المقالات

الانتخابات و عدوى التزوير

1030 18:13:00 2008-11-09

( بقلم : د. نزار كامل الحلي )

من مقومات النهوض بالواقع الحضاري والانساني للمجتمع والدفع به الى اقصى درجات الرفعة والتالق هو بلوغ ذلك المجتمع حالة الملكة في ابداء رأيه بمطلق الحرية استنادا الى القناعة المترسخة لديه وليس على اساس المحاباة والمزايدات او المحاولات الرامية من بعض الذين وجدوا أنفسهم في المحافل السياسية سعيا منهم لشراء آراء الناس وقناعاتهم مقابل الأموال أو الوعود التي باتت كسراب يحسبه الضمان ماءاً , وأساليبهم التي يلوحون بها بين الفينة والاخرى بدلا من رسم برنامج سياسي وطرح رؤى مستقبلية بشان الوضع العراقي من شانها ان تساهم في تطور البلد , ومع قرب الانتخابات يلاحظ من بعض السياسين والاحزاب بدأ ببرنامج الدعاية الانتخابية ولكن لم يكن برنامجا دعائيا كما هو المالوف في جميع دول العالم وانما كان مخطط لا يمت لاصول الدعاية الانتخابية باي صلة , فمنهم من عمد الى تسخير الابواق الدعائية المرونقة والمزخرفة والاخر يغدق الاموال بلا روية تارة هذه الاموال يبتاع بها ارادة الناس وقناعاتهم واخرى يسخر بها من هو ساذج ومتفنن بالآعيب التزوير في اروقة صناديق الاقتراع وهذا خطر يهدد الجميع لانه يعتبر وجه اخر من اوجه الدكتاتورية لا بل من اوجه التعنت والتسلط والتي ان دلت على شيء انما تدل على العجز الكامل في اقناع المجتمع العراقي مسبقا من جهه وحالة النزق والانفعال المتولد لدى من لايملك مقومات اختياره من بين المرشحين ليلعب دور الاصلح من جهة اخرى ,

وهكذا الحال في ما رايناه في الكثير من دعاة حرية الراي والديمقراطية والتبجح بالمصطلحات الحضارية والمعيب ان منهم كان رئيس وزراء في يوم ما !! ومن حملة الفكر العلماني وشعارات التكنوقراط والوحدة .. والحرية ... والاشتراكية ..!! اليوم يلهث في بذخ الاموال ليسرق بها امال المظلومين والمحرومين على العكس ما نراه في بعض التيارات السياسية التي لها تمثيل حقيقي في الواقع العراقي ولها وقع في نفوس الشعب العراقي والتي لم تكن يوما ما تصادر جهود الناس والرجوع اليهم فقط في الانتخابات وغيرها , والذي يراقب برامجها بشكل دقيق يلاحظ انها لم تزيد او تغير من نمط التواصل مع القاعدة الجماهيرية قبيل الانتخابات بل بقيت بنفس السياق الذي كان في السابق وهذا ما يدل على ان ما كانت تقدمه من مساعدات من خلال بعض مؤسساتها الخيرية وتواصل دائم وحقيقي مع الطبقة المحرومة لم يكن دعاية انتخابية كما يفعل البعض ... وانما كان ضرورة ملحة اوجدتها تلك التيارات في سبيل ازاحة غبار الويلات التي قضت مضاجعهم طيلة الفترة المنصرمة وهذا ما يستدل به الى نصاعة ذلك التيار السياسي .ونحن ليس بصدد ذكر الاسماء لاننا لاندعم جهة دون الاخرى ولكن من موقعنا كسياسيين مستقلين ونرى من واجبنا الوطني اظهار الحقاق وبيان وجهة النظر الصائبة ازاء ما يجري في الساحة العراقية .

فحالة التزوير حالة لا تدل على الوعي الحضاري للمجتمع لما لها من افرازات ستخيب امالنا وتجعلنا نصفق الاكف اسفا – لا سامح الله - لذا يجب علينا كاناس نكترث بالوطنية ولا نفرط بها بان نفوت الفرصة على الذين يريدون التلاعب والتزوير بارائنا وقرارنا في هذه الانتخابات المصيرية التي تعتبر ثمرة جهد العراق فيجب ان نقتطف هذه الثمرة بحكمة ووعي ودراية تامة فضلا عن المشاركة الفاعلة في الانتخابات رغم التحديات المحيطة بنا ونضع نصب اعيننا الاصلح ... والاكفا .. ضمن معايير وموازين ونمنحه بذلك اختيارنا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك