فواز الأمين
على خلفية نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني إلى السعودية .. تفجر الخلاف بين بندر وعبد الله .. وأكدت مصادر موثوق بها أن بندر قد غادر السعودية إلى واشنطن في إقامة دائمة بين قصريه في ماكلين بولاية فيرجينيا ، واسبن بولاية كلورادو .. وأن بندر لم يقم خلال وجوده في واشنطن بزيارة السفارة السعودية أو إخطار أى من أعضائها بوجوده .. كما أنه رفض الرد على مقربين له بالسفارة .صرح احد مرافقيه أن سر الغضب المتفجر للأمير بندر.. هو انه الملك أحرجه إحراجاً كبيراً .. فبعد أن أتفق معه على إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بان السعودية سوف تقوم بتنفيذ مسؤوليتها في خطة غزو إيران .. لكن بعد استقبال الرئيس الإيراني ... يفهم منه أن قد تراجع عن دعم الخطة الأمريكية !!!!! وهذا التردد الذي اتسم به موقف الملك .. جعل عددا من صحفيين .. يخرجون بعناوين مثيرة .. بأن بندر لم يعد له فاعلية في واشنطن !! ..غير أن مصادر السفارة السعودية في واشنطن تشير أن المسألة أبعد من هذا بكثير .. وأن المسالة بين الرجلين قد أصبحت قضية حياة او موت !! و يقدم المقال الذي كتبه " جيم بيرج " و" هلين كوبر" .. أرضية العلاقة بين الرجلين.. بالنسبة للطرف الأول بندر بن سلطان .. يؤكد المقال على الحقائق التالية:ـ * انه لم يكن هناك دبلوماسي أجنبي أقرب وأكثر اتصالاً ببوش وعائلته وإدارته أكثر من ذلك الأمير السعودي الغني" بندر بن سلطان". * وأن العلاقة التي تربط الامير بندر بآل بوش.. ليست محل جدل أوشك فقد لعب بندر دور المستشار للسيد بوش ووالده في ثلاث حروب خلت، وفي حربها الشاملة على الإرهاب.* وحتى بعد انتهاء فترة عمله سفيراً لبلاده لدى الولايات المتحدة التي امتدت إلى اثنين وعشرين عاماً، لا يزال مطلعاً على بواطن الأمور.. ولايزال يرعى هذه العلاقة و يوليها عناية كبيرة محاولاً أن يجعل من نفسه شخصية لا غنى عنها بالنسبة لبوش ولعائلته ومساعديه. * انه بعد بضع ليال من استقالة كوين باول عن منصبه بوزارة الخارجية الأمريكية ، فتح باول باب بيته بعد أن رن جرس الباب ليجد بندر، يقف أمامه ومعه سيارة جاغوار موديل 1995. وكانت ألما زوجة باول، قد ذكرت ذات مرة أنهما فقدا سيارتهما الجاغوار موديل 1995، التي اشترتها وزوجها وقدم بندر لباول وزوجته في تلك الليلة سيارة شبيهة بسيارتهما تماماً يعود موديلها إلى عشر سنوات. احتفظ باول وزوجته بالسيارة بعد أن وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها هدية شرعية ولكنهما قاما ببيعها مؤخراً. * وانه كان يشارك في مناسبات أعياد الميلاد، ويرسل ملاحظاته لبوش وإدارته في الأزمات الشخصية ، وكان يرفه عن آل بوش أو كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بحفلات عشاء فاخرة في بيوته الفخمة في ماكلين، بولاية فيرجينيا، وفي أسبن بولاية كلورادو. * وانه كان يدعو كبار المسؤولين إلى البيتزا والسينما في مراكز التسوق في فيرجينيا .. و انه قام باستئجار قاعة السينما (وكراسي تتلقى خدمات الحلوى المتنقلة) ومحلا للبيتزاهت حتى يستمتع هو وضيوفه بالخلوة.* ويقال أن لديه إحساس كبير بالولاء تجاه بوش الأب يعود إلى أيام حرب الخليج، وقد انتقل هذا الولاء إلى بوش الابن الذي كان يستشيره حول الدبلوماسية الدولية إبان حمله الرئاسية الأولى. * وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وبعد أن اكتشفت الولايات المتحدة بأن 15 من الـ19 الذين شاركوا في الهجمات كانوا سعوديين، ومن معتنقي المذهب الوهابي الذي كانوا يتبعونه هم وزعيمهم، لعب الأمير بندر دوراً كبيراً في طمأنة الأمريكيين بأن بلاده ستتعاون في التحقيق ومحاربة الإرهاب المعادي لأمريكا. كما أنه ساعد في ترتيب سفر أكثر من مائة شخص من أفراد عائلة بن لادن إلى خارج الولايات المتحدة. * وحتى وبعد أن ترك منصبه كسفير للمملكة العربية السعودية في واشنطن وعاد إلى المملكة العربية السعودية قبل سنتين، استمر في تودده الذي امتد لعقود إلى عائلة بوش، وعائلة تشيني نائب الرئيس، حيث كان يذهب إلى واشنطن لعقد لقاءات غير رسمية في البيت الأبيض، دون علم السفارة السعودية في واشنطن.* كذلك لعب الأمير بندر دوراً هاماً في تأمين استخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج، حولي 70 كيلو متر خارج الرياض، في الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان والعراق، بالرغم من غضب بعض الأوساط في حكومة بلاده.. و انه لعب الأمير بندر دوراً كبيراً لإدارة المفاوضات بين إدارة بوش والمسؤولين السعوديين حول تأمين القواعد الجوية والمواقع التي تتمركز في القوات الأمريكية.هذه هي الحقائق الثابتة حول علاقة الأمير بندر بآل بوش وببساطة فان بندر بحجم خدماته و ثقافته و بتاريخه و ثقافته يعتبر من آل بوش أكثر منه بآل سعود .. واذا تركنا بندر جانباً .. و انتقلنا إلي عبد الله:- * فليس صحيحاً ان هناك توترات جادة في العلاقات السعودية الأمريكية بدأت في عام 2003، قبيل غزو العراق. حيث كان السعوديون متفقون مع وجهة نظر بوش بأن صدام حسين يشكل تهديداًً، ولكنهم عبروا بوضوح عن قلقهم عن النتائج التي قد تطرأ بعد الغزو، ومصير الأقلية السنية. وعندما بات واضحاً أن الإدارة أصبحت مصممة على غرو العراق.. ذلك لان كل الإمكانيات السعودية وجهت لدعم احتلال أمريكا للعراق. * وليس صحيحاً أن الإحباط السعودي قد تصاعد خلال السنوات الأربع الماضية، مع ازدياد تدهور الأوضاع في العراق.أو أن عبد الله غضب لأن الولايات المتحدة تجاهلت نصيحته بعدم حل الجيش العراقي. أو أنه قد أصبح أكثر استياءً عندما أصبحت صورة الولايات المتحدة أكثر سوءاً، كل هذا غير صحيح لان السعودية هي السبب المباشر في تدهور الأمن في العراق، و أن أمريكا تبقى بالنسبة له المثل الأعلى .* وليس صحيحاً أن التوترات تصاعدت بين الملك عبد الله وكبار المسؤولين في إدارة بوش بسبب اعلان الرئيس بوش / خلال خطابه لحالة الاتحاد 2006/ عن مبادرة جديدة لتقليص اعتماد البلاد على النفط الأجنبي .. لسبب بسيط ان عبد الله من سنة 1995 لا يجيد إلا شي واحد هو محاولة استرضاء الولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل و بأي ثمن .ولهذا فأن الملك عبد الله هو الآخر على نفس المسافة التي يحتلها بندر من آل بوش وانه كذلك اقرب إلى آل بوش منه إلى آل سعود .. و تلك هي حقائق ثابتة في علاقة عبد الله بأمريكا و آل بوش. * كذلك ليس هناك خلاف أو توترات بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية .. و الشهادات الأمريكية خير دليل على ذلك .* أن البلدين لديهما نفس الأهداف المشتركة في المدى البعيد، وهما في نهاية الأمر حليفين قويين. * أن العلاقة بين الولايات المتحدة و السعودية كالزواج الكاثوليكي، لا سبيل فيه إلى الطلاق".* "أحياناً ربما تكون هنالك بعض الخلافات حول بعض القضايا، ولكننا في النهاية سنظل حلفاء". * لا خلاف على سلامة نوايا الإخوة الأعداء اتجاه الولايات المتحدة الامريكية ولا خلاف على وحدة السياسة السعودية والسياسة الامريكية في كل الشؤون الإقليمية والعلامية.* لكن الخلاف في واقع الأمر هو بين بندر وعبد الله ومرة اخري أعود إلى مصدرنا في السفارة السعودية في واشنطون حيث يؤكد المصدر ان بندر أصبح يخشي على حياته لان " ورقته أصبحت محروقة " وأنه يعرف الملك عبد الله جيداً .. أن الملك عبد الله في مثل هذه الحالات لا يعرف الا منطق القتل خصوصاً بالنسبة للذين قدموا له خدمات جليلة مثل تلك الخدمات التي قدمها بندر .. اعتباراً من سنة 95 إلى حد الآن .* ويقول مصدرنا في السفارة السعودية أن بندر في اخر زيارة له في مبنى السفارة قد اسر له بقصة الملك عبد الله مع متعب ابن الرشيد الذي قدم خدمات جليلة للملك وسوقه من بين أخوانه جميعاً وهيأ له كل الظروف لكي يصل إلى العرش .. و لم يكن له مقابل هذا الجميل إلا جزاء سنمار!!! حيث تم اغتياله بأن دس له السم عن طريق أحد الأطباء اللبنانيين .وبالطبع فأن ما قدمه بندر لعبد الله خلال الفترة الماضية سواء قبل 11 سبتمبر أو بعدها تأهله لهذا المصير!!! واذا أضفنا إلى ذلك أن هذه قصة واحدة من صراع أكثر شمولاً وعنفاً .. قد بدا بين عبد الله من جهة والسديريين من جهة اخرى وعلى رأسهم وزير الداخلية " نايف" و تلك حلقة اخرى .. نواصل قراءتها في عدد قادم
https://telegram.me/buratha