وقالت مصادر صحافية إن الصحافي سحنون، 44 عاما، اعترف خلال مثوله أمام القاضي، بأنه كان عميلا للمخابرات الاسرائيلية، (الموساد) بعد أن خضع لتدريبات في إسرائيل حول كيفية جمع المعلومات عن قضايا عسكرية واقتصادية وسياسية بالجزائر. ويفيد أمر إحالة المتهم الى محكمة الجنايات، بأنه دخل إسرائيل منتصف تسعينات القرن الماضي ضمن وفد إعلامي بدعوى إنجاز عمل صحافي. وقد تم ذلك بعد اتصالات جرت في ساحل العاج بين سعيد سحنون والسفير الاسرائيلي في أبيدجان، الذي أبدى إعجابا بمقال كتبه الصحافي عن رئيس الوزراء المغتال إسحاق رابين في صحيفة ناطقة بالفرنسية اسمها «السلم»، أسسها في كوت ديفوار مكان إقامته منذ سنوات طويلة.
وذكرت مصادر قضائية أن لقاء جرى بين الصحافي والسفير الاسرائيلي في تايلاند عام 1995، بغرض ترتيب سفر سحنون إلى إسرائيل لتلقي التدريبات على أيدي الموساد، وأن الاخير عرض عليه راتبا شهريا قدره 1500 دولار أميركي، نظير جمع معلومات ووثائق تخص مسائل الدفاع والسياسة الخارجية والقضايا السياسية الساخنة بالجزائر. وفي إفادات الصحافي أمام القاضي، قال إنه بلَغ مصالح الأمن الجزائرية بأنه توصل إلى اختراق المخابرات الإسرائيلية، وأنه قام بذلك خدمة لمصالح الجزائر، لكن ما قاله لم يقنع هيئة المحكمة، حسب محامي تحدثت إليه «الشرق الأوسط».
وقد أنجز الصحافي، الذي يحمل اسما متداولا في بعض العائلات الجزائرية المتحدرة من أصول يهودية، جزءا كبيرا من المهمة المكلف بها عندما عاد إلى الجزائر في 2001، حيث اشتغل ملحقا إعلاميا بسفارة إسبانيا، وانطلاقا منها كان يزور بعض المناطق المعروفة كونها مواقع عسكرية لجمع المعلومات عنها. وبعد فترة تعرف على شرطي بمنطقة القبائل يدعى علي طوير، يقول أمر الاحالة أنه كان يزوده بمعلومات عن أزمة سياسية عاشتها المنطقة في ربيع 2001، غير أن الشرطي نفى علمه بمهمة التجسس التي كان يقوم بها الصحافي.
وذكر محامون نقلا عن سعيد سحنون، أنه دخل المغرب في 2005 بطريقة سرية بغرض إجراء عمل ميداني حول الهجرة السرية، وألقي عليه القبض من طرف مصالح الأمن المغربية في ظروف غير معروفة وسلمته إلى نظيرتها الجزائرية. ولم يوضح أمر الاحالة كيف اكتشف الأمن الجزائري أن سحنون كان جاسوسا، وهي إحدى حلقات القضية التي أثارت تساؤلات عديدة في الاوساط السياسية والاعلامية.
https://telegram.me/buratha