حسام الحاج حسين ||
القضية الكردية ببساطة ( مستنقع عرقي ) صنعه الأستعمار واتفاقية (سايكس - بيكو ) وقامت الدوائر الغربية والشرقية بتغذيته على طول التاريخ كلا حسب قياسات المصالح الخاصة به ،،! وقد تنقل هذا الملف من المعسكر السوفيتي في ايام الحكومات الملكية المدعومة من الأمبريالية البريطانية ،،! الى المعسكر الغربي في ايام الحكومات الأشتراكية المدعومة من السوفييت ،،!!
وبعد قيام دولة إسرائيل ظهر هذا اللاعب الجديد و اخذت الدولة العبرية تبحث عن توظيف الأقليات كورقة ضغط لأضعاف الحكومات المركزية ومنهم الأكراد ،،!!
تأسست الدولة الكردية في ايران بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما احتل الروس شمال ايران . وقامو بدعم الأكراد وتم تاسيس جمهورية مهاباد في عام ١٩٤٦ ولم تدم سوى اشهر بعدما انسحب السوفيت بضغط من الولايات المتحدة ومقابل وعود من الإيرانيين بالاستثمارات النفطية في قزوين لصالح الروس ،،! ففي ١٥ من ديسمبر ١٩٤٦ م دخلت القوات الإيرانية مهاباد وبمجرد وصولهم إلى هناك، أغلقوا المطبعة الكردية وحظروا تدريس اللغة الكردية وأحرقوا جميع الكتب الكردية بما فيها المدرسية. في أذار مارس ١٩٤٧، شُنق قاضي محمد في مهاباد بتهمة الخيانة.وانتهى الحلم الكردي ،،!!
وكان الأكراد في الجانب العراقي لديهم مساحة من الحرية اكثر من بقية الأكراد في ( ايران و تركيا و سوريا ) حيث شارك الأكراد في ثورة العشرين ضد الأنكليز كما كان لهم دور في بناء المؤسسات الوطنية في العراق في العهد الملكي ،،!! مع هذا الأنصهار الوطني لكن مازال الحلم الكردي يراود بعضهم في الذاكرة والوجدان والأدب والشعر الكردي .
حتى عام ١٩٥٨ والذي غير العراق من نظام ملكي حليف للغرب الى نظام قمعي شمولي يقوده العسكريتاريا المدعومة من الشرق ،،!
الحلم القديم اصبح مرافقا للأكراد منذ رسم الخرائط السياسية في المنطقة وكذلك كان الحال عند اي تغيير سياسي طارئ مثل انقلاب عام ١٩٥٨ فقد اعاد الزعيم قاسم الملا مصطفى البرزاني من منفاه في اذربيجان السوفيتية الى بغداد ،،!
في ظل العودة الكردية للمشهد السياسي العراقي وبفضل هذه السياسة بات الأكراد لاعبين مهمين في المعادلة العراقية والإقليمية ايضا ،،!وكانت العلاقة مع بغداد تتوتر وتصل الى الأقتتال احيانا وفي حين اخر يصلون الى اتفاق للحكم الذاتي كما في بيان اذار لكن المشكلة الكبيرة التي تقف ضد الأستقرار والحل النهائي هي مدينة غنية بالنفط تسمى ( كركوك ) ،،!
بعد سقوط النظام البعثي على يد الولايات المتحدة ظهر تغيير جوهري في مسار الأحداث الميدانية على الأرض وبدأ يرسم خريطة جغرافية جديدة هي في صالح الهوية الكردية…!!
عزم لم يقطعه الفشل والحروب والقتل والتهجير والتطهير العرقي ،،!!!كثيرة هي المخاوف والهواجس لدى المكونات والقوميات في كركوك وعلى رأسهم الأكراد اصحاب الذاكرة الغنية بالأحداث ،،!
القصة لا تبدو في فصلها الأخيرة كما هو واضح ،،!!فالمواجهات التي حدثت بكل سياقاته لن تكون الأخيرة ،،!بل يؤسس لانطباع راسخ في المدينة أن كرة الثلج مازالت في طريقها لأن تكبر ،،!! قبل ان تحسم هذه المعضلة بالقوة أو التسوية السياسية ،،! ويأمل القلقون ألا يتحول التوتر إلى حرب أهلية في كركوك تبدأ منها ولاتنتهي عندها بل تتجاوز حدود العرقية والقومية والمذهبية ربما سيصل لهيبها الى الداخل العراقي وربما الخارج ايضا ،،!!!
حسام الحاج حسين
مدير مركز الداكرة الفيلية
https://telegram.me/buratha