محمد غدير الصحراء..
مازن الولائي ||
١١ ربيع الأول ١٤٤٥هجري
٧ مهر ١٤٠٢
٢٠٢٣/٩/٢٧م
إنها الصحراء ولهيب هوائها الحار، وزمجرة القوافل التي تقرع طبول وصولها، كل قافلة لها لحن معين تخبر عن قدومها! ومخازن النبيذ تملأ الجوار، وصيهل خيول التسباق والقمار يسمعها من في قلب الصحراء! وفي الليل الغانيات والدفوف تضرب والنساء في متناول أيدي الباذخين زنا وسفاح وسمسرة واغتصاب!
الصحراء التي تنتظر مطرا تشعر أنها على موعد معه، قطر يحمل ما يبل خدود الرمال المتصحرة هضابها ورمالها المتحركة، وبلحظة تتجمع الغيوم ويسوق الهواء الحوامل منها إلى حيث مكة الشاحب لونها جراء تفشي كل ألوان المنكرات! وطغاة لا يعرفون من المعروف شيء ورؤوس أموال توقد شموعها على أنيّن الفقراء والمسحوقين والذين لا يملكون أبنائهم ولا الزوجات! أمة هائمة في فناء مكة لا تعرف غير الفوضى العارمة! والبيت، البيت ينتظر هو الآخر من ينقذه من سطوة المتعاقبين على ما تحكي قيمه والمبادئ والمثل الذي لم يبقى منها شيء إلا بقايا دين التوحيد الذي بقي عش يحمي بذور الرحمة ومن سينزل غيث على المضطرين والمقهورين..
محمد وأول صرخات نزوله بين حجر آمنة التي كانت قاروة انتخبتها السماء لتكون له، والضياء يملأ المكان وبعض من بني هاشم ايديهم على قلوبهم، خوفا على ذا المولود الذي سبقت بركاته كل بشائر الولادة.. أنه البشير النذير ومن سوف يزرع الأغصان والورود في قاحلة لم تعرف الهدوء والرحمة قبل هذا المولود ..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha