انتقد الحرس الثوري الإيراني قرارا أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقر الاتفاق النووي الذي أبرم الأسبوع الماضي قائلا إن القرار يتدخل في العمليات العسكرية لبلاده ويتجاوز "الخطوط الحمراء" التي رسمها الزعيم الأعلى آية الله السيد علي خامئني.
وأصدر مجلس الأمن بالإجماع قرارا يوم الاثنين يقر الاتفاق الذي يرفع العقوبات تدريجيا عن إيران لكن يبقي أيضا على حظر للأسلحة وحظر لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
ويواجه الاتفاق معارضة في الكونجرس الأمريكي وبعض دول الشرق الأوسط ومن بينها إسرائيل والسعودية كما يواجه معارضة من الحرس الثوري ومتشددين إيرانيين آخرين.
ونقل عن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري قوله قبل وقت قصير من صدور قرار مجلس الأمن في نيويورك "بعض أجزاء المسودة تجاوز بوضوح الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية خاصة ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية."
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء قوله أيضا "لن نقبله أبدا."
ويخشى المتشددون الإيرانيون أن تكون الموافقة على قرار مجلس الأمن الجديد بمثابة إقرار فعلي بقرارات سابقة صدرت بشأن إيران وسيتوقف العمل بها مع تطبيق رفع العقوبات ومن بينها قرارات فرضت قيودا على البرامج العسكرية للبلاد.
ويشعرون أيضا بالقلق من أن يكون بإمكان المفتشين الوصول إلى مواقع عسكرية حساسة بمقتضى القرار الذي يصبح قانونا دوليا.
وكتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان يقول "حتى بمجرد النظر إلى الاتفاق يمكنك أن ترى أن بعض الخطوط الحمراء الأساسية للجمهورية الإسلامية لم يتم الحفاظ عليها."
وقال شريعتمداري الذي عينه الزعيم الأعلىالإمام الخامنائي"قالت إيران على الدوام إن قرارات مجلس الأمن الدولي غير قانونية لكن بقبول القرار الجديد فنحن نقرها جميعا."
وقال أحمد بخشايش عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان إن المفاوضات النووية انحرفت كثيرا إلى المجال العسكري.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية قوله "لم يكن مفترضا أن يتفاوض الفريق المفاوض على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية."
- إنجاز غير مسبوق
ورفض المفاوض النووي الإيراني الكبير سيد عباس عراقجي مخاوف المنتقدين ووصف قرار مجلس الأمن بأنه "إنجاز غير مسبوق في تاريخ إيران".
وقال في مقابلة على الهواء مباشرة مع إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران "... قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجديد سيحظر فقط الصواريخ المصممة لحمل رأس حربي نووي (و) إيران لا تملك برنامج صواريخ نووية."
وحتى الآن لم يصدر السيد الخامنئي حكما واضحا على الاتفاق لكنه قال في خطبة عيد الفطر يوم السبت إنه لن يسمح بأن يعرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا للخطر "أمن إيران وقدراتها الدفاعية".
وطالب الأمة بأن تبقى متحدة في الوقت الذي يفحص فيه المسؤولون الاتفاق للتأكد من أنه يصون المصالح الوطنية.
وبينما يقول مؤيدون للاتفاق إنالسيد ال خامنئي اطلع بشكل متكرر على المفاوضات النووية وإنها لم تكن لتتقدم دون ضوء أخضر منه يعتقد المنتقدون شيئا آخر.
وقال شريعتمداري "من المستحيل أن يوافق زعيمنا الأعلى على اتفاق تجاوز الخطوط الحمراء. ما كان الزعيم ليطلب فحص نص الاتفاق بعناية لو كان قد أقره بالفعل."
وسيتحدث علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية - وهما المفاوضان الإيرانيان الرئيسيان قي فيينا - في جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني يوم الثلاثاء لإطلاع المشرعين على الاتفاق.
ولا بد أن يقر مجلس الأمن القومي الإيراني الاتفاق ثم يقره خامنئي لاحقا. ودور البرلمان غير واضح.
https://telegram.me/buratha