سيكون الفقر في أفريقيا وموضوع التغيرات المناخية أبرز الملفات المطروحة على طاولة قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى، غير أنّ الخلاف بين واشنطن وموسكو بشأن نظام نشر الصواريخ الدفاعية في أوروبا، ربّما ينتزع جميع الاهتمامات ، ورغم أنّ الطرفين استبعدا "أيّ احتمال لاستئناف حرب باردة"، إلا أنّ المراقبين وصفوا الأجواء التي خيمت على عشية افتتاح القمة، وكذلك ساعاتها الأولى، بأنها ليست أجواء "حرب لا باردة ولا ساخنة."وبعد أن تبادلا "التعليقات" في الشهور الماضية، دعا الرئيس الأمريكي، الخميس، نظيره الروسي إلى التهدئة.
واجتمع بوش ببوتين وجها لوجه اليوم الخميس، لأول مرة منذ تشرين الثاني، على هامش اجتماعات منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والهادئ ، وفي علامة على التهدئة، اتفق الزعيمان على التعاون والعمل سويا فيما يتعلق بمنظومة الصواريخ الدفاعية في أوروبا ، وقال بوش إنه من "الأفضل كثيرا أن نعمل معا بدلا من التوترات." ومن جهته ، قال بوتين "لدينا تفاهم بشأن تهديدات مشتركة، ولكن لدينا أيضا خلافات ، والخلاف هو بشأن السبل الكفيلة بمواجهة هذه التهديدات."وفيما اقترحت واشنطن أن تنصب أنظمة صاروخية دفاعية في بولندا وتشيكيا، قال بوتين إنّه اقترح أن يتم استخدام محطة رادار موجودة فعلا في أذربيجان وتغطي كلّ أوروبا.وأضاف أنّ "الاتفاق الحالي يجعل من الممكن أن نفعل هذا والرئيس الأذربيجاني عبّر عن استعداده للشماركة في أمن العالم واستقراره."ومن جهته، وصف بوش المحادثات بالبناءة قائلا إنّ بوتين "عبّر عن مخاوفه لي. إنه متخوف بشأن كون نظام صواريخ دفاعي ليس شيئا يمكن لصديق أن يقوم به ، وأضاف أنّ الزعيمين اتفقا على تبادل الأفكار وإشراك مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية وكذلك الجيش ، وقال إنّه دعا بوتين إلى مقر إقامة عائلة بوش في كينيبونكبورت بمين، في تموز، حيث من المنتظر أن يواصلا مناقشاتهما بشأن عدّة مسائل.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد التحق بمقر الاجتماعات، التي ستعقد في فندق فخم مطل على بحر البلطيق في قرية هيليغندام الألمانية، حيث انتشرت قوات من 16 ألف شرطي تأهبا لأي استئناف لمظاهرات عنيفة، مثل تلك التي أصيب خلالها المئات من قوات الأمن قبل بدء القمة بأيام.المتظاهر ديتر توماس، قال لـCNN "أعتقد أنّ مجموعة الثماني بصدد الكذب علينا. إنها لا تمثل الشعوب، وهم يريدون فقط اتخاذ قرارات بدلا منا."وقبل الاجتماع، أعرب بوش عن أمله في أن يتمكن من إقناع بوتين، على أن النظام الصاروخي هو "دفاعي" مائة بالمائة، وأنه ليس موجها ضد روسيا، بل ضد "تهديدات حقيقية" في إشارة إلى إيران ، غير أن بوتين سخر من اعتبار النظام موجها ضد كوريا الشمالية وإيران، معتبرا أنه في حال مضي واشنطن قدما في المشروع، فإن روسيا ستوجه صواريخها إلى أوروبا.ولم يعر بوش ذلك اهتماما كبيرا، بل اكتفى بالقول إن "روسيا لن تهاجم أوروبا... روسيا ليست دولة عدوة.. ولا حاجة لردود عسكرية، لأننا لسنا في حالة حرب مع روسيا.. روسيا لا تشكل تهديدا لنا."وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف لـCNN إنّ الأمر يتعلق "بملف حساس جدا. فالأمن الاستراتيجي والتوازن الأمني في القارة الأوروبية حساس لدرجة أنه يتعين عليك أن تتكلم بصوت عال ولغة قوية للتعبير عن عدم رضاك ، وأضاف: "ينبغي أن أكرر أننا لسنا قريبين من حرب باردة. ولا أعتقد أنّ هناك أي احتمال ضعيف بشأن ذلك."
https://telegram.me/buratha
