معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

النموذج البحريني.. هذه تباشير زيارة ترامب الى المنطقة؟!


ذوالفقار ضاهر

اقتحمت قوات الامن التابعة للنظام البحريني منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم في بلدة الدراز غرب العاصمة المنامة، كما اقتحمت ساحة الاعتصام في محيط المنزل مستخدمة القوة المفرطة تجاه المعتصمين العزل ما ادى الى وقوع شهيد وما يزيد عن مئة جريح اصابات العديد منهم وصفت بالخطرة، خاصة ان لا علاجات تقدم لهم ولا يمكنهم اللجوء الى المراكز الطبية والمستشفيات لان قوات الامن بانتظارهم لاعتقالهم.

ودلالة توقيت الاقتحام لمنزل الرمز الديني والوطني للبحارنة تثير التساؤل والريبة، فقد تم هذ الامر قبل أقل من 48 ساعة على صدور الحكم من محاكم النظام بحق آية الله قاسم والقاضي بسجنه لمدة سنة مع وقف التنفيذ بالاضافة الى تغريمه بغرامة مالية بلغت 100 ألف دينار ما يقارب (266000 دولار أميركي) ومصادرة أموال الخُمس وعقارين آخرين.

توقيت العملية بعد زيارة ترامب..

ولكن الابرز من حيث التوقيت ان العملية جرت بعد يوم واحد من مغادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للعاصمة السعودية الرياض حيث جمعت له قيادات العديد من الدول من بينها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث حاضر فيهم ترامب عن “أصول الديمقراطية وضرورة محاربة الارهاب”، فهل ما حصل في البحرين يرتبط بزيارة ترامب الى المنطقة؟ هل تم كل ذلك بناء على ضوء أخضر حصلت عليه السعودية ومعها الحلفاء في الخليج ومن ضمنهم البحرين للقضاء على كل صوت معارض في الداخل؟

هل الانظمة الدكتاتورية ومنها نظام البحرين حصلت على “شيك على بياض” بموافقة اميركية للقضاء على المكون الابرز في البلاد دون اي اعتبار لاي شيء يرتبط بحقوق الانسان والحريات والديمقراطية التي يتغنى بها البيت الابيض؟ هل ما جرى هو اولى تداعيات ونتائج زيارة ترامب الى المنطقة؟ وما هي النتائج اللاحقة لهذه الزيارة طالما ان نتائجها الاولى كانت على هذا المستوى من العنف والتعسف والظلم للمدنيين؟ أليس كل ذلك يؤكد ان اساس الشر في العالم والمنطقة هو الادارة الاميركية والمؤامرات التي تحاك ضد الشعوب المتطلعة الى الاستقلال والحرية والعيش بسلام؟

والاهم كيف سيتعامل الشعب البحريني مع ما ارتكبه هذا النظام من كسر لكل القيود وتجاوز لكل الخطوط الحُمر التي تمثلها رمزية آية الله الشيخ عيسى قاسم؟ وماذا يكون قد بقي من القيم والمبادئ اذا ما انتهكت حرمة الدين والفرائض والمعتقدات واذا ما انتهكت حرمة الرموز والعمائم ووصفها بتهم مزيفة وباطلة بعد محاكمتها في منظومات مسرحية اكثر منها قضائية وحقوقية؟ وكيف ستكون المرحلة المقبلة لا سيما اذا ما تبين انه تمّ المس بالاعتداء المباشر على شخص آية الله قاسم جسديا او معنويا؟ وأي موقف سيكون للرأي العام الاقليمي والدولي والمنظمات المختلفة لا سيما تلك العاملة في المجالات الانسانية والحقوقية؟ وإن كانت بعض هذه المنظمات سوف تستنكر وتندد، فهل هذا يكفي ام انه يجب الضغط على الدول التي تدعم وتغطي وتبيع السلاح للنظام البحريني وراعيه الاقليمي في السعودية؟

الحقيقة انه بعد صدور “الحكم” يوم الاحد 21-5-2016 بحق الشيخ قاسم بالحبس مع وقف التنفيذ، كان هناك من يعتقد ان النظام البحريني يقوم بمحاولات للمساومة على هذه القضية بغية تحقيق مكاسب سياسية على الارض عبر استخدام الابتزاز والتسويف والمماطلة وصولا لتحقيق ما يريده من انهاء تام للحراك السلمي في البحرين، حتى ان البعض نبه من مكر النظام في هذا المجال، خاصة انه بموجب القانون البحريني العقوبة المقررة بالحكم الصادر تعني انه لا يتم حبس المحكوم عليه ولكن اذا عاد للجريمة خلال ثلاث سنوات يتم تنفيذ العقوبة الموقوفة، وهذا لا يشمل الغرامة المالية، وكان الجميع يترقب كيف سيتابع النظام هذه القضية بعد الحكم على الشيخ قاسم، قبل ان يفاجئ النظام الجميع بالاقتحام والاعتداء على ساحة الاعتصام ومنزل الشيخ قاسم.

النفير العام للدفاع عن القيم والرموز..

وقد دعت “القوى الثورية المعارضة” في البحرين “للمقاومة والدفاع المقدس بكل السبل المتاحة”، وطالبت “جماهير الشعب شل كل مناحي الحياة في البحرين”، وشددت على “ضرورة الدفاع المقدس ومقاومة إرهاب المرتزقة الخليفية بكل السبل المتاحة وذلك تصديا للهجوم البربري الوحشي على منطقة الدراز ولحماية الكرامة والعرض والقيم والذود عن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم”، وحثت “الجماهير للنفير وشل كل سبل الحياة الطبيعية في البحرين وتعطيل كل مناحي الحياة في الشوراع العامة وضرورة التظاهر الحاشد في كل المناطق دون توقف”.

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر “تيار الوفاء الاسلامي” أحد القوى الثورية المصدرة للبيان المذكور أعلاه، الى ان “التوتر اليوم هو سيد الموقف في البحرين والاكيد ان هناك تصعيدا في مختلف المناطق وسيكون من قبل السلطة كما من قبل الناس والقوى الثورية المعارضة”، وتابعت ان “كل الإدانات للقيادات والشباب والنساء في البحرين هي تصرفات وممارسات مرفوضة جملة وتفصيلة لأنها صادرة من محاكم لا شرعية لها”، وطالما ان قرارات السلطة مرفوضة فالاكيد ان الاعتداءات المستندة على هذه القرارات هي ايضا مستنكرة ومرفوضة، وأكدت ان “الحكم الضعيف بحق آية الله قاسم يثبت نظرية أنه بمقدور الناس الانتصار وتعطيل مشاريع النظام عبر الوحدة والتكاتف والإصرار والتحدي ومواجهة هذا النظام ومن خلفه داعميه من الخليجيين والأمريكان والبريطانيين والصهاينة”.

ولفتت المصادر الى ان “كل ما جرى يعبر عن استخفاف النظام البحريني بالأحكام الشرعية الجعفرية”، وشددت على ان “ذلك يعتبر تعديا صارخا لخصوصيات المذهب وهو سلسلة من انتهاكات مارستها السلطة بحق الدين والعقيدة”، وأشارت المصادر الى ان “السلطة في البحرين هدمت 38 مسجدا على الأقل وحرقت نسخ من القرآن الكريم وهذا مثبت في تقارير موثقة وشدّدت الخناق على الأعمال الخيرية وجمع الأموال لها كما تريد الآن سنّ قانون للخطابة الدينية”، واليوم عادت السلطات لاستخدام الاسلحة المحرمة دوليا كسلاح الشوذن والغازات السامة ما نتج عنه ضحايا بالعشرات.

وفي سياق متصل، أكد علماء البحرين إن “أرادوها كربلاء فنحن أبناء كربلاء فلتخرج كل المناطق بالأكفان رجالا ونساء وشبابا”، وأضافوا “لتفتح ساحات الفداء في كل منطقة ولا يكتفى بساحة الفداء الكبرى بالدراز”.

كما وجهت قوى معارضة اخرى، نداء عاجلا إلى كل العالم والمجتمع الدولي وكل المؤسسات والقوى والشخصيات لضرورة التحرك لوقف المجزرة التي تحصل في البحرين.

من كل ذلك يتضح ان النظام البحريني بدل ان يتجه نحو التهدئة واستيعاب الناس واعادة بناء الثقة معهم، ما زال يغامر بمستقبل البلاد ويستفز الشعب ويبتزه عبر محاكمات سياسية يلبسها اللبوس القضائي ويعطيها الابعاد الطائفية والمذهبية، لذلك ستظهر الأيام المقبلة التداعيات الحقيقة لكل ما يجري في البحرين والى اين ستصل الامور بين النظام والشعب في ظل تجريم شعائر دينية وفرائض واجبة في مذهب من المذاهب والتمادي في انتهاك حقوق الناس الفردية والعامة؟ كما سيظهر المستقبل الابعاد الحقيقية لزيارة ترامب الى المنطقة عبر تصرفات مختلف الدول لا سيما التي حضر قادتها وتلقوا آخر التعليمات الاميركية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك