بدأ القادة الأوروبيون مباحثاتهم لليوم الثاني على التوالي في إطار قمتهم المنعدة في بروكسل. وكان القادة قد فشلوا في مباحثات اليوم الاول امس في الاتفاق على مسودة معاهدة جديدة تحل محل مشروع الدستور الاوروبي الذي اخفق القادة في الاتفاق عليه. وتعقد المستشارة الألمانية انجيلا ميريكل، التي تترأس بلادها القمة الحالية، سلسلة اجتماعات اليوم في محاولة لتجاوز الخلافات بين القادة الأوروبيين. وستعقد ميريكل مباحثات منفصلة مع قادة بولندا وبريطانيا وهولندا وجمهورية التشيك في سبيل التوصل لاتفاق.
وكانت المانيا وضعت مقترحات تنظم ادارة الاتحاد الاوروبي بحيث تكون بديلا عن مشروع الدستور الاوروبي الذي رفضه الناخبون في فرنسا وهولندا عام 2005. غير ان كل من بريطانيا وبولندا اعترضتا على المقترحات الالمانية، وهددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضدها. كما ابدت هولندا والتشيك ايضا اعتراضهما على المقترحات الالمانية. اعتراضات بريطانيا وبولندا واوضح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي يشارك في آخر قمة اوروبية قبل مغادرته منصبه الاسبوع القادم، ان هناك خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها عند بحث اية معاهدة جديدة. وتصر بريطانيا على ان تحتفظ كل دولة بسياساتها الخاصة في مجالات الضرائب والعدل والهجرة والسياسة الخارجية. كما ترفض بريطانيا ان تكون الحقوق الاساسية لمواطني الاتحاد الاوروبي، والتي تتضمنها المعاهدة المقترحة، ملزمة للدول الاعضاء. اما رئيس وزراء بولندا ياروسولاف كازينسكي فيرفض طريقة التصويت المقترحة، اذ يرى ان بلاده تستحق قوة تصويتية اكبر في ادارة شؤون الاتحاد. ولم تتفق القمة الا على قرار واحد حتى الآن، وهو السماح لقبرص ومالطا باعتماد العملة الاوروبية الموحدة او اليورو مع مطلع عام 2008. وقالت ميركل بوضوح بعد اليوم الاول من المباحثات "لا توجد نتائج يمكن الاعلان عنها". واضافت ميركل في مؤتمر صحفي ان "القادة سيبذلون كل جهد ممكن للوصول الى اتفاق يوم الجمعة" الا انها اوضحت انها لا تعرف ان كان من الممكن التوصل لاتفاق. ومن جانبه قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو ان الاتحاد الاوروبي يبحث الاصلاح الدستوري منذ سبع سنوات، وحان الوقت للتحرك، موضحا ان المقترحات الالمانية تمثل بداية التحرك.
https://telegram.me/buratha