
الله لم يولي الفاسدين على الشعوب، وإنما دول الاستعمار هي التي دعمت حكام العرب لخدمة مصالح دول الاستعمار وسرقة الثروات، طبيعة البشر بالدول العربية ظالمين، وحتى في دول مثل العراق تحررت من العبودية والظلم، تجد الموظف والمسؤول مجرد إمعة، وياويل المواطن اذا وقع عليه ظلم، فمن المستحيل تجد مسؤول أو رئيس من الرئاسات الثلاث بالعراق يستطيعون رفع الظلم والحيف الذي وقع على المواطن، انا شخصيا وصلت لاجئا للدنمارك، قبل مايقارب ثلاثين سنة، أتذكر حدثت لي عرقلات بقضية جمع شمل عائلتي، كنت بوقتها لا أجيد اللغة الدنماركية بشكل جيد، ولايوجد انترنت بوقها ويمكن الاستعانة في برامج الترجمة مثل اليوم، أحضرت ورقة وقلم عادي وكتبت رسالة إلى الملكة، بعد اسبوع وصلتني رسالة منها، قالت لي انا منصبي تشريفي وليس تنفيذي، لكن ارسلت رسالة إلى الموظف المسؤول وتصلك رسالة، فعلا الموظف ارسل لي رسالة أعلن في إنهاء المشكلة وإعطاء الموافقة، بالعراق ذهبت انا شخصيا لرئيس السلطة القضائية رفض إلغاء قرار لجنة التحقق في اعطائي رفض غير قابل للطعن، بسبب طلبهم مني كتاب من وزارة الهجرة والمهجرين لوزارة الدفاع، والخطأ ليس مني، رغم أن الدستور العراقي في المادة رقم ١٠٠ يقول لايحق للمحكمة الإدارية إصدار قرارات قطعية، وهيئة التحقق بالأمانة العامة لرئاسة الوزراء إدارية،لايحق لها دستوريا إصدار قرارات قطعية، تصوروا ذهبت الى مكتب شؤون المواطنين للسيد رئيس الوزراء، الموظف قال نحن لانملك سلطة لنقض قرار هيئة التحقق، احلى شيء موظف يعمل مساعد إلى مدير هيئة الفصل السياسي الأستاذ رسول عبدعلي الإيزيرجاوي تكلمت معه قال لي مولانا القرار نهائي والله يعوضك في وظيفة اخرى؟؟؟؟ هههههههه هل الله عز وجل استغفر الله مخلوق بشري واذهب إليه وأقل له الله اريد مساعدتك خابر لي رسول عبدعلي حتى يعطيني قرار صحيح في اعادتي إلى وظيفتي
التي كنت اشغلها قبل معارضتي الله صدام الجرذ الهالك، مسؤولية مساعدة المواطن تقع على كاهل الموظف المسؤول، وإذا قصر الموظف، توجد الرئاسات الثلاث والوزراء ورئيس المحكمة القضائية لمساعدة المواطن وليس على الله عز وجل.
الحرية الاجتماعية هي نتاج للحرية السياسية، إذا لم يتمتع المجتمع بالحرية السياسية لن يستطيع التفكير لا بحرية اجتماعية ولا بحربة فكرية ولا بغيرها من أشكال الحرية، الاستبدادية السياسية تقضي على كل شيء.
مشكلتنا ومشكلة الشعوب العربية من مسؤولين وموظفين وأفراد تكمن في النفاق والمنافقون، في مجتمعاتنا بشكل عام وفي المجتمع العراقي بشكل خاص، يوجد مثقفون يوجد مستوى تعليمي جيد يوجد قيم بمجتمعنا، لكن لا توجد كلمة حق، اذا وقع ظلم على مواطن، من المستحيل يصل صوته إلى المسؤولين بالدولة العراقية، بل تجد هناك من يتهمك بعدم الاستفادة وانك حاقد، وأناني، لذلك كل قضية خطأ أو ظلم يتعرض لها مواطن، تجد المنافقون يقومون في تغطية ذلك الظلم والخطأ ويغلفوه بالشعارات الرنانة، مع رعب الاعتقالات والتخوين.
وهل يكون هناك تحرراً اجتماعياً قبل أن يكون هناك تحرراً سياسياً أولا،
التسلط السياسي وهيمنته على مقدرات الشعوب يقتل اي فرصة للتحرر والانعتاق نحو التحرر والمساواة والعيش الكريم.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/6/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha