قررت إحدى المحاكم بالعاصمة الليبية طرابلس الأحد، تبرئة خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني، والمحكوم عليهم بالإعدام في قضية حقن عشرات الأطفال بفيروس "الإيدز"، من تهمة "الافتراء" على عدد من ضباط الشرطة بتعذيبهم لانتزاع اعترافات منهم.ووجدت محكمة الجنح والمخالفات بمنطقة "سوق الجمعة"، برئاسة القاضي سالم الحمروني، أن المتهمين الستة "غير مذنبين" في الاتهام الذي وجهته هيئة الإدعاء الليبية إليهم، بالافتراء على ضابطي شرطة ليبيين، بأنهما قاما بتعذيبهم خلال فترة التحقيق معهم بقضية حقن نحو 400 طفل ليبي بالإيدز،.وكان كل من المقدم جمعة المشري، وعبد المجيد الصويعي، وهما من ضمن الفريق، الذي تولى التحقيق بقضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، في قضية الأطفال الذين تم حقنهم بالإيدز، قد أقاما دعوى "افتراء" ضد المتهمين.
جاء الحكم بتبرئة المتهمين، المحكوم عليهم بالإعدام، من تهمة الافتراء، بعد قليل من إعلان مؤسسة "القذافي للتنمية" أن هناك "بوادر انفراج قريب"، لحل أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني.وقالت المؤسسة، التي يترأسها سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في بيان الأحد إن هناك "بوادر لحل هذه الأزمة في المستقبل القريب"، في إشارة إلى مفاوضات عقدت بهذا الشأن، في وقت سابق هذا الشهر بالعاصمة البلجيكية بروكسل.وأوضح صالح عبد السلام، المسؤول بمكتب رئيس المؤسسة، التي ترعى هذه المفاوضات، أن "أسر الأطفال المصابين بالإيدز، أبدت ارتياحاً للجهد الذي تبذله المؤسسة من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية من المجتمع الدولي."ودعا صالح الحكومة البلغارية والاتحاد الأوروبي إلى بذل مزيد من الجهود، والجدية في النظر للمتطلبات الخاصة لأسر الأطفال الضحايا، لحل المشكلة والوصول إلى صيغة مرضية لكل الأطراف في أقرب وقت ممكن، وفقاً لما نقلت تقارير صحفية بالعاصمة الليبية.كما أكد المتحدث باسم أسر الأطفال المصابين، إدريس لاغا، أن "هناك احتمالاً قريباً للوصول إلى تسوية"، مشيراً إلى أن هناك طرح أوروبي لمسألة التسوية، ما زال قيد الدراسة من قبل الأسر برعاية مؤسسة القذافي للتنمية.وأوضح لاغا أن أهالي الضحايا يشترطون "ضمان علاج الأطفال في الخارج والداخل مدى الحياة"، بالإضافة إلى مطالب أخرى مثل "تعويض الأسر"، موضحاً أن أسر الضحايا يطلبون عشرة ملايين يورو عن كل حالة، لكنه أكد إمكان التوصل إلى رقم مرض للطرفين، أي الأسر والاتحاد الأوروبي.تتزامن هذه التطورات مع تقارير تشير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، يعتزم زيارة ليبيا الثلاثاء، حيث من المتوقع، بحسب التقارير، أن يلتقي ممثلين عن أسر الأطفال المصابين بالإيدز، ولكن لم تؤكد المصادر الليبية الرسمية هذه الزيارة.
https://telegram.me/buratha