فتحت مراكز الاقتراع في تركيا ابوابها صباح الاحد امام الناخبين للادلاء باصواتهم في الانتخابات العامة التي تكتسب اهمية خاصة، إذ ينظر إليها باعتبارها اختبارا حاسما للإرث العلماني للدولة التركية. وكان قد تم الدعوة للانتخابات المبكرة كمخرج من أزمة سياسية بعد عدم تمكن البرلمان مرارا من الموافقة على مرشح الحكومة للرئاسة، لانقسام توجهات نوابه. فقد أعاقت الأحزاب العلمانية والجيش صاحب النفوذ القوي ترشيح حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية لعبد الله جول للرئاسة.
وقال العلمانيون إن جول يخفي أجندة إسلامية، معتبرين أن العلمانية التركية في خطر، ورفضوا دخول زوجته المحجبة القصر الرئاسي. ونفى حزب العدالة والتنمية تلك الاتهامات وأشار للسجل الاقتصادي الجيد للحكومة خلال خمس سنوات. الملايين يصوتون وقد تدفق الملايين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات في البلد العلماني وغالبية سكانه من المسلمين، والذي يقع بين أوروبا والشرق الأوسط. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية ستفوز بولاية جديدة لمدة خمس نسوات، غير أنها تشير أيضا لتحقيق أحزاب المعارضة القومية والعلمانية مكاسب قوية يمكن أن تقلل من أغلبية الحكومة وبالتالي تبطئ الإصلاحات. وتصدرت الصحف الرئيسية صور الشواطئ الخالية للمنتجعات التركية الساحلية بعد أن قطع الناس إجازاتهم للتوجه إلى مناطقهم الانتخابية للإدلاء بالأصوات. وأظهر التلفزيون التركي صورا لطوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، فيما صوت الكثير من الأتراك مبكرا لتجنب درجات الحرارة المرتفعة إذ يتوقع أن تصل إلى 40 درجة مئوية. يذكر أن التصويت في تركيا إجباري، ومن المتوقع أن تكون نسبة الإقبال هذه المرة مرتفعة جدا. ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الرابعة مساء بالتوقيت المحي بشرقي تركيا. أما في الغرب، وفي العاصمة أنقرة، ومدينة اسطنبول التجارية الرئيسية والمدن الساحلية، فسوف تغلق مراكز التصويت بعد ذلك بساعة. ويحق لـ43 مليون تركي التصويت من إجمالي عدد سكان 74 مليون نسمة. "إصلاحات واتهامات" وكان رئيس الوزراء أردغان، 53 عاما، وهو أكثر سياسي يتمتع بشعبية في تركيا، قد دعا للانتخابات قبل موعدها بأشهر بعد أن منعته النخبة العلمانية، ومنها الجيش القوي، من تعيين رفيقه ذي الجذور الإسلامية، وزير الخارجية عبد الله جول، لمنصب الرئاسة الهام. ويعتقد أردغان إن تحقيق حزبه النصر سيدعم، إلى جانب الاقتصاد، الديمقراطية في تركيا، حيث أزاح الجيش حكومة اعتبرها إسلامية أكثر من اللازمة قبل عشر سنوات. وتقول سارا راينسفورد، مراسلة بي بي سي في أنقرة إن دور الدين سيكون مسألة محورية في صندوق الانتخابات، فضلا عن علاقات تركيا مع العالم الخارجي. وتضيف أن المشاعر القومية في أوجها في تركيا، إذ تذكيها خيبة الأمل المريرة إزاء الاتحاد الأوروبي، فضلا عن تجدد القتال مع الانفصاليين الأكراد والحديث عن توغل محتمل في شمال العراق.
https://telegram.me/buratha