تتواصل التقارير الإخبارية التي تكشف العلاقة الحميمة بين نظام آل سعود وكيان الاحتلال الإسرائيلي فقد كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية اليوم عن وجود سلسلة طويلة من الاتفاقات السرية والمصالح المشتركة بين الجانبين.
وقالت الصحيفة في تقرير لكاتبها الإسرائيلي سمدار بيري نشرته اليوم إن "المناظرة التلفزيونية التي جمعت بين رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين في بروكسل في السادس والعشرين من الشهر الماضي هي رسالة ترمي إلى إظهار الاتصالات التي كانت تجري تحت الطاولة بين الجانبين" لافتا إلى تفاهم الطرفين حول العديد من القضايا وخاصة إيران وعدم وجود خلافات جوهرية بينهما.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن أحد أصدقائه الجدد من السعودية استغرب عدم وجود أصداء لهذا الحدث التاريخي المتمثل بالمناظرة التلفزيونية التي تمت بين الفيصل ويادلين موضحا "إن اللقاء بث من القناة الرسمية وحظي بمشاهدة بلغت الذروة وأحدث أصداء كبيرة".
ولفت الكاتب الذي روج للتقرير بالحديث عن "صديقه السعودي" إلى أن الكثير من السعوديين تابعوا هذه المناظرة التي تمت بتوجيه من الصحفي الأمريكي ديفيد اغنشيوس المعروف بعلاقته القوية مع نظام آل سعود وتساءلوا كيف نشأت فكرة إجلاس الفيصل ويادلين معا ومن ذا الذي يعلم أنه لم تجر بينهما اتصالات حينما كانا في منصبيهما السابقين.
واعتبر الكاتب أن الفيصل وهو شقيق وزير خارجية آل سعود شارك في هذه المناظرة "ليجاري السياسة وليحدد أهدافا حيث أصبح في سجله عشرات اللقاءات السرية تحت غطاء أكاديمي مع ضباط وساسة وخبراء إسرائيليين واصفا إياه بأنه دائما مستعد وسخي ومتوخ للهدف".
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن المطلوب من نظام آل سعود للتفاهم مع إسرائيل هو "نفض الغبار عن مبادرة السلام التي طرحها عام 2002 ودمج المركب الفلسطيني فيها ورفع مستوى الاتصال بالمسؤولين الإسرائيليين فالمفاتيح عندهم ويجب تشغيل المحرك فقط وليس لديهم ما يخسرونه بعد أن رفع الأمريكيون أيديهم استسلاما تجاه عملية السلام في المنطقة".
يذكر أن هذه المناظرة التلفزيونية التي جمعت الفيصل ويادلين سبقها كشف العديد من التقارير الإعلامية عن وجود لقاءات واجتماعات مستمرة وتنسيق دائم بين نظام آل سعود والكيان الإسرائيلي بخصوص العديد من القضايا في المنطقة وفي مقدمتها الحرب العدوانية التي تشن على سورية حيث يقوم الجانبان وبتنسيق مع دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى مشيخة قطر وحكومة رجب طيب أردوغان في تركيا بتقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث قتلا وتخريبا وتدميرا في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يشار إلى أن الفيصل ليس المسؤول الأوحد في نظام آل سعود الذي يقيم علاقات قوية واتصالات ولقاءات مع مسؤولي الكيان الإسرائيلي حيث كشفت العديد من التقارير الصحفية مؤخرا عقد لقاء بين أكثر من مسؤول من هذا النظام ومسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الاستخبارات المقال بندر بن سلطان آل سعود ورئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث اتفق الاثنان وقتها بأن تقوم مملكة النفط الخليجية بتقديم الأموال لخدمات الاستشفاء التي يقدمها كيان الاحتلال للإرهابيين الذين تتم معالجتهم في مشافي هذا الكيان بعد إصابتهم أثناء قتالهم إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
34/5/140609
https://telegram.me/buratha