بيان لحركة احرار البحرين الإسلامية
التصعدي القمعي الذي بدأه الخليفيون في الاسابيع الاخرى له واحد من معنيين: فاما ان يكون دليل قوة نظام الحكم وهيمنته واستقراره، او تعبيرا عن ضعف وفشل سياسي واخلاقي. ومن المؤكد ان العقلاء لن يعتبروه مؤشر قوة او انتصار او ثبات، فالقوي لا يفتك ولا ينتقم ولا يظلم لانه ليس بحاجة لذلك، فكما يقول الامام علي عليه السلام: انما يعجل من يخاف الفوت ويحتاج الى الظلم الضعيف. والحكم القوي لا يستعدي شعبه، ولا يستهدف عقيدته ولا يشتم مقدساته. ولا يفعل ذلك الا من اصيب باليأس من البقاء وشعر بان نهايته قد اقتربت. وحين يسعى للانتقام من خصومه، بدلا من الرأفة بهم، فان ذلك تأكيد لذلك الضعف والخور. وفي ضوء التطورات التي تشهدها البلاد يمكن طرح النقاط التالية:
الاولى: ان اصدار الاحكام بالجملة بحق علماء الدين تطور سلبي ينطوي على ابعاد ايجابية للحراك الشعبي الهادف للتغيير. فهو يعكس روحا انتقامية قبيحة وممارسة حيوانية سادية. فليس من المروءة او الشهامة استخدام السلطة وامكاناتها للتشفي والانتقام، وهنا يتجلى ظرف مشابه لذلك الظرف الذي خاطبت فيه السيدة زينب بنت علي عليهما السلام يزيد بن معاوية في قصره قائلة: فمهلا مهلا، لا تطش جهلا، انسيت قول الله في كتابه المجيد: ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب عظيم". فسجن العلماء بسبب تواجدهم امام منزل سماحة القائد الشيخ عيسى احمد قاسم حفظه الله انتقام حيواني من جهة واستغلال للسلطة من جهة اخرى. وحين يصبح التجمهر جريمة والالتفاف حول العلماء مخالفة للقانون، والدفاع عن المظلومين جنحة وإثما فان ذلك يعني انقلاب الامور وتشوش الحقائق وفقدان التوازن. هؤلاء العلماء سيبقون صامدين في مواقفهم، مدافعين عن الحق، صادحين بالمعروف، وسيهتفون من وراء القضبان: هيهات منا الذلة. فالعلم الديني الذي نهلوه من مصادر الاسلام يمنعهم من الاستسلام للطاغوت والاستكبار والاستبداد، ويحول بينهم وبين ضعف الموقف او الانكفاء عن الحق.
الثانية: ان القليل من الانظمة السياسية يمارس ما اسماه خبراء الامم المتحدة مؤخرا بـ "الاضطهاد". فتلك الممارسة تعبر عن رغبة في التنكيل بالخصم واستئصاله ومصادرة حقه المشروع في المعاملة العادلة. وهذا الاضطهاد جريمة ضد الانسانية وعدوان على ابسط مبايء حقوق الانسان في الحياة والكرامة والحقوق. وحين يضطهد البشر في بلدهم ويهددون بالطرد والابعاد والحرمان من الجنسية ويعاملون كأسرى من قبل من يحتل ارضهم، تتضاعف جريمة المتربعين على كراسي الحكم، الذين يسومون البشر سوء العذاب، ويمعنون في التنكيل والاهانة. ومن الضرورة بمكان ان لا يمر تصريح الخبراء الامميين مرورا عابرا، بل يستدعي الامر الوقوف عنده وتفعيل مقتضياته. مطلوب تحفيز الجهات القانونية والسياسية الدولية لاتخاذ اجراءات توقف هذا الاضطهاد وتحمي ضحاياه من أثامه.
الثالثة: ان السياسات التي تمارسها العصابة الخليفية ضد الشعب تعكس في جانبها الايجابي صمود الشعب وحراكه وثورته، وتقطع كافة خيوط التواصل مع الحكم المؤسس على عقلية الاحتلال والاستضعاف والانتقام. وبهذا تصبح مهمة التغيير أيسر. فالمشكلة انما تزداد تعقيدا حين تتداخل القضايا وتتشوش المواقف، ويستطيع الحاكم شق الصف الوطني بما يمكن اعتباره "تنازلات" محدودة لمناوئيه. فهنا قد يدب الخلاف بين اطياف معارضيه بين رافض ومؤيد، وعندها يصبح الحاكم سيد الموقف، يقرب من يقبل بانصاف الحلول ويفتك برافضيها. الامر الايجابي هذه المرة ان الموقف الشعبي يزداد تماسكا بعكس ما يعتقده الطاغية. فالجميع متفق على ضرورة التغيير ورفض تكرار تجارب العقود السابقة التي لم يؤد اي منها الى تحقق امن الشعب واستقراره. فقد اعقب كل انتفاضة شعبية رفع شعار الاصلاح من قبل الديكتاتور بدون ان يقدم تنازلات حقيقية تؤدي الى الشراكة الحقيقية والاعتراف بوجود الشعب. هذه المرة اصبح الشعب اوعى كثيرا، فرفض الاستدراج نحو مستنقع التسويات الشكلية غير العادلة، وأصر على تحقيق تغيير جوهري في النظام السياسي، وأكد على تحرير بلده من الاحتلال الاجنبي وتدخل الدول المجاورة بشكل مباشر او الدول الاجنبية من خلال فرقها الامنية والعسكرية.
الرابعة: اذا كان هناك من شكك في عدالة قضية شعب البحرين، فما عليه الا ان يقرأ ما كتبه احد رموز العصابة الحاكمة، وهو جلاد معروف يمارس دوره من خلال منصبه المتقدم في جهاز الامن الخليفي. ولا يمكن لمسلم ان يقرأ ما سطره هذا المجرم في حسابه على نستجرام الا ان يصل الى نتيجة واحدة: ان هذه العصابة تستهدف آل بيت رسول الله بافظع اساليب السب والشتم والقذف. لقد أحيت هذه العصابة سياسة معاوية الذي فرض شتم علي عليه السلام على المنابر واستمر ذلك خمسين عاما حتى اوقفه عمر بن عبد العزيز. اليوم يتم اخضاع البحرين، بلد الايمان والعلم والتاريخ والثقافة لمشروع مشابه، فيعمد هذا السخيف للتعدي على حرمة بيت الرسالة ويشتم بلغة بذيئة واحدا من ائمة المسلمين، ومن تخرج عليه أئمة مذاهب المسلمين، واجداده واحفاده بلغة ساقطة لم يستخدمها حتى من اعلن مشروعه الطائفي علنا. لم تفعل ذلك داعش ولا المجموعات المتطرفة المحسوبة على المذهب الوهابي. هؤلاء جميعا شتموا الشيعة واستهدفوهم بالقتل والتنكيل، ولكنهم توقفوا عن شتم أئمة المسلمين من آل بيت رسول الله. اما الخليفيون فقد قطعوا شوطا اطول في مضمار اللعن والشتم وقذف اعراض آل بيت الرسالة. ولم يصدر عن العصابة الخليفية موقف حقيقي يحاسب هذا القن المجرم على استهدافه الامام جعفر الصادق وبقية آل بيت رسول الله. انه تحول تاريخي لا يهدف لفصل البحرين عن تاريخها فحسب، بل لاعادة احياء الجوانب المجمدة من المشروع الاموي وفي مقدمتها شتم آل بيت رسول الله. وهذا استكمال لمشروع استهداف اتباعهم كما فعل الامويون، بالسجن والقتل والتعذيب والابعاد والاقصاء عن الحياة العامة. وهذا يؤكد ان الصراع بين البحرانيين والخليفيين تحول الى "حرب وجود" بين السكان الاصليين لهذه الارض التي طهرت بالايمان والسير على خطى آل بيت رسول الله والعصابة الخليفية المارقة التي تمارس ابشع الجرائم بحق الابرياء.
آيام وشهور سوداء سوف تميز الحقبة المقبلة التي تتميز برغبة الطرفين بشكل واضح بالمفاصلة الكاملة. الشعب يريد تسريحا باحسان، ويرفض سفك المزيد من الدماء، ولكن اتباع المشروع الاموي يريدونها دموية حمراء قانية تأتي على الاخضر واليابس وتحصد ارواح الابرياء. شعب البحرين يعلن للعالم براءته من العصابة الخليفية ورغبته الاكيدة في المفاصلة الابدية معها، بينما يصر الخليفيون على غير ذلك. الامر المؤكد ان الشعب الذي انتصر اخلاقيا وسياسيا لن يسمح بتلويث ذلك النصر بالدماء والعنف والارهاب، فتلك اساليب الضعفاء المهزومين، بل يسعى لتحقيق المفاصلة باسرع وقت وأيسر سبيل وأقل التكلفة، وسيصمد على موقفه وسياسته حتى يحكم الله بينه وبين القوم الظالمين، وسوف تتحقق له الحرية ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
https://telegram.me/buratha