مازن الولائي ||
طالما كانت متنفسنا تلك الإذاعة العربية، "إذاعة طهران" شريان التثقيف الديني والسياسي واعناق المؤمنون مشرئبة تنتظر أخبار إذاعة التشيع في وسط منع، وتعتيم، وعقوبات تصل حتى الأعدام لمن يُكتب به تقرير أنه يفتح الراديو على إيران ولو ظلما وتجني تحل به النازلة! ولا ننسى ذلك الموعد المقدس وهي المحاضرة الدينية التي تُبث بعد أخبار الظهيرة، وطالما كان المحاضر هو الشيخ "باقر المقدسي" ذي الصوت الشجي والناعي بحرقة على العترة المطهرة عليهم السلام، محاضرة كأنها رحلة معرفية تأخذ بتلايب القلوب وتنقش على جدران الروح والعقل آداب وافكار مدرسة العترة المطهرة، لتكون تلك المحاضرة التي نختبأ حال سماعها وننصت بحذر إليها خشية الوشاية! وبيننا وبينها شوق مؤثر فينا حد بذل الجهد من أجل توفير وقت لسماعها وهي قرابة الساعة، وكان هذا الناعي الذي رحل عنا البارحة أحد اعمدة مدرسة أهل البيت عليهم السلام وواحد ممن أثر كلامهم في شباب كل الشيعة لاسيما العراق الذي يعيش القبضة البوليسية القاتلة..
رحل عنا جسدا ويقينا ستبقى روحه والكلمات كما بقيت كلمات عميد المنبر وجامعة العلوم المتنقلة الدكتور أحمد الوائلي طاب ثراه، وأنا لله وأنا إليه راجعون..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha