الصفحة الاقتصادية

بين الاصلاح وخصخصة وظائف الدولة


محمد شريف أبو ميسم ||

 

اقترن مفهوم الاصلاح الاقتصادي بالتوجه نحو نقل اقتصاد الدولة الى نظام اقتصاد السوق بدعوى معالجة الاختلالات الهيكلية للاقتصاد ، وعادة ما يقفز هذا المفهوم على مجموعة الاجراءات الهادفة لمعالجة نقاط الضعف في التشكيلة الاقتصادية وتوسيع قاعدة التنمية الى خصخصة وظائف الدولة بعد انفلات السوق وتكريس الفساد مع كل عملية تحول سياسي من النظام الشمولي الى النظام الديموقراطي. 

وبهدف خلق مساحة أكبر للرساميل الأجنبية الخاصة في المشهد الاقتصادي الجديد تسعى المؤسسات الدولية المعنية بهذا التحول بوصفه اصلاح، الى تأهيل بيئة الأعمال عبر وصايتها على المفاصل القطاعية في مرحلة التكيف، بعد أن تساهم في وضع ملامح تستدعي الخلاص من ظواهر الفساد بعد أن يتفاقم في مرحلة ما بعد الاطاحة بالدكتاتوريات التي تشهد وجود طبقات طفيلية تستحوذ على الاقتصاد على حساب المصلحة العامة .

والمفارقة ان مراحل التكيف التي تشهدها اقتصاديات البلدان التي عانت من النظم الشمولية وهي بصدد الانتقال نحو نظام اقتصاد السوق تكون فرصة مناسبة لنمو طبقات طفيلية من نوع جديد، سرعان ما تشكل ضغط اضافي لخصخصة العام بدعوى الخلاص من الفساد في المؤسسات الحكومية الذي عادة ما يكبر ويترسخ بوجود هذه الطبقة، التي تعيد انتاج المفاهيم وتسوقها بطريقتها عبر وسائل الاعلام ، ليكون مفهوم هيكلة مؤسسات الدولة بداية للقبول بخصخصتها، وسرعان ما يمرر مفهوم الخصخصة على انه استثمار ، اذ تبتلعه وسائل الاعلام بوصفه الحل لتكون هذه المؤسسات أكثر كفاءة وأعلى إنتاجية عبر بيعها للقطاع الخاص، متجاهلة عن عمد ان الاستثمار يضيف طاقات انتاجية جديدة ولا يعني التطفل على الطاقات الانتاجية القائمة على الأرض. ولهذا طالبنا ومنذ سنوات بوضع قانون ينظم عملية خصخصة القطاع العام ، وعدم اعطاء فرصة للطبقات الطفيلية التي تحاول الانتفاع على حساب المصلحة العامة من عمليات الخصخصة . 

واذا كان تعريف مفهوم الاصلاح الاقتصادي واسعا ، ويتيح للآخرين التوغل نحو الخصخصة على حساب المصلحة العامة بدعوى تحرير السوق وخلق نظام منفتح على الرساميل المحلية والأجنبية، فمن الأولى تشريع قانون للاصلاح الاقتصادي ينظم علاقات مرحلة التكيف التي ضجت بالفوضى، ويضع حد لتطفل الرساميل على حساب الملكية العامة ، ويفصل بين وظائف الدولة الغير قابلة للخصخصة ووظائف الرساميل التي يجب أن تساهم في عملية التنمية بموجب المصلحة المتبادلة بينها وبين المصلحة العامة، وهذا ما كنا نطالب به دوما ونقول ، ان علاقات السوق تتشكل بموجب قوانين وعناصر ملزمة تحد من تغول الرساميل والقوى المالية النافذة في فرص الانتقال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك