نعيم الهاشمي الخفاجي ||
كتب الكثيرون حول الوطن، والوطنية، أحزاب سياسية من صنيعة الاستعمار والماسونية مثل حزب البعث الساقط، تبنوا شعارات الوطن والوطنية والأمة، لكن ثبت أن هؤلاء البعثيين ماهم سوى أدوات رخيصة لقوى الاستعمار التي ربت ودربت الماسوني ميشيل عفلق حيث قامت قوات الاحتلال الفرنسي في تربية عفلق وهو طفل صغير ورعايته، وإرساله إلى الجامعة السوربون الفرنسية على نفقة قوات الجيش الفرنسي الذي كان يحتل لبنان وسوريا، وبعد اكماله دراسة الفلسفة في السوربون اعيد إلى لبنان وسوريا.
تم توفير دعم مادي كبير لعفلق، زار عصابات الهاغانا الصهيونية في أرض فلسطين في سنة ١٩٤٧ والتقى مع مناحين بيغن وحال عودته إلى لبنان وسوريا أعلن الماسوني عفلق عن تأسيس حزب البعث، تم اختيار يوم ولادة البعث في يوم السابع من نيسان وهو عيد مقدس لدى أتباع الديانة المسيحية وكذلك مقدس لدى أتباع وأنصار الحركة الماسونية.
الوطن قطعة من الأرض يسكن بها مخلوقات بشرية يوجد بينهم رابط عيش مشترك وتاريخ وترابط ولغة وديانة سواء كانت الهية أو وضعية من صناعة البشر، يتحقق الانتماء للوطن عندما يشعر المواطن بأن هذا الكيان يضمن كرامة وحقوق هذا المواطن، بلا شك ولادة الإنسان في أرض مدينة أو دولة تكون هذه المدينة وهذا البلد هو الوطن، لايمكن وجود وطن بدون وجود انسان وارض، الشيء المهم بالوطن هو الإنسان بالدرجة الأولى، ورد حديث عن الرسول محمد ص حب الوطن من الإيمان، لذلك حب الوطن لا يمكن وصفه بكلمات، حب الوطن لا يعادله شيء في الحياة الدنيا، وواجب المواطن الدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس.
وردت أحاديث نبوية مروية عن رسول الله ص وعن الأئمة من آل بيت رسول الله ص تحث الناس بالدفاع عن الوطن والدين وتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولنا بعهد الإمام علي بن ابي طالب ع إلى ولاية مالك بن الاشتر عندما ولاه مصر، نضع إليكم جزء من هذا العهد والذي بمثابة نصوص دستورية وضعها المشرع الإمام علي بن أبي طالب ع في أحكام،( وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم).
الشيعة رغم تعرضهم للاضطهاد والقتل والذبح والافتراء عليهم ولنا في أكاذيب البعثي الطائفي عديم الضمير والانسانية المدعو ( علي الكاش) والذي ألف كتاب ضخم جمع به كل الأكاذيب التي نسبت للشيعة كذبا وبهتانا، ووصف حتى المواطنين العراقيين الشيعة الكورد الفيليون بالقول أنهم فرس ولم يكونوا من ابناء العراق، وطعن في نسب عشيرة البومحمد العزاوية العربية الأصيلة لكونهم شيعة.
رغم حملات تكفير الشيعة وقتلهم، لكن ثبت بالدليل ان الشيعة يدافعون عن الأوطان ولنا بقضية وقوف الشيعة مرجعيات وقيادات وأفراد وعشائر عربية بالعراق والبحرين والأحساء واليمن ولبنان وسوريا في التصدي للقوات البريطانية والفرنسية الغازية، واستشهد مراجع الشيعة في معركة الشعيبة يالبصرة، بينما كان مفتي مكة شريف حسين زعيم العالم العربي السني متعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية الغازية، التاريخ سجل أسماء شيوخ القبائل العربية الشيعية بالجنوب والوسط قاتلوا القوات البريطانية الغازية من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩١٧ لم نجد اسماء شيوخ قبائل عربية سنية قاتلت قوات الاحتلال البريطاني والفرنسي، وجدنا مفتي مكة تعاون مع قوات الاحتلال واصدر فتوى طلب من الضباط والجنود العرب السنة في ترك الجيش العثماني والالتحاق في ميلشياته بالحجاز بقيادة نجله فيصل الأول ليرسلهم إلى احتلال دمشق وسوريا وتسليم دمشق وسوريا للقوات الفرنسية التي كانت تحتل لبنان منذ بداية القرن التاسع عشر اي بتاريخ ١٨٣٠ كانت فرنسا تحتل جبل عامل لحماية المسيحيين من إبادة العثمانيين لهم، نعم بعد نكث بريطانيا لاتفاقها مع العميل مفتي مكة وعدم إعطائه مملكة للعرب هو يكون ملكها، وبدأت مسرحية ترسيم حدود مستقلة، شارك السنة في مقاومة الاحتلال مثل ثورة العشرين والثورة العربية الكبرى التي قادها الشيعة العلوية والدروز في سوريا من خلال السلطان الأطرش والشيخ الشيعي العلوي صالح العلي، مشاركة السنة كان الهدف استلام السلطة في البلدان العربية الجديدة المستقلة.
الوطن والدفاع عنه لدى الشيعة واجب مقدس، وكذلك الانتماء للوطن فخر واعتزاز، ووسام على صدر كل الناس،
الشيعة دافعوا عن الأوطان بارواحهم واموالهم لكن الأوطان التي يحكمها الاوباش والحقراء والخونة مع عملاء الاستعمار واراذل البعثيين سلبوهم حق المواطنة والعيش بكرامة، اعدم ثلاثة ملايين شيعي وكوردي بمقابر صدام الجرذ الجماعية لاسباب،مذهبية وقومية، كل الضحايا لا تصل عقوباتهم أن كانوا مخطئين، السجن يوم واحد أو يومين وليس الاعتقال والتغييب ووضعهم في مقابر جماعية بدون ذنب أو سبب مقنع.
بعد سقوط نظام البعث من طالب بجلاء المحتل هم مراجع الشيعة، ومن حمل السلاح لمواجهة داعش والقاعدة هم الشيعة، ودافع الكثير من شرفاء الشيعة من كتاب ومثقفين عن الوطن العراقي في ساحات الإعلام للتصدي إلى هجمات الفيالق الإعلامية الضالة والمضلة، تصدى شرفاء الشيعة وانا واحد منهم لاقذر هجمة طائفية شوفينية ضد العراق الجديد وبدون أي مقابل، بل هناك من تضرر من نظام صدام الجرذ ومن هذآ النظام الجديد بسبب غباء الطبقة السياسية الحاكمة التي حكمت بعقلية فردية وليست بعقلية جامعة، الدفاع عن الوطن هو جهاد مقدس، المواطن يقدم دمه للدفاع عن الوطن بل ويعمل على المحافظة على الأمن والاستقرار والعمل على أن يكون المواطن عنصر فعال في البناء والعمل والدراسة.
لكن على الوطن واعني الساسة الحاكمين أن يشرعوا قوانين عدالة اجتماعية تضمن حقول الكل والكف عن تقسيم المجتمع العراقي الى طبقات مستفيدة لان هذا التصرف الأحمق هو الذي جعل الحاضنة المجتمعية تنفر من الأحزاب السياسية الشيعية العراقية،
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
12/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha