حذرت مصادر اوروبية في بروكسل من مشروع اميركي ينفذه البنتاغون وجهاز المخابرات المركزية الاميركية السي آي أي، يقضي بتسليح كامل وباسلحة متوسطة وثقيلة للميليشيات السنية في العراق , وكشف مصدر في الاتحاد الاروربي بان هذا المشروع الجديد للولايات المتحدة في العراق من شانه ان يزيد احتمالات اندلاع حرب طائفية في العراق ، لانه تجاوزحدود مشروع تسليح عشائر صحة الانبار ، الى التفكير بتحويل هذه المجموعات الى شبه قوات مسلحة ولكن بعناوين الميليشيات .
ومكمن الخطورة وفق هذه المصادر ، في هذا التطور في النظرة الاميركية في تسليح السنة والاعتماد على ميليشياتهم ،هي ان هؤلاء المتطوعين معظمهم كانوا جزءا من القوات المسلحة ويحملون رتبا عسكرية ، وبدلا من ضمهم الى الجيش وفق الشروط والمعايير القائمة حاليا ، فان واشنطن تسعى من خلال هذا المشروع الى خلق قوة عسكرية ثالثة غير الجيش والشرطة ، خاصة وان التقارير التي حصلت عليها اكثر من عاصمة اوروبية اكدت بان هذه الميليشيات السنية تتشكل وفق تنظيمات الجيش ويتمتع بعض قادتها برتب عسكرية .ووفق معلومات هذه المصادر ، فان واشنطن شجعت قيادة جيشها في بغداد على تسليح ميليشيات سنية ذات توجه طائفي شديد ومنها الجيش الاسلامي ، وزودته باسلحة وذخائر بواسطة عملاء قاموا بدور الوسيط بين الجانبين ، وهذا التوجه بالذات يعني ان واشنطن قررت خلق قوة متنامية ومزودة باسلحة وذخائر من هذه الميليشيات السنية في العاصمة بغداد ، وهذا مما يدعو الى القلق من احتمال تحول الامر الى حرب واسعة بين السنة والشيعة في بغداد كون تنظيم الجيش الاسلامي ليس تنظيما سنيا معتدلا ، وانما كان يدعو دائما الى" تنظيف" بغداد من الشيعة وساهم احد قادته بالقاء كلمة عبر خط تلفوني مفتوح معه ذات توجه عدائي ضد الشيعة في العراق خلال مؤتمر ما يسمى بنصرة الشعب العراقي الذي عقد في استانبول في العام الماضي!! واعتبرت هذه المصادر الاوروبية سماح الجيش الاميركي لمتطوعين سنة جاءوا من الانبار الى بغداد للقتال الى جانب الميليشيات السنية التي تتقاتل مع عناصر قوات القاعد في العامرية ، خطوة من شانها التمهيد لوصول متطوعين اخرين من ميليشيات سنية لزيادة القدرة القتالية لهذه الميلشيات بهدف تحضيرها لمواجهات مع الشيعة في العاصمة .وانتقدت هذه المصادر الاوروبية المشروع الاميركي الجديد واعتبرته بمثابة تخلي عن فكرة تقوية دور الجيش والشرطة للحفاظ على الامن ومواجهة التنظيمات والميليشيات الارهابية في العراق . من جانب اخر ، صدرت صحيفة نيويورك تايمز امس بتقرير يؤكد ما اشارت اليه مصادر الاتحاد الاوروبي في بروكسل حيث جاء في تقرير الصحيفة الاميركية ووعلى لسان جنرال اميركي بان قيادة الجيش الاميركي قررت تسليح السنة في مناطق اخرى غير الانبار ، وذلك في اربع مناطق في الوسط من العراق ، ومحافظة ديالى من بينها.ولم يشر التقرير المذكور الى نوع الاسلحة التي يزود بها الجيش الاميركي هذه الميليشيات السنية.
https://telegram.me/buratha