وافق الكونغرس الأمريكي الخميس على مشروع قانون يتضمن تمويلاً بقيمة 120 مليار دولار، لدعم عمليات الجيش الأمريكي بالعراق وأفغانستان، حتى أيلول المقبل، دون ربط هذا التمويل بإعلان إدارة الرئيس جورج بوش، جدولاً زمنياً لسحب القوات الأمريكية من العراق. القانون الجديد حظي بموافقة 80 صوتاً داخل مجلس الشيوخ، مساء الخميس، مقابل 14 عضواً اعترضوا عليه، من بينهم السيناتوران البارزان ومرشحا الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، وباراك أوباما. إلا أن زعيم الأغلبية الديمقراطية بالمجلس، السيناتور هاري ريد، دافع عن مشروع القانون، الذي جاء على عكس رغبة الديمقراطيين، قائلاً إنه ما زال يتضمن خطوات عملية لوضع نهاية للحرب الجارية في العراق منذ أكثر من أربع سنوات.
وقد أرسل الكونغرس مشروع القانون الجديد، إلى الرئيس الأمريكي للمصادقة عليه، فيما أعرب البيت الأبيض عن اعتقاده أن هذا القانون سيحظى بموافقة الرئيس، على خلاف مشروع قانون سابق، استخدم بوش حق "الفيتو الرئاسي" لإجهاضه.وقبل قليل من تصويتها ضد مشروع القانون، قالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي: "هذه خطوة صغيرة، كان يجب علينا بدلاً من ذلك أن نتخذ خطوة عملاقة إلى الأمام باتجاه جديد."وفي إشارة إلى مطالب الديمقراطيين الذين يهيمنون على مجلسي الكونغرس، أضافت بيلوسي أن الديمقراطيين سيستأنفون على الفور جهودهم لسحب القوات الأمريكية من العراق في التشريعات القادمة.وجاء إقرار التمويل بعدما قال الرئيس بوش، في مؤتمر صحفي الخميس، إن إرسال القوة الإضافية البالغ قوامها 30 ألف جندي إلى العراق سيكتمل بحلول منتصف حزيران المقبل، معتبراً أن "هذا الصيف سيكون ساخناً بالنسبة لإستراتيجيته في العراق."وأوضح بوش أن "أعداء الولايات المتحدة والعراق، بمن فيهم تنظيم القاعدة والميليشيات غير الشرعية، سيحاولون منع القوات من تنفيذ هذه الإستراتيجية حتى وهي تستكمل انتشارها، بمواصلة أعمال القتل والتفجير."وأضاف: "علينا أن نتوقع قتالاً ضارياً في الأسابيع والأشهر المقبلة، كما يمكن أن نتوقع سقوط َعدد أكبر من الإصابات في صفوف الأمريكيين والعراقيين، وعلينا أن نزوّد قواتنا بالتمويل والموارد التي نحتاجها لتفرض نفسها في الميدان."وحذر بوش من أن "أي انسحاب أمريكي متسرع من العراق سيؤدي إلى عواقب مفجعة"، غير أنه قال إن القوات الأمركية ستنسحب من العراق إذا ما طلبت الحكومة العراقية منها ذلك.وأضاف قائلاً: "إننا في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية، العراق دولة ذات سيادة توجّه فيها 12 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع للتصويت لصالح الدستور، فإذا طلبت منا حكومتهم أن نغادر فسوف نغادر."ويتزامن ذلك مع كشف مسؤولين أمريكيين أن "فريقاً مشتركاً لإعادة تشكيل خطة"، بصدد إعداد "إستراتيجية دبلوماسية وعسكرية جديدة للعراق"، من المتوقع أن تتم المصادقة عليها نهاية الشهر الجاري.وذكر المسؤولون الأمريكيون في تصريحات لـCNN، أن الفريق، الذي يرأسه كل من قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس، وسفير واشنطن في بغداد يان كروكر، "يعمل على التوصل إلى تحديد طريقة عمل جديدة في الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام."
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha