مازن الولائي ||
١٣ ذي الحجة ١٤٤٤هجري
١١ تير ١٤٠٢
٢٠٢٣/٧/٢م
الوقائع التأريخية التي تكون على هذا المستوى المهم والخطير والموثوق حدوثها لا يمكن أن تكون حادثة عابرة تنحصر في زمان حدوثها وتغلق عليها أبواب التأريخ! ومثل واقعة الغدير التي نزل بها قرآن يحدد لها المسارات والتكاليف في مسرحية لا يمكن اعتبار عرضها المنصوص عليه قرآنيا شيء عبث أو عابر! خاصة ولغة القرآن واضحة وصريحة وفيها نحو تهديد يضفي على الحدث أهمية نوعية كبيرة ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ .
وعند فك شفرات الآية ودلالاتها سوف تعرف بصريح القول أنها واحدة من مضامينها الخطرة هي تعيين القائد الذي يلي الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومن اللغة تعرف أيضا أهمية هذا التعيين الذي قوبل بالآية ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ )! إذا هذا التأسيس ليس خاص بزمن حادثة الغدير بل يستمر إلى كل زمن فيه محتاج الإسلام الى قائد يلي أمر الرسالة خلفا للمصطفى، ولو بحثنا عن التطبيق العملي لهذه القيادة نجدها بوضوح أنها نيابة الخلف المبارك لولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، لأنه مقام علي عليه السلام الذي حرصت السماء على توليه بكل تفاصيل ومسرح الغدير المتعددة والمهمة! لتكون قضية القيادة النائبة حاضرة في أذهان المسلم النبه والبصير ولا يحتاج بعد ذاك التعيين نزول آيات وجبرائيل، ودولة الفقيه بما تحققه اليوم من عز للاسلام وحماية له وصيانة لانتشاره إنما هي الترجمان الفعلي لغدير زماننا المتصل بغدير خم وعلينا ذات البيعة لأن مضمون الحادثة يعين لنا أي قيادة واجب إتباعها.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha