الداخلية البحرينية’ تنشر فيلما تسجيلياً يحوي رواية مجتزأة لأحداث سجن ’جو’
قال رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع إن "حصيلة ضحايا التعذيب منذ احتجاجات العام 2011 حتى أيار/مايو 2015 بلغت 3586 ضحية تعذيب وسوء معاملة"، بما يكشف وجود سياسية رسمية معتمدة لدى السلطات في التعامل مع المعارضين السياسيين.وأضاف ربيع ان "استمرار هذا التعذيب يتبعه انعدام المساءلة الحقيقية للمتورطين في هذه الجرائم التي أودت بفقدان 20 مواطنا لحقهم في الحياة بسبب التعذيب"، ودعا المنتدى في رسالة موسعة الأمم المتحدة إلى إلزام السلطات البحرينية باستقبال المقرر المعني بالتعذيب اخوان مانديز وتطبيق الآليات المعتمدة في الحالة البحرينية. وأشار ربيع، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، إلى أن الحديث عن لغة الأرقام فيما يتعلق بالتعذيب في البحرين مفزعة ومخيفة وتكشف أن وراءها سياسة معتمدة تستند إلى عقيدة الانتقام من المطالبين بالحقوق الأساسية وفي مقدمتها الحق السياسي.
وخلافا لما تؤكده المنظمات الحقوقية حول جرائم التعذيب المرتكبة في السجون البحرينية، وسعيا منها لتبييض صورتها إمام السفارات والمنظمات الدولية، نشرت وزارة الداخلية البحرينية فيلماً تسجيلياً يتضمن روايتها لما حصل في سجن "جو" المركزي 10 مارس/ آذار الماضي.
ويظهر الفيديو لقطات اقتطعت من سياقها لتطور الأحداث في السجن تظهر المعتقلين في وضعية المعتدي على رجال الأمن أثناء الفلتان الأمني الذي ساد في السجن؛ لكن الوزارة استبعدت من الفيلم تماماً عملية إخضاع السجن من قبل قوات الشرطة، وإعادة السيطرة عليه. ولا يظهر الفيلم سوى أعداد من عناصر الأمن وهم في حالة التأهب، أو لحظة تسلقهم من أحد منافذ السجن، مع التركيز على الجرحى منهم.
واستثنى الفيلم جميع المشاهد التي تصوّر كيفية تعامل القوات المباشر مع التمرد والطريقة التي أعادت من خلالها الهدوء إلى السجن ثانية، كما استبعدت أي صور تبين الجرحى في أوساط المعتقلين، في محاولة لإبراز أن عملية السيطرة على السجن تمت بشكل نظيف.
سجن جو المركزي وعلم في هذا الإطار أن وزارة الداخلية البحرينية قامت بإرسال هذا الفيلم إلى جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في البحرين، وكذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الأخرى، في محاولة للتأثير على مواقفها، وقد أكد وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة أن "الفيلم تم إيصاله وعرضه على المفوض السامي لحقوق الإنسان" قبل أن يقوم الأخير بإصدار بيانه الذي وصفه بـ"الظالم".
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد قد وصف المعاملة السيئة التي يعاني منها المعتقلون السياسيون في سجن جو المركزي بـ"المعاملة المريضة".
وطالب خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ29 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف 15 يونيو/ حزيران 2015 بالإفراج الفوري عن المعتقلين على خلفية آرائهم السلمية والمدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha