مازن الولائي ||
١٠ ربيع الأول ١٤٤٥هجري
٦ مهر ١٤٠٢
٢٠٢٣/٩/٢٦م
الشهرة وذياع الصيّت لأي إنسان هي مكّمن خطر يمكن أن يطيح بكيان وشخصية الإنسان على المستوى المادي والمعنوي! ومن هنا نجد الدين، والسماء، والعقيدة الحسينية تحث على الترابية والتواضع والبعد عن الأضواء! ولعل في الحديث وروايات أهل البيت عليهم السلام ما يكفي ليكون معضدا لكلامي، فعن الإمام الصادق عليه السلام 《 الشهرة خيرها وشرها في النار 》لكافي: ٦ / 445 / 3.
ويقول: أمير المؤمنين عليه السلام 《 ما أرى شيئا أضر بقلوب الرجال من خفق النعال وراء ظهورهم 》 تنبيه الخواطر: ١ / ٦٥.
وقد رأينا علمائنا كيف انهم يهربون من الشهرة والمديح وثناء الناس عليهم رغم أن الكثير من مواقف المدح تستحق ذلك! لكن لأنهم يعرفون مزالق الشهرة والشيطان المتربص بمن ترد عليه هذه الشهرة وتخرّب به النفوس! مهما كان ذلك المشتهر كاتبا، صحفيا، عالما، خطيبا، رادو، وغير ذلك! بل مطلق الشهرة التي لا يقابلها ورع وتقوى ومخافة الله تعالى تمنع صاحبها من الزهو بنفسه والاعتداد بها! ولله در أمامنا الخُميني العظيم وهو على قدري خطره وعلمه وعرفانه وما حققه من حلم الأنبياء كان صارما حد السيف مع من يحاول مدحه ولا ننسى موقفه مع آية الله العظمى المشكيني وكيف وهو كان قد أستخدم كلمات مدح طبيعية لما هو إنجاز واقعي حققه روح الله، لكنه انزعج وغضب ورد بقسوة وقوة على المشكيني منبها اياه على أن الشيطان لم يمت وأن أرواحنا مبتلية بحب الذات والانا! هذا روح الله إذا ما وزن أعمالنا التي نعتقد أنها كل شيء وفوق ما قدم أهل العطاء الحقيقي؟!
( وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ) الإسراء ٣٧ .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha