عبد الكاظم حسن الجابري
يمثل الشيخ عيسى قاسم علامة فارقة في التاريخ البحريني, سواء على الصعيد الاجتماعي أم على الصعيد السياسي.
الشيخ المولود في عام 1941, والمتخرج من كلية المعلمين البحرينية, كان يمتلك منزلة رفيعة في قلوب البحرينيين, فالرجل كان قريبا منهم, ونشطا في الإسهامات الاجتماعية والفكرية.
مع استقلال البحرين, والتوجه إلى بناء دولة جديدة, أُنتِخِبَ الشيخ قاسم كعضوٍ في الجمعية التأسيسية عام 1971 والتي كانت تمثل الجهة الرسمية لكتابة الدستور البحريني, وكان الشيخ قاسم رئيسا لكتلة المتدينين في المجلس, وكان له بصمة في إيقاف التشريعات والقوانين التي تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية.
قدوم ما يسمى بالربيع العربي, أشعل فتيل ثورة في البحرين, فنهض الشعب ضد النظام البحريني الظالم, وقد قابل هذا النظام الدموي شعبه بالقتل والتنكيل, وبدأت الاعتقالات العشوائية, وكان الشيخ عيسى قاسم أحد المعتقلين, وخضع لمحاكمة استمرت أحد عشر شهرا, كان نطق الحكم فيها هو السجن للشيخ عيسى قاسم واثنين من مرافقيه بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ لثلاث سنوات ومصادرة أموال الخمس المودعة على شكل ودائع بنكية باسم الشيخ.
أثار هذا الحكم احتجاج البحرينيين الذي اعتصموا في منزل الشيخ, وتم تفريقهم بعد يومين من قبل قوة خليفة مجرمة اقتحمت منزل الشيخ.
في العشرين من الشهر السادس لعام 2016 أصدرت وزارة الداخلية البحرينية قرارها بإسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم وترحيله من البلاد, لتشتعل احتجاجات أخرى, وتم أخراج الشيخ من منزله إلى منفاه وهو يهتف هيهات منا الذلة.
يبدو أن النظام البحريني يرسم بيده خطواته للزوال, فهو لم يتعظ من النظام الصدامي المجرم, الذي اسقط الجنسية عن آلاف العراقيين بتهمة التبعية, فكان مصيره وحزبه مصيرا اسودا, ولم يدر هذا النظام البحريني المجرم, إن من الغريب إسقاط الجنسية عن شخص أسهم بنفسه بوضع دستور للبلاد, ورسم شكل التجنيس الوطني.
https://telegram.me/buratha