وقالت الصحيفة إن النظام الملكي السعودي يواجه صعوبة سياسية في فتح جبهة مع الراجحي، وأن الولايات المتحدة غير راضية عن جهود النظام في كبح الشبكات المالية التي يعتمد عليها الإرهابيون.
وقالت إن الولايات المتحدة فكرت مراراً باتخاذ إجراءات ضد البنك من طرفها، غير أنها اختارت في النهاية الضغط على السعوديين بهدوء بشأن القضايا التي تحملها ضد البنك.
وذكرت الصحيفة أن بنك الراجحي يعتبر الآن أكبر بنك إسلامي في السعودية، حيث لديه 500 فرع في المملكة وأنحاء متفرقة في العالم الإسلامي.
وقالت الصحيفة إن نقاشاً حاداً جرى داخل الحكومة الأميركية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 حول البنك وما إذا كان ينبغي على الحكومة أن تتخذ إجراءات شديدة ضده بسبب دوره في تمويل المتشددين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الحكومة السعودية رغم تعهدها بمكافحة الإرهاب، إلا أنها لم تكن على استعداد لملاحقة الشبكات المالية التي يعتمد عليها المتشددون.
وصرحت تقارير استخباراتية أميركية بأن البنوك الإسلامية وإن كانت تقدم خدمات مالية روتينية، إلا أن المتشددين يعتمدون عليها في أنحاء العالم لتحويل الأموال.
وذكرت الصحيفة أن التقارير الاستخباراتية الأميركية التي بقيت حتى الآن سرية تصف كيف أبقى بنك الراجحي على حسابات بنكية تتلقى تبرعات لمؤسسات خيرية سعودية تعتبرها الولايات المتحدة وغيرها من الدول جبهات للقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية.
كما أن سليمان الراجحي، مؤسس البنك، وعائلته قدموا تبرعات كبيرة لمؤسسات إسلامية خيرية مشتبهة بتمويل الإرهاب، وفقاً لتقارير الـCIA وملفات قضائية لوزارة العدل الأميركية.
ورغم أن الاستخبارات والسلطات الأمنية الأميركية تعترف بأنه من المحتمل أن يكون المتشددون يحولون أموالاً عن طريق بنك الراجحي دون علم البنك، إلا أن تقريراً للـCIA صدر عام 2003 يؤكد أن أعضاء كباراً في عائلة الراجحي طالما دعموا متشددين إسلاميين، ويحتمل أن يكونوا على علم بأن المتشددين يستخدمون بنكهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العائلة المالكة في السعودية تتجنب المواجهة مع عائلة الراجحي لأنها تخشى التداعيات السياسية لذلك، حيث أنها تعتمد على علماء الدين وكبار التجار وتتحالف معهم من أجل البقاء على السلطة، كما أن هناك علاقة وطيدة بين بنك الراجحي وعلماء الدين في السعودية الذين يعتمدون على البنك في مؤسساتهم الخيرية، على حد قولها.
وقد ذكرت الصحيفة أن تقارير الـCIA تشير إلى تبرع سليمان الراجحي وأخيه صالح الراجحي لمسلحين بوسنيين وإندونيسيين، إضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية لكوسوفو والشيشان والأراضي الفلسطينية. وقالت إن اسم الراجحي كان ضمن قائمة أسماء متبرعين للقاعدة في وثيقة عثر عليها في سراييفو.
وأضافت أن السلطات الأميركية ما زالت تبحث عن طرق للتضييق على بنك الراجحي، إلا أن إدارة الرئيس بوش ما زالت تفضل الاستمرار في الضغط على الحكومة السعودية من أجل تعزيز مراقبتها للشبكات المالية.
https://telegram.me/buratha