أقدم الديكتاتور الخليفي هذا الاسبوع على ابعاد عدد من المواطنين بعد سحب جنسياتهم ظلما وتعسفا واجراما. فبالاضافة لكل من الشيخ حسين نجاتي والشيخ محمد خوجستة وحسين خير الله تم إبعاد كل من الدكتور مسعود جهرمي وابراهيم كريمي وعلي اسفنديار. وقد بلغ من اسقط الخليفيون جنسيتهم من البحرانيين اكثر من 250 مواطنا، فيما توسعت دائرة الاستنكار لهذه السياسة الاجرامية، فنددت منظمة العفو الدولية بها، وطرحت منظمات حقوقية دولية عديدة في جنيف مواقف تشجب هذا العدوان على السكان الاصليين البحرانيين. ويأتي سحب الجنسيات ضمن اجراءات عديدة اخرى يمكن اعتبارها، مجتمعة، مفردات لسياسة "الابادة" التي يعتقد الخليفيون المجرمون بضرورتها لاستمرار احتلالهم البلاد. هذا الاحتلال يزداد بشاعة مع مرور الوقت. وبلدا من انصهار الخليفيين في البوتقة الوطنية، ويصبحوا مواطنين كبقية السكان الاصليين (شيعة وسنة)، فانهم يتطلعون لتكوين وطن منقطع عن التاريخ ومنفصل عن ثقافة السكان الاصليين التي تمتد آلاف السنين، وتتصل بالسنوات الاولى لظهور الاسلام. انه صراع سياسي وحضاري و انساني بين طرفين: عصابة امتهنت القرصنة والعدوان والنهب والسرقة، وشعب متحضر تمتد جذوره في اعماق التاريخ ويتطلع لبناء وطن حر كريم تسير اجياله اللاحقة على خطى اسلافه من العلماء والفقهاء والشعراء. هذ التباين يقدم بعض التفسير لما تعيشه البلاد من احتقان سياسي وثقافي متواصل منذ مائة عام تقريبا. واذا كان آل سعود هم الظهر العسكري والاقتصادي الاقوى للعصابة الخليفية التي سلمتهم السيادة على البلاد، فان البريطانيين كانوا ماضيا وما يزالون حاضرا، مصدر الدعم الامني والسياسي لهذه العصابة، فكأن الخليفيين هم الولد المدلل للانجليز. هذا مع الاعتراف بان الشعب البريطاني يختلف في مواقفه ومشاعره ازاء شعب البحرين عن حكومته، فم اكثر المتضامنين والداعمين لنضال هذا الشعب. ويكفي الاشارة الى المناضل الراحل اللورد ايفبوري الذي ما فتيء حاملا قضية الشعب حتى الايام الاخيرة من حياته.
هل ستحقق السياسات الاجرامية التي يمارسها الخليفيون حلمهم باخضاع البحرانيين لسلطتهم؟ مسار الامور في العقود الخمسة الاخيرة يؤكد استحال ذلك. فسحب الجنسية والابعاد اجراءات فاشلة تؤكد الطبيعة الاجرامية لمرتكبيها وليس لها قيمة عملية. فمن المؤكد ان الضحية قد يصاب بصدمة، ولكن الشعور بالظلامة يتعمق في نفسه، فيسعى لرفعها بالمزيد من النشاط والعمل ضد الطغاة الخليفيين المجرمين. وتجارب الماضي البعيد والقريب تثبت ليس فشل هذه الاجراءات القمعية فحسب، بل تداعياتها السلبية على العصابة الحاكمة نفسها وداعميها. فالطاغية الجاثم على صدور الشعب يقوم بابعاد المواطنين، فاذا بالواحد منهم يتحول الى نار ملتهبة واعصار مزلزل ضد من يعتبرها سببا لغربته وسلب حقوقه الطبيعية ومنها الوطن والجنسية. وحين ينظر هذا الطاغية لذلك ينبري مطالبا باسترجاع المبعدين بدعاوى فارغة يكذب بها على نفسه، بانهم ارهابيون. وهنا تغيب عن هذا الديكتاتور ومريديه ادنى مستويات الحصافة. فما الذي يتوقعه من شباب محروم من ادنى حقوقه؟ وكيف سيتصرف المبعدون ظلما ازاء نظام حكم فاسد فرق شملهم وحرمهم من ابنائهم واهلهم؟ الامر المؤكد ان الحرب بين الطرفين تتوسع حتى تلتهم الظلم والاستبداد والاحتلال والفساد. واذا كانت الضربات الخليفية للبحرانيين موجعة، فان صمودهم بوجهه وعملهم الدؤوب في الداخل والخارج يرفع سقوفهم يوما بعد الآخر. فما عاد هناك من يؤمن بامكان التصالح او التعايش مع الخليفيين. وحتى الذين يرفعون شعار الحوار من بين الجمعيات السياسية تعلم ان ذلك لن يتحقق وانها هي الاخرى مستهدفة من هذه العصابة المجرمة بلا هوادة. صراع متواصل لا يتوقف، ومحنة كبرى تلف البحرين واهلها، وحق مغتصب يرفض ان يضيع، وشعب أبي يتمرد على الاستسلام او التطويع او الاحتواء.
التاريخ القديم والمعاصر يثبت بوضوح حتمية فشل سياسات الابعاد، وان الطيور المهاجرة تحن الى اوطانها وسرعان ما تقطع المسافات عائدة الى خمائلها لتستقر مطمئنة في افيائها. ألم يجبر العلماء الكبار مثل الشيخ يوسف البحراني والشيخ حسين البحراني على الفرار الى الخارج؟ ألم يقم حمد بن عيسى في 1927 بابعاد الشيخ خلف العصفور الى العراق ليعود بعد اربع سنوات؟ ألم يقم سلمان بن حمد في يناير 1957 بابعاد عبد الرحمن الباكر وعبد العزيز الشملان وعبد علي العليوات الى جزيرة سانت هيلانة بالمحيط الاطلسي؟ (بقوا في سجنها حتى يوليو 1971 عندما حكمت محكمة بريطانية بالافراج عنهم). ألم يعيش المناضلون مثل عبد الرحمن النعيمي والمرحوم احمد الذوادي وعبد النبي العكري في المنافي؟ ألم يقم المقبور عيسى بن سلمان بابعاد العلماء في يناير 1995 (الشيخ علي سلمان والشيخ حمزة الديري والسيد حيدر الستري والشيخ عادل الشعلة)؟ فما الذي حدث لهذه الاجيال المتعاقبة من المبعدين؟ التاريخ يسجل ان الطغاة الخليفيين هزموا في كل مواجهة مع الشعب، وان كانوا قادرين على اظهار الهزائم كانتصارات (من موقع القوة والاقتدار). ويمكن القول ان حربهم الحالية ضد السكان الاصليين ستكون الاخيرة لانهم سيهزمون بعون الله تعالى.
وفيما يستعد شعب البحرين الأبي لتجديد ثورته في الذكرى الخامسة للعدوان السعودي على البلاد، اصبح هناك ادراك ان الصمود يحقق النتائج ويؤدي لانتصار الشعوب. فالسعوديون (ومعهم الخليفيون) يواجهون اكبر هزيمة في تاريخهم في اليمن، ويتفاوضون، برغم انفهم، مع الحوثيين. فهم يعرفون ان عدوانهم على ذلك الشعب والبلاد بدأ يرتد عليهم غضبا داخليا وخارجيا، ويهدد وجودهم السياسي وينذر بسقوط نظام حكمهم. ذكرى الاحتلال السعودي اصبحت مناسبة لاستنهاض الهمم واستحضار بطولات الشعب بوجه ذلك العدوان، وتذكيرا بأولى المغامرات في مسلسل السقوط السعودي. الشعب البحراني صمد بوجه العدوان طويلا وافشل المخطط السعودي لقضم البحرين وضمها لامبراطوريتهم ضمن مشروع "الاتحاد الخليجي" الفاشل.
استمرت الثورة طوال السنوات الخمس ورفضت الانكسار او التراجع او المساومة. اعتقد المقبور نايف انه قادر على هزيمة ثورة شعب البحرين فطلب عودته الى المنازل والاستسلام للعصابة الخليفية. فما النتيجة؟ لقد غاب عن الدنيا وبقيت الثورة، وترك وراءه نظاما متهورا يحفر قبره بيديه، ويعين الآخرين على نفسه. السعودية اليوم تواجه مخاطر عديدة اهمها سقوط نظامها وتناثر اقاليمها واستهدافها من قبل المجموعات الارهابية التي قامت بتشكيلها لتكون ذراعا ضاربة ضد مناوئها. اعدمت الشيخ النمر فاذا بدمه الطاهر يحرك الحياة في سكان المنطقة الشرقية، واعتقل الآلاف من وسط الجزيرة فاذا به مستهدفا من الجميع. في هذه المناسبة نقول للسعوديين: انتهى عهدكم في اليوم الذي بعثتم قواتكم لاحتلال بلادنا، فما هي الا لمحة حتى تواجهوا المصير المحتوم الذي ينتظر الطغاة: السقوط الابدي والغضب الالهي في الدنيا والآخرة. اما ثورة شعب البحرين فمستمرة ومظفرة، وستلحق الخليفيين بكم بعون الله تعالى.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
.............
https://telegram.me/buratha