كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" أنّ" مكتب رئيس الحكومة "الاسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، والطاقم الموكل اليه التحرك ضد الاتفاق النووي مع ايران، ينشغل حالياً بصورة غير مسبوقة، مع مستوى مرتفع من القلق، في ظل التقدير الجامع في تل أبيب، لدى القادة السياسيين والامنيين على مختلف مسؤولياتهم ومراتبهم وميولهم، ان الاتفاق النووي بين الدول الست وايران، بات بحكم الامر الواقع".
وأضافت الصحيفة أنّ" مكتب نتنياهو يبدو وكأنه في حالة حرب حقيقية، مع حرص شديد على التزام الصمت، سواء من مجلس الأمن القومي "الاسرائيلي"، أو وزارة الخارجية في تل أبيب، أو وزارة الحرب، و"الصمت" بحسب الصحيفة يتعلق تحديدا بالاستراتيجيا التي ستعتمدها "اسرائيل" في مرحلة ما بعد الاتفاق، وكي لا تنفضح هذه الاستراتيجية، وحتى لا تبدو وكأنها تخوض معركة خاسرة من البداية".
وحسب "يديعوت" "لا تخفي تل أبيب توقعاتها، وتؤكد أن التوقيع على الاتفاق سيحصل لا محالة، رغم وجود اصوات تقول بأن عرقلة ما طرأت على سير المفاوضات في الساعات الاخيرة، كما تدرك تل أبيب وتقر بان المحاولات "الاسرائيلية" لايقاف مسار التفاوض والحؤول دون التوقيع على الاتفاق، باءت كلها بالفشل. الأمر الذي ينقل المقاربة "الاسرائيلية" من محاولة افشال الاتفاق قبل توقيعه، الى محاولة افشاله بعد توقيعه، لكن مع المحافظة على الوتيرة ذاتها في اطلاق المواقف والتصريحات المحذرة منه، والداعية الى رفضه، رغم وجود يأس بائن، في صده".
وتشير الصحيفة الى ان" نتنياهو ما زال حتى الان، يراهن على قدرته توجيه ضربة قاصمة، و"التقدير لدى مكتب رئيس الحكومة يشير إلى أنه في حال لم يتمكن من منع عملية إزالة العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران، فإنه سيتمكن من وقف إزالة العقوبات الأميركية من خلال الكونغرس الاميركي".
واشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر في مكتب نتنياهو، الى ان" الاخير استبشر خيرا بعد تمديد المفاوضات الى ما بعد التاسع من حزيران الحالي، الامر الذي يعني ان الكونغرس الاميركي سيكون في اجازة، وان هناك مهلة تصل الى شهرين كي يعود لينظر في الاتفاق، ما من شأنه تأمين مهلة معقولة لنتنياهو كي يجند قوى معارضة للاتفاق في الكونغرس"، وتقول الصحيفة ان" هذا التطور عد من ناحية نتنياهو ومكتبه "انتصارا تكتيكيا"، رغم ان "اسرائيل" غير موجودة ومنقطعة تماماً عن مضمون المفاوضات مع ايران في فيينا".
الا ان ما يخفيه نتنياهو عن الجمهور "الاسرائيلي"، تلفت "يديعوت احرونوت"، الى أنه منذ شهور يعمل مجلس الأمن القومي ووزارة الأمن ورئاسة أركان الجيش على القضايا ذات الصلة باليوم الذي يلي الاتفاق. و"هناك ما يطرح على الطاولة، ومن بينها أسئلة عن اليوم التالي: هل ستضرر المكانة الإستراتيجية لإسرائيل نتيجة الاتفاق بما يلزم بإجراء تغيير في النظرية الأمنية؟ وهل يجب أن تواصل الأجهزة الأمنية الاستثمار في القدرات العسكرية لمواجهة التهديد الإيراني؟ أم أنه يمكن تحويل هذه الموارد، في السنوات القريبة على الأقل، إلى مجالات أخرى؟".
ومن الاسئلة الموضوعة على طاولة البحث، كما تشير "يديعوت احرونوت"، "الواضح ان اليأس تغلغل الى نفوس أصحاب القرار في تل أبيب، والمسألة ليست مسألة إن كان يمكن أو لا يمكن ايقاف الاتفاق، سواء من خلال عرقلة التوقيع عليه، او منع المصادقة عليه في الكونغرس لاحقا، بل هي مسألة التداعيات القادمة في مرحلة ما بعد الاتفاق، وكأن الامر بات منجزاً وواقعاً لا يمكن الحؤول دونه، سواء في فيينا أو واشنطن لاحقا، في الكونغرس الاميركي".
https://telegram.me/buratha