نعيم الهاشمي الخفاجي ||
ابتليت البشرية وعبر تاريخها بكثرة الحمقى والمرضى النفسانيين، وخاصة في زماننا هذا عندما أتيحت وسائل الاتصالات وأصبحت كل الأخبار بمتناول اليد، بظل الثورة العالمية في مجال الاتصالات ودخول الانترنت إلى بيوت الناس، إذا كنا سابقا نلتقي في احمق في مقهى أو في جلسة أو في مدرسة أو جامعة، يمكن تجنبه، أما الان الحمقى أصبحوا محللين وكتاب وصحفيين وأصحاب رأي، الفيلسوف الكبير استاذ الفلاسفة والموحدين من كل الديانات والملل الإمام علي بن أبي طالب،يقول «لا تجادل الجاهل كي لا يغلبك في جهله، وفي قول آخر ما غلبني إلا جاهل».
اليوم أصبحت حياتنا مهيئة لكي تسمع الأحمق الجاهل، بل تجد جماهير مليونية مؤيدة إلى هذا الأحمق المصاب بمرض نفسي، في بداية معارضتي لنظام البعث المقبور، جمعتني الظروف مع آلاف العراقيين بمختلف المستويات، من علماء ومثقفين وأصحاب شهادات ضباط وشيوخ عشائر محترمين وشعراء وأدباء، وأيضا جمعنا الزمان مع أشخاص مرضى نفسانيين وحمقى، بعد خروجي من المعتقل الذي وضعنا به أشقائنا العرب، وجدت بعضهم أصبح كاتب والبعض الآخر سياسي يشرق شرقا وغربا ويذهب شمالا وجنوبا، في كل عزاء تجده في المنتصف، صوته عالي وأفعاله لاشيء.
هناك حقيقة كلما تدخل في جدال مع السفيه، كلما ينتقص من قدر الإنسان الشريف، ربما الانسان الشريف يضطر لاستعمال كلمات غير لائقة، وربما تضطر للرد على طائفة ومذهب ديني بسبب أكاذيب شخص يقدم نفسه كاتب ومثقف ومؤلف كتب احمق طائفي نتن، لذلك في هذه الحالة نضطر للرد عليه وبلا شك من باب تفنيد اكاذيبه نضطر لذكر مساوئ و أخطاء ارتكبها رموز وقادة الطائفة التي ينتمي إليها هذا الأحمق الارعن المتشبع في الأحقاد البعثية الطائفية الوهابية التكفيرية.
حتى عندما ارد على سفيه لم ولن اذكر اسمه، بل عندما أذكر اسمه يعني امنحه غرور زائف يعتقد إنه بكتاباته واكاذيبه قد هدم مذهب الشيعة الروافض بحد ما هو يعتقد، ههههه شر البلية مايضحك، رحم الله الدكتور الفلسطيني أسعد وحيد القاسم مؤلف كتاب حقيقة الشيعة الاثني عشرية قال إن مذهبا يثبت أحقيته من كتب اعدائه أحق أن يتم اتباعه، هذا الدكتور وزعت له السفارة السعودية كتب تتهجم على الشيعة، والرجل بحث عن الشيعة وبالاخير تشييع عن قناعة، وألف عدة كتب قيمة فند كل الأكاذيب التي يحاول لصقها المتطرفون في الشيعة.
عندما نتصفح صفحات المواقع الالكترونية وتطبيقاتها، نجد كتابات هنا وهناك يقوم كاتبيها في الافتراء والكذب بطرق غير شريفة تكشف معدن ورداءة وهمجية هذا الكذاب، وخاصة إذا كان من تربية مدرسة صدام جرذ العوجة ومعها فكر وهابي تكفيري يجيز حتى توسعة الأدبار لتنفيذ عمليات انتحارية، نعم هؤلاء الحمقى عندما يرفعون شعارات طائفية فهم رغم انهم إلا شرذمةً من المهتوكين البعثيين الطائفيين لكن لهم بالتأكيد جمهور من البهائم المفخخة الخليجية التي تؤيدهم، رغم ذلك فهم بطريقهم إلى الانقراض، هناك تحولات كبيرة بالعالم والمنطقة العربية، أصبحت الدول تبحث عن مصالح اقتصادية، الصين والهند خلاف مستدام منذ نشوء جمهورية الصين الشعبية، لكن الان في مجموعة بريكس هناك توجه صيني هندي لحل الخلاف بشكل نهائي.
في الفلسفية، توجد طرق تعليم الحوار منها صناعة الكذب، لذلك نحن لم ولن نتفاجئ في إصرار الكثير من اراذل البعثيين والطائفيين في أتباع أساليب الكذب وخلق الجدال العقيم الغاية التغطية على حقارة واجرام طائفيتهم التي يؤمنون بها للنخاع.
أساليب صناعة الكذب التي اتبعها اراذل البعثيين والوهابيين غايتهم في هذا السلوك الذميم يخدعون جماهير مكونهم لعدم معرفة الحقيقة، والغاية نشر الأكاذيب والتدليس، حتى أن بعض هؤلاء الاراذل يعتبرون أنفسهم عباقرة زمانهم، بل إن هؤلاء الحمقى استبدلوا الكلمة الشريفة بالسيئة والصدق بالبهتان والشجاعه بالغدر والخيانة، جمعية علماء علم النفس الامريكية (American Psychological Association; U.S.A) عملت بحث حول الجدال عام 2020، تطرقت فيه إلى آثار الجدال السيئة على المجتمع.
وقد خلصت الدراسة إلى أن مجادلة السفهاء يؤدي إلى مشكلات نفسية كثيرة، ويؤثر أحياناً في قدرة البشر على محاكاة المنطق والتفكير بطريقة سويّة.
لذلك واجبنا أن نكتب مقالات تحتوي على معلومات مفيدة لإفشال محاولات اراذل فلول البعث وهابي من أخوة صابرين الجنابي، علينا أن نتسلّح بالعلم والمعرفة وعلينا أن نضع الحروف على النقاط، حتى لا تكون بيئتنا المجتمعية، واعني ابناء الوسط والجنوب العراقي، أن يكونون لقمة سائغة على موائد من يدّعون الثقافة والرأي السديد من حثالات البعث وهابي، وأن نكون مستعدين لفضح هؤلاء وتعريتهم.
نحن نعيش في حقبة زمنية مهمة وحساسة، باتت القوى الاستعمارية وذيولهم ينشرون ثقافة التفاهة ونشر مرض الحمق في مجتمعاتنا، التي للاسف تنتشر بكثافة في وقتنا الحاضر، ومن يريد أن يعرف نسبة وجودها في المجتمعات باستطاعته تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف الإلكترونية أو مشاهدة قنوات فلول البعث وهابي، يقرأ ويسمع ويشاهد محتويات مليئة بالأكاذيب، بل من الحماقة اتهام الآخرين بما ليس فيهم، عن الامام علي ع، الحمق أدوأ الداء، وفي قول اخر، الحمق داء لا يداوى ، ومرض لا يبرأ.
لذلك هناك حقيقة علينا ان نعترف بها أن العدو الأحمق نعمة لا يقدرها إلا من عاشها، إنه بحمقه يَنفَعك من حيث أراد مضرتك، ويَضُرّ نفسه من حيث أراد منفعتها، ويُكسِبك تعاطف الناس، ويُعَرّي نفسه بنفسه دون أن تلوِّث يديك، ويُشعِرك بفضل الله عليك، ويُمتِعك وأنت ترى كيده يرتد إليه.
أنا شخصيا استفيد من أكاذيب القوى البعثية الطائفية التي تفتري على الشيعة، اكتب ردود عليهم اقوم بكشف ماهو مستور في كتب التاريخ، من رضاعة الكبير، إلى الجرائم التي حدثت خلال إجرام هؤلاء الأعراب بتاريخهم القديم والحديث، انا جدا سعيد عندما أرى كتاب ومثقفين وفلاسفة مصريين يأخذون مقالاتي التي انشرها بالصحف العراقية ويتبنون ارائي في فضح الاجرام والقتل ومضادات الحضارة والتعلم.
بلا شك ان للحروب دوافع واسباب، ابن خلدون صنف دوافع الحرب إلى دافعين، دافع العدوان ودافع العدل، فحروب المنافسة والعدوان والطمع وهي الأغلب يقابلها وهي الأقل حروب الجهاد سواء كان جهاد الطلب أو جهاد الدفع، وكلا الحالتين تفترض وجود العدو، تقسيم الآخرين إلى أعداء وأصدقاء طبيعة إنسانية وسلوك نفسي من الصعب نزعه، وما يفرق مجتمع البشر عن مملكة الحيوان أن الأخير ليس لديه وسيلة لحل أي مشكلة في الغابة إلا العنف، ويرى كل جنس غيره عدواً له، بينما الإنسان المخلوق العاقل يستطيع أن يمارس عداوته بأشكال متعددة آخرها العنف.
يقول فرويد، لذا فكما يعتقد فرويد أنه من العبث محاولة التخلص من العدوانية، ولكن يمكن صرفها في قنوات تمنع تحولها إلى حرب.
المستشار السياسي لغورباتشوف بعد سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة إذ قال مخاطباً الغرب، سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو.
لكن رغم تلك الخدمة الجليلة لتجنيب العالم ويلات الحروب، لكن قوة استعمار القطب الأوحد طغت واستكبرت وتريد إخضاع الجميع لها بالقوة و بالترغيب والترهيب، لكن بلا شك هذه الحماقة تنقلب عكسيا، ليس كل شعوب العالم تقبل بالذل والمهانة، العالم يتسع لكل بني البشر، لكن عندما يقود العالم قادة حمقى فبلاشك يشعلون الحروب ويدعمون عصابات الذبح والقتل، تسقط دماء بريئة بدون أي ذنب تقتل سوى الانتماء إلى مذهب أو قومية أو دين، إنه الجهل والانحطاط الأخلاقي وغياب الضمير الإنساني والأخلاقي.
بكل الأحوال هذا هو قدرنا ابتلينا بعدو وشريك في بلدنا العراق غير شريف ويعمل الموبقات ويتاجر بكل مالديه ولنا بقضية المتاجرة بفرج صابرين الجنابي لكسب مكاسب سياسية على حساب القيم والأخلاق، من حق الناس اختيار وإعتناق أي دين ومذهب، بل إن كل الديانات والمذاهب تتجه نحو خالق عظيم رحيم رؤوف ودود، لكن بلا شك من اختار الطريق الذي أراده الله عز وجل وبلغ عنه رسول الله ص ووضح الحقيقة للجميع وما ينكر ذلك التوضيح الجلي إلا أعمى بصيرة، من ينتهج طريق الحق يكون هو المفضل والفائز في يوم الجزاء الأوفى.
في الختام حياة الإنسان قصيرة جدا لاتستحق أن يعادي بعضنا البعض الاخر، انا شخصيا لم ولن ارد على رفيق درب ربما أساء لي، اعطيه الحق لأنه ربما لا يعرفني من قريب، لذلك ردودي مختصرة على اراذل البعثيين الذين يجمعون قذارة البعث ونتانة الفكر الوهابي التكفيري دون غيرهم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27/8/2023
https://telegram.me/buratha