اطلق صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني ، مجموعة من التصريحات خلال الفترة الاخيرة تطالب باسقاط حكومة المالكي بـ " اي ثمن " واتهمها بانها " طائفية " وزاد في تصعيده الاعلامي ضد الحكومة ، عندما طالب جبهة التوافق في لقائه امس مع اذاعة البي بي سي البريطانية ، بان " لاتقع في الخطأ مرة اخرى فتعيد وزرائها الى حكومة المالكي " واعتبر مشاركتها في العملية السياسية "كانت خطأ بالاساس ومنذ الوهلة الاخرى " متناسيا انه – اي المطلك - مازال جزء من العملية السياسية ولم يعلن انسحاب نوابه من مجلس النواب حتى الان ، بل تكتفي جبهته التي تضم 11 نائبا بتعليق مشاركة اعضائها في نقاشات المجلس .
مراقبون في عمان اكتشفوا ان جبهة الحوار الوطني ورئيسها صالح المطلك كانوا وراء قرار جبهة التوافق الاخير بسحب وزرائها من حكومة المالكي ، وان اتصالات مسبقة تمت بين المطلك وخلف العليان وظافر العاني وبمشاركة النائب عدنان الدليمي ، للدفع بهذا الاتجاه واقناع الحزب الاسلامي وبقية اعضاء التوافق بقرار سحب الوزارء والعمل على اسقاط حكومة المالكي نهائيا واستبدالها باخرى.هذه الاتصالات كانت تتم برعاية خاصة من دبلوماسيين سعوديين في عمان وبعض المسؤولين الاردنيين الذين خصصهم البلاط الملكي الاردني لتقديم خدمات استشارية يومية خاصة لهذه الاطراف .والجديد في تلك الاتصالات ان رغد كانت حلقة مهمة من حلقات الاتصال مع المطلك وخلف العليان وظافر العاني ، وان عدة اجتماعات تمت بين هذه الاطراف خلال الشهرين الماضيين. ووفق معلومات مترشحة من مجموعات قيادية بعثية في عمان ، ومتسربة من تلك اللقاءات فان رغد كانت تقول لهم بالحرف الواحد : ماأستطعتم انقاذ رئيسكم وقائدكم – تعني صدام – فعلى الاقل اسقطوا ( المالكي) الذي وقع على قرار تنفيذ حكم الاعدام ، واسقطوا حكومته " .!!وفي هذا السياق تؤكد هذه المعلومات بان خلف العليان عاد الى العراق بمشروع مدعوم عربيا بكل قوة ، والهدف هو العمل على اسقاط حكومة المالكي ، واستبدالها باخرى ، وتفعيل تعديل قانون اجتثاث البعث في مجلس النواب، وادخال اكبر عدد ممكن من القادة الامنيين والعسكريين البعثيين لادارات الجيش والشرطة واجهزة الامن والمخابرات .وبالطبع فان هذه الاجراءات ستكون متزامنة مع الاعداد والتخطيط لجولة سياسية وامنية جديدة في العراق وخاصة في بغداد ، و اكمال سيطرة التنظيمات السنية على عدة احياء بغدادية في الكرخ من خلال مايعرف بالتنظيمات السنية – التي عقدت مصالحة مع القوات الاميركية وجرى تزويدها بالسلاح علنا وجهارا بحجة مواجهة القاعدة ، وتحقيق التوازن الطائفي في العاصمة بغداد . اذ يبدو من تتبع سياق الاحداث والتطورات السياسية واداء التنظيمات السنية المتشددة انها مصرة على المراهنة على اقاط التجربة السياسية التي يمكن بناءها في ظل اجواء ديمقراطية قد تمنح الشيعة فرصة الحكم والمشاركة فية ، والبحث عن احلام بائسة في اعادة النظام السابق والدكتاتورية المقيتة والحكم من جديد بمنطق الدم والقتل والجريمة ، فهل ان التنظيمات الارهابية التي اشاعت القتل والدمار والتفجيرات في العراق وجعلت المواطن يعيش اجواء عدم الاستقرار والقتل والدمار فهل ان تنظيمات من هذا النوع يمكن ان تكون مؤتمنه على رقاب العراقيين ، ان هؤلاء المتشددين من السياسيين السنة لا يمثلون السنة بل انهم زجوا مجتمعهم في مواقف غير محموده وزجوا المجتمع العراقي في اجواء من الاحتقان والتوتر والاقتتال ، مطلوب من رئيس الحكومة ان يستخدم صلاحياته الدستورية في ملئ الشواغر الوزارية ومطلوب من المالكي انيحشد المواقف التي تقوي الجبهة العريضة التي تدعم حكومته وهي الكتلة الاكبر في البرلمان ، ومطلوب فتح الفرصة كاملة امام الشخصيات والقيادات الاجتماعية والسياسية السنية المعتدلة ، واضعاف دور القوى المتشددة المصرة على افشال الحكومة وافشال العملية السياسية .
https://telegram.me/buratha