الصفحة الاقتصادية

هل سيكون تكليف السيد الكاظمي بداية حقيقية لمشروع عراق جديد؟ !!

1455 2020-04-09

 

ضياء المحسن

 

قد يكون السؤال فيه نوع من التنظير أو إستكشاف المستقبل، وقي حقيقة الأمر لا هذا ولا ذاك، ذلك لأن أي شخص يتابع ما يحصل في العراق اليوم، يجد أن ما يجري اليوم هو نتيجة الأخطاء الحاصلة في العملية السياسية برمتها، ذلك لأننا نجد أن هناك خرق للدستور الذي كتبته نفس الكتل السياسية التي تتصدر المشهد السياسي اليوم، هذا الخرق يتيح لها أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء، بون وازع من ضمير ولا خوف من رقيب، لأن الأخير إنما يراقب الأخطاء الصغيرة؛ والتي عادة ما يرتكبها صغار الموظفين ليرضى عنهم كبار الموظفين.

بعد ما يزيد على ستة أشهر وهو تاريخ إستقالة السيد عادل عبد المهدي وتحول حكومته الى حكومة تصريف أعمال يأتي الدور على رئيس جهاز المخابرات لتشكيل الحكومة الإنتقالية، والمكلفة حصرا الإعداد لإنتخابات جديدة وتشريع قانون إنتخابات يختلف عن القانون الحالي، والذي لدينا عليه ملاحظات كثيرة ليس أهونها ما يصطلح عليه ظلما بقانون سانت ليكو، هذا القانون الذي لو تم تطبيقه فعلا، لكنا لم نر كثيرا من هذه الوجوه الكالحة اليوم.

السؤال الكبير الذي سيواجهه السيد الكاظمي يتمثل في هل لديه القدرة على تجاوز نرجسية الكتل السياسية؟ بمعنى أن الكتل السياسية مجتمعة لديها نوع من التعالي في تعاملها مع رئيس الوزراء أيا كان، لأنها تفترض أنها من جاءت به، بالتالي يجب أن يستجيب لمطالبها بغض النظر عن مشروعية تلك المطالب أم لا، وهذا الأمر ينسحب بالضرورة على الوزراء الذين يتم تكليفهم، حيث يرون بأن لا دالة لرئيس مجلس الوزراء بمجيئهم الى هذا المنصب أو ذاك، لأنه جاؤوا الى هذه المناصب عن طريق المحاصصة (الحزبية أو القومية).

سيواجه السيد الكاظمي بعدم وجود إدارة حقيقية للدولة، قد يتصور بعض السادة بأننا في حكمنا هذا نتجنى على المؤسسة الحكومية (إن كانت موجودة)، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتم تغيير أي مسؤول حكومي يقوم بتغيير موظفي مكتبه بالدرجة الأولى، ثم تغيير أثاث مكتبه بالدرجة الثانية، وينسى أن يجتمع بقيادات تلك الدائرة للإطلاع (ولو على سبيل المجاملة) على ماهية عمل تلك المؤسسة، الأمر الذي يجعل من المؤسسة بقرة حلوب تدر عليه وعلى كتلته الأموال شهريا وسنويا (بحسب إمكانيات تلك المؤسسة)، ولا ننسى التعيينات التي ستكون حصرية لأعضاء حزبه أو يتم بيعها وتحويل تلك المبالغ الى كتلته.

سيواجه السيد الكاظمي دولة ريعية كل همها أن تبيع النفط وتقتات عليه، ولا تأخذ بنظر الإعتبار الهزات التي يمكن أن يتعرض لها هذا المورد الوحيد، مع أنه ليس الأوحد؛ فالعراق أيها السادة بلد زراعي بالدرجة الأساس، يجري فيه نهران عظيمان، وفيه أكثر من 40 مليون دونم المستثمر منها لا يتجاوز 10%، بالتالي يجب أن يضع في حساباته كيف يمكن إستثمار هذه الأراضي، خاصة مع وجود شحة في المياه، حيث أن العراق لا يسيطر على المياه التي تصله من تركيا وإيران؛ كونها تذهب الى البحر (التقديرات تقول أن حوالي 75 متر/ثانية من المياه تذهب الى البحر).

ولنا كلام أخر في ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك