المقالات

أتركوا الأمر لأهله

1024 14:16:00 2008-11-10

( بقلم : السيد علي الياسري )

في رحلة من بغداد إلى ميسان اجتمعت مجبوراً بأحد سياسيي هذه الأيام الذين يزجون أنفسهم في أمور تضر ولا تنفع وهم يحسبون أنهم يفعلون خيرا, ولكثر ما تحاشيت أن أتجاذب أطراف الحديث مع مثل هؤلاء.. لأنك لو تكلمت معهم فسوف لن تخرج ألا بوجع الرأس , ولكن جهله العميق الذي يجعله يظن أنه عالم زمانه وتجريحه بالرموز السياسية دفعني للرد عليه ..  ففي معرض كلامه نسف جهود كل الخيرين الذين يسعون جاهدين للحفاظ على حقوق الشعب العراقي وقد أثارني أكثر حينما قال ماذا قدم المجلس الأعلى من مشاريع لصالح الشعب العراقي على سبيل المثال واليوم هو يتزعم قائمة الأئتلاف؟؟

وهنا لابد لحاجز صمتي أن ينكسر ولابد لكل إنسان يمتلك عقلاً سليماً وضميراً منصفاً أن يقول كلمته بحق هذا الكيان المقدس الذي أفنى وجوده في خدمة الشعب العراقي وأعطى القوافل تلو القوافل من الشهداء على مذبح الحرية غير أبه بألوان المخاطر والصعوبات التي واجهته ومازالت تواجهه جاعلاً المصالح العليا للشعب العراقي هدفه السامي ولم يتعامل مع الأمور وفق مصالح حزبية ضيقة حتى طفح على سطح العراق أشكال وألوان من الحركات والأحزاب والتيارات كل يدعي أنه من ذوي التاريخ وله عمق في الحركة الجهادية دون أن يخجل من هذا الإدعاء ولكن سيكشفهم التاريخ أنشاء الله ويظهر زيف أدعائاتهم وكذب أحدوثتهم ..

وهنا أجبته : قبل أن تطرح مثل هكذا سؤال أجبني أي مشروع طرحه المجلس الأعلى لم يكن في صميم المصالح العليا للشعب العراقي وأن لم تكن الصورة واضحة وجلية لك اليوم فحتماً ستكون واضحة للجميع غداً , وهنا أستغرب من دفاعي عن جميع مشاريع المجلس الأعلى بدون استثناء فقال : أراك تتكلم بإجمالية عن مشاريع المجلس الأعلى وسياساته وهل أن الفيدرالية التي تدعو إلى تقسيم وحدة العراق هي من المصالح العليا للبلاد!! فقلت له بثقة عاليه نعم من أبرز مصاديق المصالح العليا للبلاد هو مشروع الفيدرالية والأقاليم لأن هذا هو التكوين الطبيعي للبلد فالعراق يتكون من الكرد والعرب السنة والعرب الشيعة والأقليات أخوة متعايشين في بلد واحد لا ضير أن يكونوا كذلك في بلد فيدرالي يحفظ فيه كل مكون حقوقه السياسية والاقتصادية بل على العكس أنا أرى أن الضمانة الحقيقية لبقاء العراق موحداً هو أن لا يشعر أي مكون من مكونات الشعب العراقي أنه مغبون ومسلوبة حقوقه كما عاشت شيعة العراق على مدى حقب زمنية طويلة وهي تعاني من الحرمان من أبسط حقوقها بل أراد النظام الصدامي أن يسلبهم حتى حق العيش على أرض العراق فأعدم الكثير وهجر الأكثر وجعل من أرض العراق بقعاً سوداء من المقابر الجماعية لأهل الجنوب.

وهنا قاطعني كأنه شعر بصعوبة موقفه وأراد أن يحتمي بأعذار أن دلت على شيء أنما تدل على عن عميق جهله وحقيقةًٍ قالوا (( الناس أعداء ما جهلوا )) .. حيث قال : الأقاليم تجعل فلاناً محافظاً وفلاناً مسؤولاً يتسلطون على رقابنا وقد فعلوا كذا وكذا ..فقلت له وهل أن مشروع الفيدرالية والأقاليم سيكون حكراً لفئة أو تيار معين ؟؟ أولم تعلم أن هذه الوجوه سوف تتغير بإرادة الشعب وبصناديق الاقتراع والشعب هو الذي سيبقي الخيرين ويبعد المفسدين من مواقع القرار والباقي هو المشروع الذي يحمي حقوق كل طبقات المجتمع فإذا كنا غير راضين عن فلان محافظاً أو فلان مسؤولاً فما علاقة هذا بمشروع سيخدم أجيالنا سنين طوال؟

وهنا أراد الهروب ليجد ثغرة أخرى يرمي فيها جهله وقلة وعيه حيث قال وما تقول بالاتفاقية الأمنية أولم يعد تنازلاً لأمريكا وتسليطها على الشعب العراقي أي مصلحة العراق في هذه الاتفاقية ؟؟  فقلت له عجباً وما دور المجلس الأعلى في هذه الاتفاقية أكثر من المطالبة بمصلحة العراق وشعبة ....ومن هو الطرف الأصعب في هذه المعادلة وهل تعلم كم بذل المجلس الأعلى من جهود من أجل الخروج باتفاقية تعيد للعراق سيادته المسلوبة منذ عام ( 1990 ) هل تعلم أنت أن العراق حالياً تحت وصاية الأمم المتحدة وليس له سيادة كاملة وبهذه الاتفاقية سيتم أخراجه من البند السابع وينال سيادته... والمجلس الأعلى وقف وتحمل كل الصعاب من أجل أن تكون الاتفاقية في صالح الشعب العراقي ولا تمس سيادته ومازال في دور المدافع ولن يقبل بالاتفاقية ما لم تكن تحفظ سيادة وهيبة العراق وحكومته الوطنية المنتخبة ..

ولتعلم أن المجلس الأعلى ورجالاته أحرص من الجميع على استقلال العراق وسيادته ولا تربطهم أي مصالح مع أمريكا أو غيرها ولكن وضع النظام المقبور العراق بين جبال من التراكمات السياسية والاقتصادية أبتلي بها السياسيون الموجودون الآن في السلطة وأبرز هذه التراكمات هو وجود العراق تحت وصاية الأمم المتحدة أي ( ما يسمى بالبند السابع ) ووضع العراق أيضاً تحت الوجود الأمريكي أو دول التحالف والتعامل مع هذا الوجود ليس بالأمر السهل وخلف كذلك جيوش من الإرهابيين من البعثيين والتكفيريين مما جعل أرض العراق ساحة مفتوحة لقوى الشر من مختلف البلدان وكذلك ترك جبال من الديون التي من شأنها أن تجعل العراق بلد ضعيف لسنين طوال فوق كل هذا أصبح العراق مسرحاً لصراعات إقليمية ودولية..

تحت كل هذه الضغوط وأمثالك يطلبون من السياسيين أن يكون لهم عصى موسى ( ع ) فيقولوا للشيء كن فيكون!!المشكلة تتجسد بعدم الرؤيا الواضحة لدى الشارع بمدى المعاناة التي تعاني منها الحكومة فليس الكل أصدقاء سواء الذين جاءوا من أجل تحرير العراق أو الذين تحت قبة البرلمان فالكل يتصارع في العراق من أجل تحقيق مصالحه الشخصية ومن بين كل هذه التجاذبات أنبرء السياسيون المخلصون في المجلس الأعلى من أجل رفع راية المصالح العليا للعراق متناسين حتى أمورهم الشخصية متحملين أشكال المعاناة والمخاطر وأن أمثالك لا ينظرون إلى كل هذا بل ينظرون الى نوع السيارة التي يستقلها المسؤولون في المجلس الأعلى أو الى الحماية التي تحيط بالمسؤولين ولا يعلمون أن رموز المجلس الأعلى مستهدفة من قبل تيارات كثيرة تريد الخراب للعراق وقد حدث الكثير من هذا القبيل وأستشهد الكثير فبدل أن نستكثر عليهم الحماية ونوع السيارة التي يستخدمونها في حركتهم يجب علينا أن نكون لهم درعاً وحمى لأنهم يرسمون لنا ولأجيالنا مستقبلاً زاهراً خالياً من الظلم والدكتاتورية البغيضة التي عانينا منها سنين طوال وأعطى المجلس الأعلى ورمزه الكثير من الشهداء ومازالت قوافل الشهداء تبحر من هذا الكيان المقدس .. فإذا كان لابد لك أن تستكثر شيئاً على خط شهيد المحراب الذي روى بدمه الطاهر أرض العراق من أجل أن يرسم البسمة على شفاه الأطفال ويمسح الدمعة من عيون اليتامى والأرامل فيجدر بك وبأمثالك أن يستكثر عليهم الشهادة وكثرة القوافل التي سارة من هذا الخط الشريف على خطى أبي الأحرار أبا عبد الله الحسين (( عليه السلام )) .

وهنا لم يعد لديه ما يقوله فقلت له ...أليس من العدل وضع الشيء في محله وترك الأمر إلى أهله وأن نحمد الله ونشكره ليلاً نهار أن من علينا برجال مخلصين يجاهدون من أجل خلاص العراق وشعبه من حقب الظلم والدكتاتورية ويسعون الى نيل الحرية والاستقلال رغم كل صيحات التكفيريين والبعثيين والشركاء المغرضين الذين دخلوا في العملية السياسية بغية تحقيق مصالحهم الفئوية والطائفية .. فلله در الشرفاء المخلصين وجزاهم الله عن العراق وشعبه خير جزاء المخلصين..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك