نعيم الهاشمي الخفاجي ||
العراق وسائر الدول العربية التي صنع حدودها الاستعمار البريطاني والفرنسي، تعاني من صراعات قومية ومذهبية ودينية جعلت هذه البلدان دول فاشلة يسهل لدول الاستعمار الدخول إلى مكونات الشعوب لتاجيج الصراعات الداخلية وخلق بيئات غير مستقرة.
بالدولة العراقية الحديثة، سلم الحكم إلى اقلية مذهبية على حساب اكثرية شيعية وكوردية ساحقه، وبقي الحكم الطائفي والشوفيني لظهيرة يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ حيث اطاحت القوات الأمريكية الغازية بعميلهم صدام الجرذ الهالك لانتهاء صلاحيته، وليس لنشر الديمقراطية.
رامسفيلد فرض التوافق السياسي بين مكونات العراق الثلاث الغير متجانسة، التوافق يتم بين شركاء شرفاء، ولايمكن أن يتم التوافق مع من احتضن شذاذ الآفاق ووهب لهم فتياتهم لجهاد النكاح والمناكحة، أو من تاجر بفروج نساؤهم ولنا بقضية المتاجرة بشرف صابرين الجنابي المزعوم، رأينا مسرحيات لها اول وليس لها نهاية، لا يمكن أن يستقر العراق وتنجح العملية السياسية بآليات التوافق الحالية مع أراذل فلول البعث، العراق موزع وفق المكونات الثلاثة،
رئاسة الجمهورية للمكون الكوردي، والمنصب تستفيد منه الأحزاب الكوردية وليس عامة أبناء الشعب الكوردي، ورئاسة مجلس النواب تمثل الأجنحة السياسية للعصابات البعثية الإرهابية، وبشهادة السيد الحلبوسي نفسه الذي ذكر كيف البزاز قال له علينا ان نخرب العملية السياسية لأن الدولة ليست دولتنا، رئاسة مجلس الوزراء تمثل المكون الشيعي الذي فرضت عليه محاصصة قومية ومذهبية، وأصبح رئيس الوزراء لا يملك سوى صوته في التصويت على القرارات الوزارية.
المشكلة الكبرى توزيع المناصب بين الاحزاب، وكذلك أشخاص باسم المكونات، وغالبية ابناء المكونات المستقلين لامكان لهم بالدولة العراقية إلا ماندر، وإذا ظلم المواطن لم يجد مسؤول ووزير ورئيس سلطة من السلطات الثلاث يستطيع انصافه واعطائه حقه، حتى إذا قدم المواطن تظلم للمسؤول يكتب عليه ينجز وفق السياقات والأصول يعني تكرار الرفض بطريقة محترفة للضحك على المواطن البسيط المغفل الساذج الذي يحسن الظن بالكثير من هؤلاء الناس الذين شاء القدر أن يكونون مسؤولين.
حالات عدم التعاون بين ساسة المكون الشيعي العراقي تدفع فلول البعث ومحيطهم البدوي الوهابي لزرع روح الأمل لاعادة عقارب الساعة لحقبة حكم صدام جرذ العوجة الهالك، يحاولون استثمار الأجواء السائدة في العراق، من خلافات ساسة المكون الشيعي أو خلافات المركز بغداد مع أحزاب الاقليم الكوردي.
في كل انتخابات يتم تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، ونفس هذه المشكلة تتكرر بإستمرار حول إقرار ميزانيات الدولة السنوية، لذلك السيد السوداني أراد إقرار الموازنة لثلاث سنوات،
الفشل هو نتيجة طبيعية لعدم وجود دستور حاكم تسير عليه الدولة العراقية منذ تاسيسها في عام ١٩٢١، سبب تعثر الوضع السياسي، والإخفاقات المتكررة التي شهدتها العملية السياسية في العراق منذ أول انتخابات عامة جرت في عام 2005، كل الإخفاقات كانت بسبب إرهاب المهتوكين من أراذل فلول البعث من شركاء الوطن، جربت المخابرات الدولية كل الخطط الشيطانية بالساحة الشيعية العراقية وحاولوا استثمار الضد النوعي بين ابناء المكون الشيعي، ولنا بأحدث تشرين اختصرت الحالة في حرق المحافظات الشيعية، بحيث تم تدمير وحرق مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة، وتم قتل حتى الجرحى بطرق مقززة، شركاؤنا بالوطن حاولوا استثمار الضد النوعي في استهداف المكون الشيعي العراقي، قرانا مقالات لفلول البعث كانوا يكذبون ويدعمون عمليات الاحتجاج ويروجون لفكرة كاذبة تقول أن عمليات الاحتجاج لم تعد طائفية وقومية، بينما الواقع يقول ان الأحداث تستهدف مناطق المكون الشيعي فقط.
لكن رغم المؤامرات والفيالق الإعلامية المدربة ورغم كثرة التدليس تم مجابهة تلك المخططات بصبر مؤلم كلفنا مئات الشهداء، لكن بظل وجود المرجعية الشيعية العليا ووجود الحشد تم افشال كل المؤامرات وهاهو المكون الشيعي العراقي يعيد قوته من جديد، لكن المطلوب من قادة الكتل والاحزاب والفصائل الشيعة الاجتماع والتعاون على المشتركات المهمة وترك الخلافات الجانبية للتصدي للمؤامرات وتآمر ضباع فلول البعث وهابي، يبقى استقرار العراق في إيجاد تعاون مابين الشيعة والاكراد والكف عن الخلافات الجانبية، وتعزيز اواصر التعاون.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha