مازن الولائي ||
٣٠ ربيع الأول ١٤٤٥هجري
٢٤ مهر ١٤٠٢
٢٠٢٣/١٠/١٦م
العالم كله ومعه الكيان الصهيوني المؤقت يعيّشون الصدمة والذهول مما أحاط ما يقرب على أكثر من الفين أو ثلاث مقاوم ومجاهد قاموا بهذه "المهمة" الخطيرة والنادرة في كل تفاصيلها المتشعبة والمعقدة للان على فهم خبراء التحليل والتفسير!
وحقهم في ذلك! نحن في زمن أصبحت السرية والكتمان الممدوح من أصعب الأمور، بل الإختراق وتفشي الأسرار بطرق كثيرة ومتنوعة وثغرات تفاديها جدا صعب! كيف لمهمة مثل مهمة "طوفان الاقصى" احيطت بمثل هذه السرية؟! ونحن نعرف طبيعة الإنسان الثرثار، بل وطبيعة تفاخره حينما يكلف بمهمة خاصة إذا منع من إفشائها على قاعة "كل ممنوع مرغوب" والسؤال منْ هؤلاء الذين كتموا أنفاس أسرارهم حتى عن عوائلهم وساروا بمنحى مغلق معتم لا يراه إلا هم عبر عيون التكليف، والعقيدة، والإيمان الذي علمهم "كتمان السر" بهذا النحو الصااارم والدقيق! أنها عقيدة المجاهد الذي يخشى الله في الأسرار وتحملها كما يحمل فقه الصلاة التي يعلم عدم قبولها يعني عدم قبول الأعمال بعدها.
قاعدة المجاهد "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" والعلّة نوع الإيمان الذي ورد بوصف المتقين الذين فقط هم من يتحملون ذلك السر المصون مع طول فترة تدريب في بلد غير بلدهم وسفر ومخالطة وظروف تحمّلها دون الافشاء ولو قليلا أمر صعب 《 فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ وَحَزْماً فِي لِينٍ وَإِيمَاناً فِي يَقِينٍ وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ وَعِلْماً فِي حِلْمٍ وَ قَصْداً فِي غِنًى وَخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ وَتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ وَطَلَباً فِي حَلَالٍ وَنَشَاطاً فِي هُدًى وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَلٍ يُمْسِي وَهَمُّهُ الشُّكْرُ وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكْرُ يَبِيتُ حَذِراً وَيُصْبِحُ فَرِحاً حَذِراً لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَا تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا تُحِبُّ قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيمَا لَا يَزُولُ وَزَهَادَتُهُ فِيمَا لَا يَبْقَى يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ ..》
نعم هذه التربية الروحية والدروس الثرية التي تلقوها - المجاهدون في فلسطين - هي التي جعلت أرواحهم تتعبّد كما العبادات الأخرى تتعبد في كتمان تلك المهمة التي تسالمت عليها عقول وأرواح عرفت كيف السبيل الى رضاه ..
روي عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ ولَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ يَكْتُمُه صَاحِبُه إِلَّا بِإِذْنِه إِلَّا أَنْ يَكُونَ ثِقَةً أَوْ ذِكْراً لَه بِخَيْرٍ"
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: "يُحْشَرُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ومَا نَدِيَ دَماً فَيُدْفَعُ إِلَيْه شِبْه الْمِحْجَمَةِ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَيُقَالُ لَه هَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِ فُلَانٍ فَيَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ قَبَضْتَنِي ومَا سَفَكْتُ دَماً فَيَقُولُ بَلَى سَمِعْتَ مِنْ فُلَانٍ رِوَايَةَ كَذَا وكَذَا فَرَوَيْتَهَا عَلَيْه فَنُقِلَتْ حَتَّى صَارَتْ إِلَى فُلَانٍ الْجَبَّارِ فَقَتَلَه عَلَيْهَا وهَذَا سَهْمُكَ مِنْ دَمِه"
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha